مقال الاسبوع : الهوائيات والحراك الشبابي .. النتيجة من البيوت الى المساجد ...
الهوائيات والحراك الشبابي .. النتيجة من البيوت الى المساجد ...
منذ شهر او يزيد " تجمهرت " مجموعة شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي . شعارها – لا للهوائيات المسرطنة - ونحن نقول نعم لهذا الشعار وحامله .
لكن ليس الهوائيات وليدة اليوم او البارحة , فهي منذ زمن وأي زمن .. ودون التطرق الى الاشخاص والمكان فهي كانت وما زالت . لكن عندما يشعر الانسان بوجدانه ويفكر بمشاعره وعواطفه تكون القرارات والتوجهات غير صائبة . لأنها لم تبنى على اساس متين ومدروس .
لكل حراك هدف ولكل هدف مسلك , ولكل مسلك تخطيط ومسارات , ولهذه المسارات طاقات وخبرات , وفي النهاية لنا الاُمنيات ... لكن اذا فُقد احد اضلع هذا المُخمس فهناك مشكلة في الترتيب وبالأصح في التخطيط . فكيف ان يكون هُناك حراك جماهيري شعبي دون ان يكون له هدف ولا طاقات " بل طاقاته مستوردة سياسيا " لان حراكهم كان موجها بإصبع الاتهام اتجاه البلدية وإدارتها فقط , وليس اتجاه اي شخص او شركة . وهذا ليس الهدف الاساسي لمن قام وتألم من هذه الهوائيات . - هدفهم ازالتها وليس محاسبة من قام بوضعها - . وكل من يساعد بإزالتها سنمد له يد العون والمساعدة الى ان تنتهي هذه الغمامه . هكذا كان لا بد من ان يكون شعار حراكهم الجماهيري .
لكن بعد اشهر من هذا الحراك والذي وكما شاهدنا وسمعنا ان البلدية تبنت هذا الحراك ( وهذا ما لم يرق للبعض من جلساء سقيفة بني السياسة من اصحاب المايكات والصور ) ان هذا الحراك لم يكن مبنيا على اي هدف . بل الاغرب من ذلك انهم اصبحوا كجامعة الدول العربية وتحول حراكهم الى معسكرات وأحزاب ومواقف . وبدأت المهاترات الكلامية تُقذف بكل اتجاه وبكل من يخالف الراي السياسي المعهود في الاساس . لانهم وجدوا ان ما قاموا به من اجل مناطحة البلدية وإدارتها قد فشل , وان البلدية قد مدت يد الحوار والمشاركة لهم .
اذا كيف يحدث هذا ؟؟؟ والأغرب ان الجلسات اصبحت تعقد في مبنى البلدية !!!! " يا الله كيف لكم ان تُوافقوا على ذلك ؟؟ لقد خطف بن عبد الموسى منكم حراككم الشعبي والجماهيري يا فصحين . لا تجلسوا في البلدية .. بس في المنتزه ولازم اتظل الخيمة موجودة ولا كل تعبنا بروح على الفاضي " بهذه الكلمات نصح بعض المحاربين الاشاوس في الحراك الشعبي الوطني زملائه .
ونسي هذا المحارب ان السياسة انتهت وستتجدد وفي وقت لاحق . بل تناسى الشعار الذي رفعه بعض الشباب الفيسبوكيين وهو لا للهوائيات وليس لا للبلدية وادارتها .
مع كل هذا انقسم من انقسم وخاصة بعد اللقاء الاخير لهم مع مندوبي الشركات وبعد ان قدموا بعض الاختصاصيين في هذا المجال من هم قياديين في هذا الحراك الشبابي توصيات حول ملف الهوائيات .
وهنا كانت المفاجئة الكبرى لكل من قام وحارب ورفع . انه لا يمكن ازالتها نهائيا فكيف تريدون ازالتها نهائيا من كفرقاسم وانتم ونحن وكل طفل اليوم في كفرقاسم يحمل الهواتف النقالة . اذا وكما قالها احدهم " اذا اردتم هذا الامر فالأفضل لكم ان تلقوا بهواتفكم النقالة الى حاويات الزبالة ".
هنا توقف الثوار عن الحديث وكأنهم فقدوا الهدف المنشود وتبين لهم حقيقة الامور , وان حراكهم لم يكن الا عبارة عن انفعالات مشاعرية دون اي هدف يُنصب . فالهوائيات لن تزال بل سيتم نقلها وتوزيعها الى اماكن عدة في البلدة وان قلنا لكم " الاماكن العامة وذا زدنا الكلام ستكون من على المساجد بعيدا عن البيوت والأحياء بعد ان فشلوا في وضعها في المحيط الدائري للبلدة .
اذا بعد ان صور الحراك الشبابي ملف الهوائيات " بالغول " والوحش المداهم " كيف ترون اليوم انسحابكم من هذا الموقف ومن هذا التشبية؟؟ فانتم من قلتم لا للهوائيات .. واليوم تقولون نعم للهوائيات ... كيف !!
اذا نعود من حيث البدء , لم يكن هناك اي تخطيط استراتيجي تكتيكي لكل هذا الحراك , بل من زاده تصعيدا هو بعض رجالات السياسة ممن احبو الجلوس في السقيفة والبروز بعد غياب عن الساحة السياسية . فقد وجدوها فرصة ولاحت . لكن النتيجة هي النتيجة وهم سيبحثون عن حراك جديد يتسلقون عليه . وانتم الله معكم يا شباب .
اضف تعقيب