دعا النائب د. أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير "المواطنين العرب في الداخل، الى الثبات وعدم الخوف وأخذ الحيطة والحذر والمسؤولية، تحسبا لتطورات المنطقة التي انفجرت بعد جريمة قتل الشهيد محمد أبو خضير". ولم يستبعد الطيبي اندلاع انتفاضة ثالثة باعتبار أن الأجواء مشحونة ومتوترة وقد تتفجر في أية لحظة، خصوصا وأن الحالة النفسية والجماهيرية للشعب الفلسطيني هي حالة محتقنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وما حصل في القدس من جريمة وردة فعل على هذه الجريمة يجسد هذا الاحتقان وهذه التعبئة، ولا يمكن معرفة الى أين تسير الأمور".
من اليمين: النائب الطيبي يشارك في تشييع الشهيد محمد أبو خضير
وقال النائب د. أحمد الطيبي في رده على سؤال اليوم السبت: "ما من شك أن سياسات حكومة نتنياهو هي السبب وراء هذا الانفجار وأن العنصرية التي أصبحت تيارا مركزيا للمجتمع الاسرائيلي الذي يقدس المستوطنين والمستوطنات ويكرس احتلالا بأكمله، للمساس بالشعب الفلسطيني حماية للمستوطنين والمستوطنات، هي أداة التعبئة لهذه الغضبة الجماهيرية التي كانت ذروتها استشهاد محمد أبو خضير وسط جريمة نكراء لا انسانية تعاطف معها وتألم معها كل فلسطيني حر".
وعن ردة فعل عرب الداخل إزاء الحاصل، أكد الطيبي أن "الغضبة والاحتجاجات لدينا في الداخل كانت رد فعل انساني ووطني على هذه الجريمة والجرائم التي قام بها جيش الاحتلال في الفترة الأخيرة".
واستنكر الطيبي في حديثه للصحافة "أحداث إضرام النيران في اطارات السيارات وإغلاق الشوارع وإلحاق الضرر بالممتلكات" قائلا: "أميز ما بين الحق الطبيعي في الاحتجاج -وهذا حق-، والحق الطبيعي في التألم والغضب، وبين بعض الحوادث التي قام البعض بها بالمساس بالممتلكات الجماهيرية وهذا ليس مقبولا". وتابع: "وجهت نداء أمس بأن بلداتنا هي لنا وممتلكاتنا هي لنا والمرافق العامة تخدم ابناءنا وشعبنا، لذلك يجب عدم المساس بها، وهناك واجب على أن يكون هذا الاحتجاج صارخا لكن دون أن نطلق النار على أرجلنا".
صورة خلال الجنازة
نتنياهو يتحمّل المسؤولية
وحمّل الطيبي مسؤولية اشتعال الأوضاع في المنطقة الى "الحكومة الاسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو"، معتبرا أن "هذه الحكومة هي حكومة مستوطنين وقحة وبعض وزرائها تمادون في العنجهية، فالمستوطنون يسيطرون على القرارات في هذه البلاد وعاثوا بها فسادا في السنوات والأشهر الأخيرة في العديد من المواقع الفلسطينية دون أن يلجمهم أحد، بل يشعرون أنهم مدعومون ولديهم غطاء، والإشارة التي أرسلتها الدولة الاسرائيلية هي أن تعتقد بأن حياة ثلاثة مختطفين أهم من حياة شعب فلسطيني بأكلمه، وأن دم يهودي أغلى من دم فلسطيني، لكنهم عديمي الاحساس ودمهم ليس أغلى من دمنا" على حد وصف النائب الطيبي الذي شدد على أن "حياة أبو خضير بالنسبة لوالديه، أهم من اسرائيل كلها والمنطقة بأكملها".
البلد بلدنا
وعن تجول المواطنين العرب في البلدات اليهودية والمجمعات التجارية فيها والمتنزهات، وما الى ذلك، شدد الطيبي بالقول إن "بعض الفتاوي لحاخامات أجازت ما يسمى بالانتقام وقتل الفلسطينيين أينما كانوا، ثم تحريض وزراء وأعضاء كنيست فاشيين، خلقت جوا من التحريض على قتل العرب في كل مكان، وصفحات التواصل الاجتماعي تشهد وتنادي بذلك أمام أعين الشرطة والسلطات الاسرائيلية التي سارعت مثلا لتقديم طالب عربي في التخنيون للجنة التأديبية، بينما لا تتخذ اجراءات ضد من كتب أكثر من ذلك ضد العرب والمسلمين!، وبالتالي المطلوب هو الثبات وعدم الخوف وأخذ الحيطة والحذر والانطلاق من نقطة أن البلد بلدنا لأن هناك من يريد أن يشعرنا أننا ضيوف في هذا البلد الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلا، وتحية لكل من عبروا عن غضبهم وألمهم الوطني في الشارع وشبكات التواصل الاجتماعي والاعلام".
نحن شعب لا يطالب بالانتقام
وختم النائب الدكتور أحمد الطيبي حديثه ردا على سؤالنا حول مشاركته في تشييع شهيد الفجر، محمد أبو خضير، قائلا: "كان من الضروري أن أتواجد هناك لأن هذه الجريمة نكراء وبشعة ولا انسانية تم فيها احراق أبو خضير حيا. شعرت بأهمية وجودنا من قبل العائلة وأهالي شعفاط والمواطنين الذين تواجدوا بالآلاف، ونقلنا تعازي أهلنا في الداخل للعائلة ولأبناء شعبنا في القدس الذي أثبت أن القدس أرض محتلة وأن فيها شباب واعٍ ووطني يرفض الذل والهوان واستهداف الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم، فنحن شعب لا يطالب بالانتقام بل بالحرية فنحن الضحية والاحتلال هو الجلاد" كما قال الطيبي.
اضف تعقيب