بدت الأمور هادئة جدًا نهار أمس الثلاثاء، حتى أعلن الاحتلال فجأة عن سماع أصوات انفجارات في بئر السبع تبعها إعلانه بأن الحديث يدور عن 3 صواريخ أطلقت من قطاع غزة، سقط اثنان منها على أطراف المدينة، فيما سقط الثالث قرب نتنيفوت.
وسارعت وسائل الإعلام العبرية إلى نشر صور لحظة سقوط الصواريخ، وكأن كاميرا ما كانت معدة في مكان ما لتوثيق سقوط الصواريخ المفترضة، مع أن أغلب الظن يشير إلى أن هذه الصور ليست لسقوط صواريخ بل من الممكن أن تكون لقذائف دبابات أو صواريخ موجهة.
وينوه مراسلنا للشئون الإسرائيلية إلى أنه من الملاحظ أيضاً وبخلاف تعليمات الجبهة الداخلية فقد تم بث صور لمكان سقوط الصواريخ ولحظة سقوطها، في مشهد يثير الكثير من التساؤلات حول أن العملية أعد لها سلفاً، وأن مشهد السقوط هو المشهد الأخير.
وبعد أقل من ربع الساعة سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للطلب من الجيش الرد على إطلاق الصواريخ، فيما طالب الوفد المفاوض بالقاهرة بالعودة على عجل، ولم يمض سوى 10 دقائق حتى كانت الطائرات تقصف أهدافاً في القطاع، في مشهد بدا وكأنه يسير وفق سيناريو معد سلفاً، وكان من الملاحظ أن كمية الغارات أكبر بكثير من ما يحتمله سقوط 3 صواريخ في أماكن خالية.
ومن الواضح أنه لم يكن لدى حماس أو أي من فصائل غزة أي علم بإطلاق الصواريخ على بئر السبع، وصرح الناطق بلسان حماس سامي أبو زهري أنه لا علم لحركته بإطلاق صواريخ من القطاع .
ولعل المتتبع لسير هذه الأحداث المتسارعة يرى أن "إسرائيل" حصلت في لحظة ما بالأمس على معلومة ذهبية تفيد بإمكانية وصول قائد كتائب القسام محمد الضيف لبيت عائلة الدلو بحي الشيخ رضوان بغزة، وكان هنالك خوف من مغادرته البيت بعد انقضاء فترة وقف إطلاق النار، وهي الثانية عشرة ليلاً، لذلك فقد سارعت لاختلاق حادثة الصواريخ على بئر السبع لتغطي على محاولة الاغتيال الفاشلة.
وفي السياق، تحدث المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل قائلاً إن نتنياهو راهن على نجاح عملية اغتيال الضيف، وذلك لرفع الروح المعنوية المنهارة للمجتمع الإسرائيلي، بعد فشله في تحقيق أي إنجاز بارز في المعركة الأخيرة، وأن فشل هذه العملية سيدخله في ورطة كبيرة كما سيزيد من الأساطير التي تتحدث عن محمد الضيف.
وقال هرئيل إن "حماس اعتقدت في البداية أن الضيف قتل في الغارة ولذلك فقد ضربت تل أبيب بعدة صواريخ ومن بينها صاروخ فجر المطور، ولكن النيران هدأت قليلاً بعد أن تبين أنه نجا.
في حين قال المحلل العسكري في موقع "والا" العبري امير بوخبوط إن نتنياهو كان يأمل بتحقيق صدمة ما لحماس عبر ضرب رأس هرمها العسكري، في محاولة لثنيها عن استمرار إصرارها على مواقفها في مفاوضات القاهرة، كما سعى أيضاً لرفع معنويات المجتمع الإسرائيلي وخاصة الجنوبيين منهم.
ويتبين بحسب المراقبين العسكريين أن عملية الأمس تشبه إلى حد كبير عملية استهداف نائب القائد العام للجناح العسكري لحماس أحمد الجعبري بداية معركة عامود السحاب عام 2012، فقد هيئت "إسرائيل" نفسها لبدء حرب جديدة بعنصر مفاجأة هذه المرة، في محاولة لتكون هي المبادرة وليست المنجرة، وحتى تربك صفوف الجانب الآخر
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب