الأعراس وتأثيرها السلبي على تربية أطفالنا
بالأحرى كان من الممكن ان يكون عنوان المقاله " الأعراس وقلة الوقت للتربيه" وقد يسأل القارئ :
ما علاقة الاعراس والافراح والمناسبات على ألتربيه؟
ونحن نجيب :يكفي التمعن جيدا" في عشرات مكاتيب العزومه للأعراس ,اللتي تصلنا من كل نحو وصوب كل أسبوع ,لكي ندرك كم من الوقت الثمين نبذر على هذه المناسبات.فكل مكتوب عزومه يحتوي على برنامج كامل على مدار الاسبوع وبألأحرى أصحاب الفرح يخططوا لنا وقتنا وحياتنا وتخيلوا ايضا" عندما تكون ليالي واللتي اضافة للضجه والازعاج لنا ولأطفالنا وطلابنا فانها تسلب الكثير من العائلات الوقت الثمين اللذي يمكن أن يقضوه مع أطفالهم وأولادهم من الشباب والفتيات.
فهل يسأل احد منا :
أين يذهب هؤلاء الأطفال والصغار عندما يكون الأهل والكبار منهمكين في تلك المناسبات الزائفه والزائده ؟
هل يعرف الناس انه في اسبوع واحد يمكن ان تكون عدة مناسبات لنفس الناس ??? من جبلة حنا وحنا عروس وحنا عريس وزفة العريس والصمده والخ..واحيانا تلحقها طله بعد اسبوع .ولا ننسى انه سبقها طلبه وخطبه واملاك وغيرها .فما بالكم اذا عزموكم ثلاث او اربع جماعات في نفس الاسبوع؟
وبالتالي نسأل لماذا مجتمعنا العربي هو مجتمع مستهلك ومبذر ,ولا ينتج ويبدع ؟ لماذا ?فقط بسبب العادات والتقاليد ولكي نجامل ونحضر كل مناسبه على حساب وقت العائله والاولاد والتربيه والتفكير الايجابي لمصلحة أولادنا ومستقبلهم .فتربية الاولاد ليس تحضير طعام وشراب وبناء بيوت وزواج,انما وبالاخص بناء أجيال ناجحه وتربيه صالحه ,مبنيه على القيم والأخلاق الحميده وهذه كلها لا تأتي من الاعراس ,لا والله . فاذا لم نراقب اولادنا سيكون مصيرهم الشارع وهذا يعني تربية وتصرفات وألفاظ الشارع,مع كل المخاطر الكامنه في الشوارع وهي كثيره.
وفي أفضل الحالات يمكن أن يبقى الاولاد في البيت بدون مراقبه وطبعا" اليوم مع التكنولوجيا والسمارتفونات والشبكات الاجتماعيه, المخاطر حدث ولا حرج. اخوتي واخواتي ,أولادكم أمانه في أعناقكم فصونوا الأمانه وأوصلوا اولادكم الى بر الأمان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ولهذا اجلسوا مع أنفسكم وتفكروا:
من أهم عندكم في هذه الدنيا:أولادكم فلذات أكبادكم أم الأعراس والمناسبات والمجاملات والعادات والتقاليد ,أللتي هي مضيعه للوقت والمال ؟
طبعا" هذا المقال يتطرق فقط لتضييع الوقت الثمين ولكن أضف الى ذالك الضجه والموسيقى الصاخبه والمفرقعات اللتي لا شك بان تأثيرها سلبي ومدمر لصحة الاطفال النفسيه والاجتماعيه واسألوا بهذا الخصوص أهل العلم والمختصين النفسيين والتربويين والله أعلم!
نحن لا نقول قاطعوا الاقارب والاصحاب والجيران ولا تشاركوهم أفراحهم لا سمح ألله ولكن ننصح أن تختاروا فقط المناسبات الضروريه اللتي لا مفر منها وحتى في تلك المناسبات اختصروا في اوقات مكوثكم هناك ,فحتى نصف ساعه تفي بالواجب ودائما" لا تنسوا أولادكم ولا تهملوهم ,فجدوا لهم بديل أمين وكونوا على صله دائمه معهم .
ولكم يا أصحاب المناسبات والأعراس أقول الله يهدي بالكم ويفرحكم في أولادكم ولكن ارحموا الناس وقللوا من أيام المناسبات ,فيمكن تجميع كل المناسبات في يوم واحد ,موش غلط ,بالعكس أوفر لكم وأرحم للناس ونصيحتي أن لا تبعثوا ألف مكتوب عزومه أو أكثر ,فالفرحه ليس بكثرة المعازيم. ملاحظه:ان شاء الله سوف أنشر هذه المقاله في كل عام قبل موسم الأعراس,فذكر ان نفعت الذكرى والله ولي التوفيق.
اضف تعقيب