X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      15/03/2025 |    (توقيت القدس)

"المصالحة الفلسطينية" قارب نجاة للطرفين الخصمين!!! إبراهيم أبو جابر..

من : قسماوي نت
نشر : 17/06/2014 - 18:44

"المصالحة الفلسطينية"

قارب نجاة للطرفين الخصمين!!!

إبراهيم أبو جابر..

ملخص تنفيذي..

تمكن طرفا المعادلة الفلسطينية اخيرا من انهاء الانقسام بينهما, والتوافق على المصالحة وتشكيل حكومة توافق وطني غير فصائلية, للخروج من المأزق الذي وصله الشعب الفلسطيني. هذه المصالحة أنهت حالة من الانقسام استمرت- 7- سنوات عجاف ,عانى من جرائها الفلسطينيون الويلات, اهمها شن الكيان الاسرائيلي حربين على قطاع غزة.

المصالحة بين فتح وحماس هذه, لا يعلم احد مدى نجاحها واستمراريتها, لا بل لا يدري احد ايضا مدى تمكن حكومة الوفاق الوطني  من الوصول بالشعب الفلسطيني الى بر المرحلة القادمة ,والتي ستتوّج  بأجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة؛لكن الذي يمكننا القطع به ان لكل فصيل الاسباب والدواعي لعقد هذه المصالحة على الرغم مما تحمله من تناقضات .

فمنذ اللحظة الاولى لتشكيل الحكومة نشبت ازمة الرواتب التي كشفت عن هشاشة الاتفاق وفي الوقت ذاته ستكشف الايام القادمة عن مواقف الطرفين الحقيقية.

دوافع المصالحة:

هناك في الواقع مجموعة من الاسباب والدوافع ادت في المحصلة بالطرفين للجلوس الى طاولة الوفاق الوطني ,يبدو مجبرين, واتمام ما اتفق عليها قبل سنين من مسودات اتفاق سواء في القاهرة او الدوحة او مكة.

والاولى هنا تشخيص ما عاناه كل فريق من مشاكل وازمات داخلية وخارجية اقليمية  وعالمية, جعلت الكل يرى في المصالحة سبيل الخلاص, لا رضوخ طرف لصالح طرف أخر, فالمعادلة متكافئة بين الفريقين.

على مستوى السلطة الفلسطينية/رام الله:

لقد عانت سلطة رام الله من عدة  ازمات جعلتها بل اضطرتها للجلوس الى طاولة المصالحة مثل:

فشل المفاوضات الفلسطينية –الاسرائيلية ووصولها الى طريق مسدود,ووصول المفاوض الفلسطيني الى قناعة بعجز الولايات المتحدة والامم المتحدة والاسرة الدولية في الضغط على الكيان الاسرائيلي لأجراء تنازلات على الأرض لإنجاح السلام,واستمرار الكيان الاسرائيلي في الاستيطان وتهويد المكان , وابتلاع الاراضي , والتعدي على حقوق الفلسطينيين؛اضافة الى عجز الدول العربية في ظل ما سمي بالربيع العربي عن لجم الكيان الاسرائيلي والضغط عليه لتغيير سياسته وتعديه على حقوق الفلسطينيين ثم قناعة المفاوض الفلسطيني بان الكيان الاسرائيلي  لا ينوي منح الفلسطينيين دولة مستقلة ولا باي ثمن,وتراجع شعبية السلطة الفلسطينية في اوساط الشعب الفلسطيني بخاصة في الضفة الغربية, واخيرا ظهور بوادر تمرد داخل حركة فتح  والسلطة وذلك بدعم من انصار دحلان وغير دحلان من كبار قيادات حركة فتح في الضفة الغربية. كل هذه الامور مجتمعة دفعت نحو رضوخ السلطة الفلسطينية في رام الله الى الامر الواقع والقبول بالمصالحة.

على مستوى حركة حماس/سلطة غزة:

السلطة الفلسطينية في قطاع غزة والمدارة  سابقا من قبل حركة حماس هناك ايضا هي الاخرى وجدت نفسها مضطرة للقبول بالمصالحة في ظروف حرجة وموضوعية ,مع العلم انها كانت اكثر حماسا لانهاء الانقسام سابقا من سلطة رام الله.

هناك مجموعة من الدوافع والاسباب دفعت السلطة الفلسطينية في غزة  بقوة للقبول بانهاء الانقسام والمصالحة,منها:

فشل حركة حماس في فك الحصار  الاسرائيلي عن قطاع غزة منذ سنين,وعجز الحركة عن تقديم الخدمات المطلوبة للمواطنين الغزيين كما يجب ومساعيها لتجنب الغضب الشعبي,ناهيك عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في صفوف الفلسطينيين في غزة ,ووقف المساعدات المالية التي كانت تصل القطاع عبر مصر والبنوك الدولية بعد الانقلاب العسكري في مصر,اضافة الى

الانقلاب العسكري في مصر نفسه وما واكبه من اغلاق للمعابر والحدود وهدم الانفاق ,والحرب الاعلامية على حركة حماس والتهديد بضربها في العمق الغزي,اضافة الى خيبة امل الفلسطينيين في غزة وتحديدا حماس من جني ثمار الثورات العربية, في ظل انحراف او حرف الثورات عن مساراتها الصحيححة ,وفشل جهود فك الحصار وبالذات الجهود التركية,ثم جاء موقف حماس غير الناجع من النظام السوري والذي ادى الى قطع المساعدات المالية الايرانية لها وتردي علاقاتها مع حزب الله.

لقد  لعب الدور الذي لعبته السلطة الفلسطينية  ايضا كما يبدو في اقناع بعض قادة حركة حماس الخارج بتغيير بعض قناعاتهم  وذلك بدعم قطري  دورا هاما في تقريب وجهات النظر بين الطرفين؛ثم ما نشر عن نجاح الولايات المتحدة الامريكية في اتصالاتها ببعض قادة حركة حماس الخارج حملت هؤلاء  على تليين مواقفهم حيال العملية السلمية ,وما يدور من وراء الكواليس عن مفاوضات امريكية –قطرية من جهة وبعض رموز السلطة الفلسطينية في رام الله لاختيار خلف للرئيس ابومازن بعدما حرقت اوراق دحلان.

واخيرا ان لاسقاطات الانقلاب العسكري في مصر مردودات كثيرة سلبية على قطاع غزة مثل اغلاق المعابر ومنع تحويل الاموال عبر البنوك والمصارف المصرية, وانعكاسات ذلك على رواتب الموظفين والقطاع الخدماتي العام.

كل هذه الامور وغيرها جعلت حركة حماس في حيرة من امرها , لهذا تاتي المصالحة لرمي الكرة في ملعب السلطة الفلسطينية التي تربطها علاقات جيدة مع النظام المصري الجديد وانفتاح اكثر على العالم الخارجي والكيان الاسرائيلي ايضا.

المعادلة:

سلطة رام الله = فشل على جميع الاصعدة السياسية والاستراتيجية  والامنية, وعلى جميع المستويات الفلسطينية والاقليمية والعالمية.

سلطة غزة (في ظل الحصار)= نجاح على المستوى العسكري والامني , وفي الوقت ذاته عجز على جميع الاصعدة تقريبا, الاقتصادية والسياسية  والدبلوماسية رغم كل محاولات الدعم, وانسداد افق اختراق الحصار الاسرائيلي بعد الانقلاب العسكري في مصر, ووقف دعم ايران وحزب الله للقطاع.

النتيجة الاولية : وافق الطرفان على المصالحة مجبرين لان الواقع اقوى من الشعارات والعنتريات عبر وسائل الإعلام, ولو رأى أي من طرفي المعادلة فرصة للي ذراع الاخر ما ترك وسيلة لذلك, لان الطرفين كانا يتربصان كل منها  بالآخر.

لماذا قبلت حركة حماس بالمصالحة؟

لا شك ان الواقع اقوى ,كما ذكر, من أي اعتبار اخر, وحركة حماس تملك بلا شك مفكرين وعقولا قادرة على الاستنباط وتوزين الامور ووضعها في نصابها الصحيح.

الكل في غزة وفلسطين استبشر خيرا بعيد الثورة المصرية واستلام الاخوان الحكم ,بل ان بعضنا بدأ يحلم بقرب التحرير الشامل لفلسطين واقامة دولة الخلافة؛ لكن الامور انقلبت راسا على عقب بعد الانقلاب العسكري في مصر, حيث اغلقت المعابر بين مصر وغزة واصبح الفلسطينيون ,كيف حماس, غير مرغوب بهم في مصر ام الدنيا, وباشرت مصر في:

1.هدم الانفاق شريان الحياة الرئيس وقت الحصار لقطاع غزة.

2.اغلاق المعابر البرية.

3.مطاردة كل مصري او فلسطيني يعيش في مصر عمل او يعمل لصالح تخفيف الحصار او يحاول خرق الحصار عن غزة.

4.وقف تحويل الاموال عبر البنوك المصرية الى قطاع غزة.

5.مضايقة واغلاق المؤسسات والجمعيات المصرية الداعمة للقطاع .. الخ.

على المستوى السياسي:

سياسيا هناك امور طبخت خارج فلسطين كما يبدو, شاركت فيها العديد من القوى الاقليمية ، وكانت قطر احدى الدول الحاضنة لهذه " الطبخة " , والتزمت برعايتها وهو ما شجع الطرفين في المضي قدما في مشوار المصالحة الذي طالما تعثر لأسباب داخلية وخارجية . فوجود شخصيات حمساوية من الصف الاول في قطر وزيارات ابو مازن للدوحة هو من دفع بقوة نحو المصالحة, وقد تناولت وسائل الاعلام ذلك الامر, بل ان مواقف بعض قيادات غزة وعلى راسهم الزهار النارية, فهمت على ان هناك تقاربا ما وحوارا ما بين عناصر رفيعة المستوى من حماس وابو مازن, ناهيك عن امكانية دخول الولايات المتحدة على الخط ,وهذا ما نشرته بعض وسائل الاعلام حول لقاءات امريكية – حمساوية سرية تجرى منذ عام, ولعل قبول الولايات المتحدة بحكومة التوافق الفلسطيني خير دليل على ما ذكر.

مرحلة ما بعد المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني:

حكومة الوفاق الوطني حكومة انتقالية, لا تملك برنامجا سياسيا ولا صلاحيات كباقي الحكومات , وانما هي اقرب الى حكومة تسيير اعمال الى حين اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

اذن المرحلة التالية هي:

اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

اما بخصوص الانتخابات البرلمانية فمن المتوقع فوز حركة حماس بأغلبية أصوات المجلس التشريعي الفلسطيني ربما بنسبة اكبر مما حصلت عليه في انتخابات عام 2006؛ وبالذات في ظل خيبة امل المواطن الفلسطيني من السلطة الفلسطينية والفساد المستشري في صفوف حركة فتح, وعجز السلطة في تقديم الخدمات اللازمة للمواطن, والغلاء , والممارسات الاسرائيلية , والجو السائد في الضفة الغربية.

اذن حظوظ حركة حماس في اكتساح غالبية التشريعي كبيرة جدا في الضفة الغربية وقطاع غزة, وهذا يعني عودة حركة حماس الى تشكيل الحكومة الفلسطينية مجددا, وهذا ما ترفضه اسرائيل والمجتمع الدولي, فهل من الحكمة تجريب المجرب؟؟ ولا احد يعلم ربما لا تخوض الحركة الانتخابات بمرشحين محسوبين عليها والاكتفاء بدعم شخصيات مستقلة ومقربة منها؟؟؟

اما على مستوى الرئاسة فالوضع يختلف كثيرا, فالكثيرون يرون انه ليس من الحكمة ترشيح مرشح عن حماس لمنصب الرئاسة في ظل الاحتلال الاسرائيلي والراي العام العالمي والعربي المناهض والمعادي للحركات الاسلامية ,وعليه فانه من مصلحة حركة حماس دعم احد المرشحين المستقلين القريبين منها فكريا وايديولوجيا, وهذا ان حصل فان المرشح المستقل هذا سيفوز بمنصب الرئيس الفلسطيني ,وهذا بالطبع ايضا لن يروق لحركة فتح, ولكنه مخرج قد يرضي الكثيرين من الشعب الفلسطينيين.

هذه المعادلة ان تمت فان الامر يعني سيطرة حركة حماس ولو بصورة غير مباشرة على زمام الامور, وخسارة حركة فتح لموقعها السياسي والقيادي؛ ولكن الامور قد تنقلب راسا على عقب اما من قبل الكيان الاسرائيلي او عناصر من حركة فتح لرفضهم خسارة مواقعهم وربما بدعم من قوى محلية وخارجية.

الموقف الاسرائيلي من المصالحة:

الكيان الاسرائيلي موقفه معروف منذ سنين من موضوع المصالحة بين الطرفين الفلسطينيين, ولطالما حذر وخير  نتنياهو ابو مازن بين السلام والصلح مع حركة حماس؛ ولقد كان موقفه واضحا بعد عقد المصالحة فقد بدأ بتهديد الطرفين بالعقوبات ,والكيان يملك وسائل ضغط على الطرفين مثل:

*الحجز على اموال الضرائب الفلسطينية.

*سحب البطاقات الخاصة بالمسئولين الفلسطينيين.

*الحد من حركة القادة الفلسطينيين والتحرك داخل الاراضي الفلسطينية.

*منع الكثير من المسئولين الفلسطينيين من السفر خارج البلاد.

*اعادة اغلاق مداخل ومخارج التجمعات السكنية الفلسطينية.

*الغاء الكثير من التسهيلات الممنوحة للفلسطينيين.

*شن حملات مداهمة واعتقالات للفلسطينيين.

*اعادة نصب الكثير من الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش التي تم تفكيكها.

*العودة ربما لسياسة الاغتيالات.

*احتمال تدمير البنية التحتية للسلطة الوطنية الفلسطينية.

وفي حال فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية  وتشكيلها للحكومة فلن يتوانى الكيان الاسرائيلي في رفض الاعتراف بها, وربما اعتقال وزرائها؛ وهناك من يرى ان الكيان الإسرائيلي قد يتدخل لإفشال الانتخابات ومنع الفلسطينيين من الإدلاء بأصواتهم.

السيناريوهات المتوقعة:

هناك في الواقع العديد من السيناريوهات والتوقعات لمستقبل المصالحة الفلسطينية ,منها:

السيناريو الاول:

نجاح المصالحة الفلسطينية وتمكن الفلسطينيين من اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ,وتشكيل حكومة منتخبة قادمة يمكنها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته.

السيناريو الثاني:

فشل المصالحة وعجز الفلسطينيين  عن تطبيق ما اتفق عليه وعودة الأمور إلى سابق عهدها, وإراقة دماء جديدة.

السيناريو الثالث:

نجاح الفلسطينيين في اتمام المصالحة واجراء الانتخابات بنوعيها, وتشكيل حكومة وقيادة سياسية مشلولة وغير قادرة على تمثيل الشعب الفلسطيني بسبب عوائق محلية وعالمية ,ورفض الاعتراف بهذه الحكومة .

السيناريو الرابع:

استغلال طرف من الاطراف (سلطة رام الله او حركة فتح)للمصالحة وتنازل حركة حماس عن كل شيء لصالح حكومة التوافق او أي حكومة اخرى, استغلال السلطة ذلك بمساعدة قوى محلية وفلسطينية وعربية لتصفية حركة حماس او على الاقل لضرب الحركة في مقتل وشل وجودها وحركتها على المستوى الفلسطيني المحلي.

الخلاصة

المصالحة مصلحة فلسطينية وطنية عليا ,ومطلب كل فلسطيني مخلص وصادق مع الله والوطن, ولهذا فإنجاحها يجب أن يتم, ولكنه لن يتم حقا إلا بإخلاص النوايا ووقف نسج المؤامرات والتدليس والتواطؤ مع الاعداء.

لن تتم المصالحة حقا وحقيقة الا بعد المصالحة مع الذات الفلسطينية, من خلال دفع مستحقات كل متضرر من جراء الانقسام ,ودفع الديات لذوي وأقرباء الضحايا, وعودة الفارين من نار الانقسام , وانخراط موظفي القطاع الجدد،  مع فتح في مختلف الدوائر واعداد وثيقة شرف يوقع عليها كبار الطرفين ووجهاء الطرفين, برعاية الرئاسة الفلسطينية وقادة الفصائل الفلسطينية والقضاة والمفتي العام ,ومن يراه القائمون عليها محرّكا ومحفّزا لدفع عجلة المصالحة الى الامام.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل