X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      15/03/2025 |    (توقيت القدس)

مؤامرة اقليميّة ودوليّة على غزّة "حمراء وولايفها معها" : الدكتور ابراهيم ابوجابر

من : قسماوي نت -
نشر : 19/07/2014 - 13:37

مؤامرة اقليميّة ودوليّة على غزّة

"حمراء وولايفها معها"

الدكتور ابراهيم ابوجابر

تتعرّض غزّة العزّة لمؤامرة اقليميّة وعالميّة- اسرائيليّة وفلسطينيّة وعربيّة-بكل معنى الكلمة للقضاء على  مكوّنات  مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وبوقاحة منقطعة النظير. فالجميع يدرك الان ان ما حصل ابتداء من مسرحيّة خطف الشبّان اليهود الثلاثة , مرورا بجريمة قتل الشاب المقدسي ابو خضير, ما هي الا محاولات لإيجاد مبرر لدى الكيان الاسرائيلي لتصفية مكوّنات المقاومة في غزة لرفضها الاعتراف بالكيان الاسرائيلي, ومطالبتها  الكيان بالاعتراف بالحقوق الشرعيّة للشعب الفلسطيني.

لقد استفاد الكيان الاسرائيلي من البيئة الاقليميّة والدوليّة لشن عدوانه الاجرامي على قطاع غزّة بهدف القضاء على حركات المقاومة هناك, التي يطلق عليها الكيان الحركات الارهابيّة  الفلسطينيّة في القطاع؛ لقد اجتمعت عدّة عوامل عربيا  وفلسطينيا  وعالميا كانت بمثابة  محرّكات مشجّعة للعدوان, منها:

1- انشغال العالم العربي بالحروب الاهليّة او بمخلّفات الثورات العربيّة الفاشلة حتى الان.

2- رغبة غالبيّة الدول العربيّة في القضاء على الحركات الاسلاميّة بخاصّة حركة حماس التي تعتبر عربيا احد فروع حركة الاخوان المسلمين.

3- تخوّف الانظمة العربيّة مما يطلقون عليه الاسلام الاصولي .

4- رغبة السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة الواضحة في تغيير حكم حماس في القطاع وتغييبهم عن الساحة السياسيّة والامنيّة.

5- انشغال العالم بأحداث كاس العالم في كرة القدم.

هذه العوامل وغيرها كانت كافية على حمل بعض الانظمة العربيّة والسلطة الفلسطينيّة والكيان الاسرائيلي على الوقوف صفا واحدا , وقد تقاطعت مصالهم ضد قطاع غزّة, وهذا ما حملهم ايضا على تفصيل اتفاق هدنة على مقاسهم دون التشاور مع الطرف الثاني من المعادلة وهي قوى المقاومة في غزّة ,محاولين فرضها عليهم بكل ما تحمل من بنود مذلّة ومهينة بالقوّة ,الامر الذي رفضه اصحاب الشأن في قطاع غزة.

لقد أغاض الكيان الاسرائيلي حالة انهاء الانقسام الفلسطيني -  الفلسطيني  ايضا وتشكيل حكومة وحدة وطنيّة والتقدّم نحو ترسيخ ما تم التفاهم عليه, فأقدمت على هذا العدوان الاجرامي بهدف تعطيل  ووقف هذا الاتفاق, الامر الذي وجدت فيه السلطة الفلسطينيّة  فرصة مواتية للتخلّص ربما من خصمها اللدود اي حركة حماس في القطاع, وهذا ما بان بوضوح من خلال موقف السلطة خلال عمليّة فقدان الشبان اليهود الثلاثة, وما صدر من تصريحات غير مسئولة من شخصيّات فلسطينيّة معتبرة, اشتمت منها رائحة تحميل غزّة تبعة كل ما يجري, وقد انعكس ذلك عمليا مع مبادرة التهدئة المصرية المذلّة.

اذن وكما تقول العامة "حمراء وولايفها معها", فقد اجتمع  الاهل والاشقاء والاعداء على قلب رجل واحد ضد هدف واحد هو قطاع غزّة ومكوّناته الرافضة للاحتلال والمطالبة بالحق الفلسطيني ,لا بل وبفك الحصار الظالم المضروب على القطاع منذ سنوات برا وبحرا وجوا.

لقد نجح الكيان وبقوة في اختراق الصف العربي منذ توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد المذلّة والمشينة, ومنذها والقضيّة الفلسطينيّة في تراجع وتهميش على المستوى العربي, ثم وبدعم مصر تمكّن الكيان من عقد اتفاقيات اخرى مع العرب مثل اتفاقيّة وادي عربة مع الاردن ,واوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينيّة ,مرورا بالمبادرة العربيّة المشؤومة, لا بل شرع الكيان ايضا في ممارسة التطبيع مع غالبيّة الدول العربيّة, وفتح مكاتب ارتباط له في كثير من عواصمها, فغدا جواز السفر الازرق مرحبا  به لدى عديد الدول العربيّة.

ان الكيان الاسرائيلي هذا لن يسمح لأي تنظيم او حركة او حتى نظام سياسي مهما كان بإعادة عقارب الساعة الى الوراء(لاحظ الدور الاسرائيلي في الاطاحة بالرئيس مرسي) ,أي اعادته الى كيان معادي للامة العربيّة  ,ومغتصب  لفلسطين ورافض الاعتراف بالحقوق الشرعيّة للشعب الفلسطيني, وعلى راسها حق العودة وتقرير المصير.

لكن ومهما كانت قساوة هذا العدوان على الشعب الفلسطيني ,فان الكيان لن ينال من  ارادته ولن يطفئ جذوة مشروع الشرفاء من هذا الشعب, ممن رفضوا ولا يزالون القبول بحلول عقيمة لم تجد نفعا حتى الان, عمرها اكثر من عشرين سنة ولا تزال تراوح مكانها.

ان الخاسر في هذا العدوان ليس الشعب الفلسطيني ابدا, لان قاعدة "القضاء على الشعوب"  لا وجود لها في كل قواميس الدنيا, بل  الخاسر في هذه الجولة هم كثر –بعون الله- من السلطة الفلسطينية ابتداء الى مصر ثانيا ومن هم خلفها (السعودية والامارات وغيرهما) ثم الكيان الاسرائيلي الحالم بفرض الهدوء على الجبهة الجنوبية؛ فالكيان الاسرائيلي سيخسر هذه الجولة كما خسر سابقاتها ,وبفعلته هذه غير العقلانيّة رفع منسوب الكراهيّة والاحتقان والاصرار لدى الفلسطينيين في غزة للانتقام ولتطوير امكاناتهم  وتعزيز قدراتهم ,بعد ارتكاب الكيان لمجازر جماعيّة في حق المدنيين العزل بخاصة الاطفال والنساء والشيوخ في شهر رمضان المبارك, وعلى الكيان ان يعلم انه ايضا بعدوانه هذا قد عجّل الجولة القادمة التي لا نعلم جميعا نتائجها ,وقد بانت مؤشرات كثيرة على انها ستكون اقسى عليه  من نتائج عدوانه الحالي ,على الاقل من طرف الفلسطينيين في القطاع لما شاهدنا جميعا من مفاجآت كثيرة خلال هذه الحرب المسعورة.

واخيرا, اصحاب الحق – يا من تصلّون على النّبي- اقوى من طائرة "ف16"و"دبابة المركباه" و "العوزي" وراجمات الصواريخ وغيرها من الماكنة العسكرية الاسرائيلية, لا بل –يا سامعين الصوت- اقوى من القبّة الحديديّة التي يفتخر بها الكيان !!!

 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل