فيديو: فقدان الضابط الإسرائيلي يخلق الأوراق ويحدث تبايناً بين الوزراء الاسرائليين

أي تكن الأسباب والظروف التي أحاطت بفقدان الضابط الإسرائيلي هادار غولدين ثمة حقيقة واحدة هي أن فقدانه خلط الأوراق وأعاد ترتيب الأولويات في إسرائيل.

إذا كان وصول مرحلة العداون الجوي على قطاع غزة الى حائط مسدود بعد أن استنفدت نفسها، وبعدما أخفقت في تحقيق شعار ضرب القدرات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية دفع صناع القرار في تل أبيب للإنتقال الى مرحلة العدوان البري لتدمير الأنفاق  فإن تحقق سيناريو الرعب الذي شكل هاجسا مقلقا للمستويين السياسي والعسكري منذ بدء العدوان أزاح جانبا شعاري ضرب القدرات الصاروخية ومعالجة تهديد الأنفاق لصالح إستعادة الضابط المفقود بكل ثمن.

 هذا التطور أرخى بظله الثقيل  على صناع القرار في تل أبيب وفتح الباب واسعا  أمام الحديث عن  تغيير جوهري في أهداف العدوان انعكس تجميداً لمساعي وقف النار وتراجعاً في أسهم خيار وقف العدوان من طرف واحد بعد الادعاء بتحقيق إنجازات نوعية لصالح خيار استمرار العدوان وتوسيعه مع التلويح بالذهاب بعيداً، ما لم يتبين مصير الضابط المفقود واستعادته إذا تبين أنه وقع في أسر المقاومين الفلسطينيين.

فقدان جيش الاحتلال لأحد ضباطه بما ينطوي عليه من تحديات ودلالات، حضر بقوة في الجسلة الخاصة للمجلس الوزاري المصغر التي عقدت مساء الجمعة وانتهت فجر السبت.

الجلسة الخاصة تجاذبها اتجاهان اتجاه يمثله الوزيرين افيغدور ليبرمان ونفتالي بينت، ويريد توظيف عملية الاسر لإدخال تغيير جوهري واستراتيجي على أهداف العدوان، واستغلال الفرصة النادرة لاحتلال قطاع غزة واسقاط حكم حماس رغم الثمن الفادح، بشرياً وسياسياً واتجاه تتمسك به الرباعية الوزارية نتنياهو، يعالون، لبيد ولفني  يحرص على أن تبقى أهداف العدوان محكومة بالمصالح الاستراتيجية لإسرائيل وليس بالانفعالات السياسية والعاطفية من دون أن ينعكس ذلك تخفيفا لحملة الفتك والتدمير التي تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية.

المراوحة في موازين القوى داخل المجلس الوزاري المصغر والتباين بين اركانه إزاء أهداف العدوان ومآلاته قابله اجماع وزاري على أنه ثمة مرحلة جديدة مرحلة خلاصتها ما بعد فقدان الضابط الإسرائيلي ليست كما قبله.