( فصل المقال في قضية الهوائيات )
بقلم : غسان عبد الرحمن صرصور
" قبل ان يكتشف البرتغاليون البرازيل كانت البرازيل قد اكتشفت السعاده " (اديب اجنبي لم اعد اذكر اسمه ) .
كذلك نحن , عرب هذا البلد , كنّا قد اكتشفناها , رغم الاستعمار والاستحمار وشظف العيش , وقبل ان يتولى امورنا الرويبضات والتعساء
وأُلو الطفّفرة , الذين لا يفقهون في ادارة شؤون العباد الاّ بقدر ما " تفقه الابقار في علم الهيئه " ..
والى الموضوع ..
عُقد عصر الاحد 15\6\2014 في بلدية كفر قاسم اجتماع مهم ومطوّل حضر اليه مندوبان عن شركة بيليفون وجمع من المسؤولين والمهتمين من هذا البلد , من اجل التوصل الى حل مُرضٍ وشاف لمشكلة الهوائيات وحيثياتها , وقد تكلّم من تكلّم وطرح الحاضرون وجهات نظرهم ثم انفضّ الاجتماع على خير .. (او هو ما نتمنّاه ونظنه ) .
مجمل القول وفصله ( ولسوف تدهشون ممّا ساورده) :
ليس هناك حلٌّ لأنه ليست هناك مشكله !! ولم تكن هناك أي مشكله أصلا ومنذ البدء !!
معنى ذلك ان الشركات تقول لنا بكل وضوح وشفافيه واريحيه :
القرار كله بيدكم انتم .. ونحن ننفذ مُرادكم بحذافيره . قدِّموا لنا خطه \ خريطه مفصّلَه تَضَعها وتُشرف عليها أي شركه خاصه ومختصه تختارونها , بيحث يتم ذلك بشكل علي مدروس وبشكل يضمن الدرجه القصوى من الامان والامانه (( كما هو الحال في أي مدينه متحضره وامنه في هذا العالم )) .. وبذلك نكون قد طوينا هذه الصحيفه المؤلمه وخرجنا من هذه المعمعه الؤلمه التي ما كان ينبغي لها ان تكون ابداً .. خطه بسيطه واضحه لا تُكلِّف غير حفنة من المال وغير مجهود قليل يبذله ذوو الشأن والاختصاص .. (وهو ما تَمَّ الاتفاق عليه وما يجري الان تطبيقه بعون الله , فالعَجَل العَجَل .. ).
السؤال الذي يطرح نفسه الان هو : اذا كان الامر بهذه البساطه فلماذا لَمْ يَتِم تداركه من البدايه .. من اول يوم نُصبت فيه اول هوائيه , وسقطت فيه اول ضحيه وتنادى الناس مهطعين الى الفتنه والحريق ؟!
الجواب عندي وعندكم .. فانها لا تعمى الابصار , ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
مهما يكن .. اعود واُؤكد ان القضية الان قيد المعالجه , وقد عُرِفَ السبب وبَطل العجب .. ومن الضروري ان نتحلى باكبر قد ممكن من الصبر والتأني ريثما تنجلي . ان عبدَة الدولار ملومون ومذمومون لكن ( المحترمين ) القائمين اظلم منهم وادهى .. فلينظر الشعب ماذا يريد ومن يتّقي ولا يظُنّنَ ان انتظار الفرج يأتي من عبادةِ السكارى الملجَمين الذاهلين عن مصالحهم ومصائرهم .. عن راحاتهم وارواحهم .
وكلمة ختام ودعوه لا بد منها لي ولكم جميعا , ان نتدبر وننظر مراراً وتكراراً في محيطنا واحوالنا ومكونات حياتنا . (على الاقل جوانبها الماديه اولا : في مائنا وهوائنا وتربتنا ونارنا ونورنا ..والاخيريندرِج ضِمن ما اشْتَمَلَت عليه وما تبثه القلوب التي في الصدور .. ) .
باختصار , توفير بيئه سليمه صالحه يمكن ان يتنفس فيها الانسان من رئتيه ولا يمسي مُكِباً على وجهه ومغلوباً على امره .
واذا شئتم .. ( ومع انني اعتبره من أبيخ الشعارات التي تطايرت في سمائنا ..)
– " بلد يطيب العيش فيه "!!
ويبقى وجه ربك ..
اضف تعقيب