قصيدة تقرأ هذه الأيام
ب. فاروق مواسي
********************
في مثل هذا الأيام والعربدة والغطرسة والاعتداءات فإنه لا يكفي موت الفلسطيني او سجنه أو تعذيبه أو إهانته اليومية،
هو في موضع اتهام حتى لو بكى ابنه، حتى لو رفض ما يفكر به ابنه وما ينشط فيه، ولذا يعتقل هذا الأب لا لسبب، إلا لمشاعره التي تظل مزهوة بحتمية انتصار الحق على الباطل، إن الباطل كان زهوقا، مهما طغوا وبغوا.
*************
لا يكفــي
...................
لا يكفي أن ابنك قد ماتْ
لا يكفي أن تعلن رفضَكَ هذا الموتْ
حتى لو أقسمتَ بكلِّ الآياتْ
" هذا قدرٌ مقدورْ"
يبدو زهوُكَ فيهْ
إذ أنَّكَ رَبَّيْتَــهْ
في عنفٍ للعنفِ
وبه غَذَّيْتَـهْ
فلماذا تبكيهْ؟
تبكيهِ وأنتَ دعوتَهْ
أن يتزوَّجَ من حورٍ عينْ
لا يكفي أن تُعلن عن حزنٍ أبديتَــهْ
وتقولْ:
حلَّ بلاءْ
(نعرف أنَّكَ راضٍ، موتَ ابنِكَ رافقتَـهْ)
ولذا:
زارتْ بيتَكَ آلِيَّاتْ
كي تهدم بيتًا آواهْ
وتشرِّدَ من لا يدري ماذا كانَ وَكانْ
أما أنتْ:
تؤخذ نحو الجهة المجهولــهْ
تطعمُ أصناف الوَجَباتْ
فلعلَّكَ ساندتَ وساعدتْ
راضيتَ وناغيتْ
ولذا: قد ننفيكْ
قد نخلُقُ أسبابًا إذ نُرديكْ
نتربَّصُ في أخْتِـــهْ
ونكيدُ ذَويكْ.
ها عيناك وراء العَصْبَـهْ
هذي أوَّلُ وَجْبَــهْ
كيف اللَّوْنُ الأسودْ
يُفضي في تيـــهْ؟
هل تبصرُ ألوانًــا أخرى؟؟
**
وَيْلَكْ!!
ترسمُ في شفتيك البسمـــهْ
أترى؟؟!
غرَّدَ طيرٌ في عينيكْ
أو أشرَقَ حُلْمُــهْ
ما معنى
أن ترتسمَ البَسْمَــهْ
في شفتيكْ
ما معنى هذي البَسْمَـــهْ؟؟!
.....................................................
نشرت القصيدة في: مواسي. الأعمال الشعرية الكاملة. م2. القاهرة: إصدار كل شيء- 2005، ص 303.
اضف تعقيب