هيمنت الخسائر التي مني بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على تخوم غزة أمس، على أقوال الصحف الإسرائيلية ومقالات كتابها. وفيما حاولت بعض الصحف البحث عن علامات نصر، أقرت أخرى بصعوبة المواجهة، كما دعا بعضها إلى حل سياسي لوقف القتال.
وتحت عنوان "ليلة مضرجة بالدماء" تطرقت صحيفة يديعوت في خبرها الرئيسي إلى المعركة الحالية في حي الشجاعية، وقالت إنها الأكثر تركيبا وتعقيدا، وعليه اختير اللواء الأكثر خبرة في القتال في السنوات الأخيرة، وهو قوة غولاني.
وبعد أن سردت الصحيفة وصفا مفصلا لمجريات المعارك، قالت إن الضربة الفتاكة كانت بعد منتصف الليلة قبل الماضية عندما أطلق صاروخ مضاد للدبابات نحو المنزل الذي شكل غرفة قيادة لكتيبة الدورية في غولاني، وأصيب قائدها.
وأضافت يديعوت أن أحداث الشجاعية ذكّرت الكثيرين معركة الكتيبة 51 من غولاني في بنت جبيل في حرب لبنان الثانية، لكن الصحيفة زعمت أنه رغم الخسائر، سجل إنجاز كبير في غزة بتصفية العشرات من عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأقرت الصحيفة بنجاح حماس -كما حزب الله في حرب لبنان الثانية- في مفاجأة القوات بأساليب قتالية في منطقة مبنية وبصواريخ مضادة للدبابات متطورة من نوع كورنيت، فكان الثمن باهظا جدا.
عودة بنت جبيل
وفي افتتاحيتها تحت عنوان "بنت جبيل غزة" اعتبرت يديعوت أن نشوة الجمهور الإسرائيلي أول أمس تحولت إلى خشية وخوف على مقاتلي الجيش الإسرائيلي بعد مجزرة الشجاعية.
ووصفت الليلة بين السبت والأحد بأنها صعبة على نحو مميز، وأنها ليلة قاسية، وقالت إن كل حادثة كلفت حياة جنود يجب أن تُعطى تفسيرا مستقلا، فبعضها نتاج طبيعي للقتال وبعضها ثمرة أخطاء، "لكنها تشكل وحدة واحدة في شعور المواطنين في الجبهة الداخلية".
وفي الجانب السياسي ترى صحيفة يديعوت أن الحرب على غزة طرحت مرة أخرى مسألة الشريك في الجانب الفلسطيني، وقالت إن نتنياهو لم ينفِ أن من بين الاتصالات التي يديرها في موضوع وقف النار توجد اتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ومن جانبها قالت صحيفة معاريف أن الدخول البري في هذه المرحلة لا يستهدف احتلال كل قطاع غزة، والنية هي إدارة حملة مضبوطة، ومحاولة جباية ثمن من حماس دون التورط في انتشار وبقاء طويل في القطاع.
واعتبرت الصحيفة أن للخطوة البرية مزايا أبرزها الإضرار بالأنفاق، وسيطرة محدودة على الأرض تشكل ورقة مساومة لاحقا، وتنظيف المنطقة المحاذية لحدود القطاع.
وتحدث يوسي فيرتر في نفس الصحيفة عن صدمة الجمهور الإسرائيلي من الثمن، ومع ذلك يواصل تأييد العملية، وأكد أن الجمهور الإسرائيلي يريد نصرا حاسما مع أقل الخسائر، "وهذا أمر يكاد يكون مستحيلا".
واعتبر الكاتب أن نتنياهو يتصارع فيه اليوم شعوران متناقضان، الاستمرار قدما بكامل القوة والعنف، أو تقليل الخسائر ووقف الحرب قريبا مع التوصل لتسوية سياسية معقولة يستطيع أن يعرضها على أنها إنجاز.
حرب واسعة
وتحت عنوان "الجرف الصامد من عملية إلى معركة في الطريق إلى حرب" اعتبر عاموس هرئيل في هآرتس أن الأيام القادمة ستحدد ما إذا كان يمكن وقف الانزلاق إلى حرب في نطاق واسع في القطاع أم لا.
ورأى أن الجمهور الإسرائيلي -الذي تقبل أكثره ببرود أعصاب مدهش الرشقات الصاروخية على الجبهة الداخلية- سيضطر إلى أن يواجه الآن عبء الخسائر في المعركة أيضا.
وأشارت هآرتس في افتتاحيتها إلى أن الأعداد المتزايدة من القتلى والجرحى بين جنود الجيش الإسرائيلي تشهد على أن عملية "الجرف الصامد" حرب حقيقية، وليست حملة خاطفة في قطاع غزة.
واعتبرت أن الأهداف الأولية والمعلنة لإسرائيل آخذة في الضبابية، وأن ثمة خوفا من أن يحتل مكانها تطلع آخر، لخصه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بقوله القصير "السير حتى النهاية".
وخلصت الصحيفة إلى أن المواجهة العنيفة بين إسرائيل وغزة لم تبدأ قبل 14 يوما، ولن تنتهي بعد أسبوع، مطالبة بمساعدة الوسطاء، ولا سيما المصريين على تحقيق حل دبلوماسي مناسب، وألا تخشى إسرائيل من إعطاء التسهيلات التي يمكنها أن تساعد السكان في غزة.
اضف تعقيب