رأيــي:
لا لليأس .... يا سيد قشوع ويا زهير بهلول!
العزيزان الكاتبان سيد قشوع وزهير بهلول كتبا في هآرتس مقالتين، وبالعبرية التي يتمكنان منها، وفي تاريخين مختلفين- عبرا فيهما، وكل على حدة عن مدى غضبه من تصرفات من حولهم من الإسرائيليين المتنكرين لنا ولوجودنا، ومن إساءات تترى تلاحق مباشرة وغير مباشرة، حتى بلغ بهما اليأس كل مبلغ، فسيد قرر السفر إلى الولايات المتحدة، وزهير ما زال يتأفف.
رغم أن ما قالاه صواب في صواب، إلا أنني أرى أنه يجب ألا يستبد بنا اليأس ويطغى، أو نقطع حبل الرجاء والبقاء.
علينا –نحن العرب في إسرائيل- أن نستمر في حياتنا وفي مشاريعنا، وفي نشاطنا الاقتصادي والثقافي والإعلامي بالتعاون مع أصحاب المرافق الذين نشاركهم أو نعمل في مصانعهم ومحالهم، فنبتعد عن نقاشات حادة، ما وسعتنا الحيلة،وخاصة مع من لا يمكن إقناعه، وذلك حتى تظل الأجواء بدون عداء. فليس لنا من سبيل آخر يجعلنا نتنازل عن وظائفنا وأعمالنا، وليس لنا إلا أن نتعايش. ونحن – يا رعاكم الله- لنا وضعنا اليومي الخاص شئنا أم أبينا، ولنا أبناء يواصلون تحصيلهم العلمي في الجامعات الإسرائيلية، ولنا عائلات سنظل نقيم أودها.
**
ثم إن هناك أصواتًا أخرى من اليهود تتصدى لغلاة اليمين لا أقل منا، فلنتكاتف معها، حتى ولو كانت النتائج باهتة واهية، أو غير كافية، فالدفاع عن حقوقنا وطلب المساواة لنا في أجواء التنكر لنا ولوجودنا ضرورة قصوى، وهناك من يرفع صوته معنا، ونسبة كبيرة لا تهمها إلا مصالحها.
يجدر بنا أن نحيي جدعون ليفي وعميرة هس وأوري أفنيري و ب ميخائيل وسامي ميخائيل وديمتري شومسكي، وآخرين من كتاب هآرتس الذين هم فكرانيون وإنسانيون: مرحى لكم ، فأنتم ونحن في صف واحد، وبهذا فنحن عمليًا نشجع أصواتًا عقلانية أخرى لكي تقف وتتظاهر وتتضامن معنا.
أما أن نعمم في أحكامنا (كلهم كذا....)- كما يعمم غلاة اليمين فليس من الحكمة في شيء.
**
من هنا أحيي أعضاء الكنيست العرب الذين أبلوا بلاء حسنًا في قول الكلمة بجرأة متناهية، كما أحيي بعض أعضاء الكنيست اليهود من ميرتس ومن الجبهة ممن رفعوا الصوت عاليًا ضد مظاهر الفاشية المتفاقمة.
تحية خاصة للدكتور عادل مناع من معهد (فان لير) الذي كان يناقش في التلفزيون الإسرائيلي بهدوء وبحجة قوية ومنطق، وأجوبة مسكتة، وقد سرني سماعه.
**
نحن هنا في بلادنا، بلاد جميع مواطنيها، ومن لا يعجبه فليشرب البحر، لنا حقوقنا، ويجب أن نعترف أنه كانت وما زالت لنا إنجازات جمة حققناها في ظروف اقتصادية ليست متدنية، إن لم تكن جيدة نسبيًا- يعيشها الجميع من أبناء الشعبين، حيث تتوفر لهم إمكانات التقدم والتطور الاقتصادي.
فلا يخطر ببال من قطع الرجاء، وعدم سبل التواصل أن يبث فينا يأسه، ولهذا ينتظر المعادون لنا ولوجودنا على أرضنا.
ولا يخطر ببال متهور أن يدفع بنا إلى شفا جرف هار يودي بنا، وإلى أية هاوية أو تهلكة.
.......
نحن مواطنون شاء اليمين أم أبى، وكما قال توفيق زياد "كشوكة الصبار في حلوقكم باقون".
نحن مواطنون نبحث عن حياة كريمة في وطننا، ولن نيأس حتى لو رأينا همجية من هنا وعربدة
من هناك، فالأيام ستثبت أن الزبد سيذهب جفاء، وأن الأيام ستضطرالجميع إلى حوار بدون عداء، ولا بد من أيام صفاء.
.............
اضف تعقيب