تًسرب في الأيام الماضية، محضر اللقاء الذي جرى بين عباس وخالد مشعل بحضور أمير قطر في الدوحة خلال الحرب على قطاع غزة على مدار يومي 22-23\ 8\2014م، والذي كان من المفترض أن يبحث مشاورات وقف إطلاق النار الأولى.
المحضر نشرته صحيفة مقربة من حزب الله في لبنان، حيث أظهر عباس على حقيقته أكثر، شخص ” مُستَفز من كل شيء مقاوم أو وطني، لا يثق إلا بـ “إسرائيل” وكلامها، لا يثق بفتح، لا يثق بحماس، حتى أنه لا يثق بأمريكيا، لا يثق بأحد إلا “إسرائيل””.
” يخاف على كرسيه أكثر من خوفه على أي شيء، حتى فتح”، المحضر أظهر الصورة الحقيقة لعباس خلف الشاشات، وطريقة تناوله للأمور، وطريقة تفكيره، والعصبية التي يعيشها والتي يدير بها أمور السلطة الفلسطينية.
اللقاء أكد أن عباس ذهب لأمير قطر شاكياً من “تصرفات حماس” والتي ” ستجننه” في تصرفاتها، باح ما قلبه لأمير قطر، -الذي يصغر ابنه طارق بسنين، وأظهر أمير قطر الحاني عليه. -
لكن من مصلحته أن يسرب هكذا لقاء ويظهر عباس على حقيقته دون تجميل؟
بدون مقدمات هي قطر من سربت اللقاء، نعم هي قطر، التي ذهب اليها عباس شاكياً.
القصة بدأت بعد عودة عباس إلى رام الله، من جولته في قطر، مصر، الأردن، والتي زارها جميعاً للحديث عن الحرب على غزة، والشكوى من حماس وتصرفاتها معه، وقيادة حماس الحرب على “إسرائيل” دون ” أن تشاوره”، الى ذلك من مبررات عباس وسياسته. قام بعقد لقاء مع اللجنة المركزية لحركة فتح، وضم لها بعضاً من “ختيارتة” رام الله وقيادات ” متهالكة” من اليسار الفلسطيني ” المقرب من سياسته” ووصفهم جميعاً بـ ” لقاء قيادات الشعب الفلسطيني”.
في هذا اليوم، وأمام الكاميرات، خطب عباس عن دوره في مشاورات وقف إطلاق النار، وعن ” حنيته” على الشعب الفلسطيني، وأنه يسعى إلى ” وقف شلال الدم أولاً” ثم الحديث عن أي شيء، وأن المبادرة المصرية لا رجعة عنها، ولن يقبل بغير مصر وسيطاً للمفاوضات وهكذا …
لكن الكلمة التي اسقطت في فم عباس ولم يستطع أن يعيدها عندما قال ” أن هناك دول تحاول أن تُرقص حصانها الأعرج في ساحتنا”، وهنا قصد بذلك قطر.
طبعا كان مطلوب منه أن ينتقد دور قطر في المفاوضات والمشاورات لوقف إطلاق النار، فهو طلب مصري مخابراتي، ومن يرفض في فتح طلباً مخابراتيةً مصرياً؟
إذ أن قطر تزعج مصر كثيراً، وعباس زار مصر من بعد زيارته لقطر واللقاء مع مشعل، وهذا ما لم يعجب المصريين، فكان مطلوب منه أن يحجم دور قطر، وأن يوعز لإعلامه والناطقين باسم فتح أن ينتقدوا دورها ويهاجموها، لكن عباس وكعادته قال ما لم يحسن، وسقط الكلام.
في اليوم التالي لكلمته، أحس بأنه قد تعدى ما يجب، فاتصل بأمير قطر ” شاكراً دوره في المشاورات، ومتشاوراً معه في الخطوات” في خطوة حاكها جوقته في محاولة لتدارك ما حدث.
لكن قطر لم تشفع له، وقررت تسريب اللقاء بما جرى، وما كان موقف وطلب عباس فيه، وأنه ذهب لها باكياً شاكياً طالباً دوراً ووسيط مع حماس وفي المشاورات الدولية، إذ كيف يكون هذا هدفه من الزيارة، ومن ثم ينتقدها علناً؟
وهنا قررت قطر تسريب اللقاء…
قطر استغلت كذلك تعطش الصحيفة اللبنانية – المقربة من حزب الله – لأي شيء تهاجم به حماس، فقدمت الورقة المُسرب على أنها ” ورقة إدانة لمشعل ودوره في الحرب”، لكنها بالحقيقة كانت ورقة لضرب عباس ” وقرص اذنه”.
وكان ما خططت له قطر، فتناول الإعلام المنهاض لها المحضر دون تفحيص، وانتشر على نطاق واسع تحت عنوان براق تحبه ” مشعل يكذب”
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب