أصيب العشرات من المصلين والمرابطين داخل باحات المسجد الأقصى وفي محيطه خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال التي اقتحمته، صباح اليوم الأربعاء، لتأمين دخول المستوطنين إليه، بمناسبة ما يسمى "عيد العرش- السكوت" اليهودي.
وأفاد مراسلنا في القدس باقتحام عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى من باب المغاربة وأدوا صلوات تلمودية في صحن قبة الصخرة، مضيفا أن قوات الاحتلال تحتجز سيارات الإسعاف خارج باب الأسباط وتمنعها من دخول الأقصى لنقل المصابين.
وتدور مواجهات بالقرب من ساحة المسجد القبلي بين قوات الاحتلال والشبان الذين تمكنوا من الاعتكاف في المسجد، لحمايته من دعوات الاقتحامات الجماعية، وتقوم شرطة الاحتلال بإلقاء القنابل الصوتية داخل المصلى.
ودفع الاحتلال بعشرات الجنود وعناصر الشرطة والمخابرات عند باب المغاربة – أحد أبواب المسجد الأقصى- ونفذت عدة اقتحامات مفاجئة وهاجمت المصلين ومعظمهم من كبار السن بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية.
وتم الاعتداء بالضرب بالهراوات على المصلين المرابطين في الساحات، لإخلاء المنطقة، كما انتشرت في كافة ساحات المسجد الأقصى وأروقته.
حصار مشدد
وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ ساعات فجر اليوم الأربعاء، حصاراً عسكرياً مشدداً على المسجد الأقصى المبارك، ومنعت كافة النساء والفتيات من دخوله، كما منعت الرجال ممن تقل أعمارهم عن الستين عامًا من الدخول إليه والصلاة فيه.
وانتشرت عناصر الوحدات الإسرائيلية الخاصة قرب بوابات الأقصى لمنع المواطنين من الاقتراب.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال منعت العديد من موظفي دائرة الأوقاف الأسلامية-التي تشرف على إدارة شؤون المسجد الأقصى- من الدخول إليه، بما فيهم مدير عام الأوقاف الاسلامية الشيخ عزام الخطيب التميمي.
كما أبعدت قوات الاحتلال المواطنين المحتشدين حول باب الأقصى من جهة باب الأسباط وأخرجتهم خارج سور القدس القديمة مستخدمة القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع.
وكان عشرات المواطنين المقدسيين اعتكفوا الليلة الماضية في المسجد الأقصى المبارك، للتصدي لعصابات المستوطنين اليهود التي أعلنت قياداتها عبر وسائل إعلامها وتواصلها الاجتماعي نيتها تنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الاقصى، اليوم، وأداء طقوس وشعائر وصلوات تلمودية في باحاته بمناسبة عيد المظلة "العُرش" التلمودي الذي يبدأ مساء اليوم ويستمر حتى السادس عشر من الشهر الجاري.
واضطر مئات المواطنين أداء صلاة فجر اليوم في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات المسجد الأقصى، في حين أكد شهود عيان وقوع اعتداءات من قبل قوات الاحتلال على المواطنين في حارة باب حطة المُفضية إلى الأقصى، ومنطقة باب الأسباط مما أسفر عن وقوع إصابات.
وتنتشر قوات كبيرة ودوريات راجلة في شوارع وطرقات القدس القديمة، في حين تتكدس آليات عسكرية وشرطية ومئات الجنود في باحة حائط البراق غرب الأقصى، فضلاً عن تسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في شوارع المدينة المحاذية لأسوار القدس القديمة ومحيط بواباتها الرئيسة.
تجدر الإشارة إلى أن ما يسمى اتحاد منظمات الهيكل المزعوم تقدم في مذكرة له لبعض قيادات الاحتلال بمطالب تتعلق بأيام ما يسمى بعيد "العُرش" اليهودي منها، فتح الاقصى أمام اقتحامات واسعة للمستوطنين وأداء طقوسهم وشعائرهم بحرية في باحاته ومنع المسلمين من دخوله طوال أيام العيد التلمودي وتوفير كل أسباب الأمن والحراسة للمُقتحمين.
وتسود البلدة القديمة ومحيطها ومحيط بوابات المسجد الأقصى الرئيسية "الخارجية" أجواء متوترة تتصاعد حدتها مع اقتراب موعد بدء الاقتحامات اليهودية للمسجد المبارك، علماً أن عشرات المواطنين المعتكفين في الاقصى ينتشرون في هذه اللحظات في ساحات المسجد للتصدي لأي محاولة اقتحام.
اضف تعقيب