فريضة الحج ليست نزهة ريفية ولا منتجعا سياحيا ... فمُتعتها بمشقتها واصعب ما فيها احلى ما فيها
فريضة الحج ليست نزهة ريفية ولا منتجعا سياحيا ... فمُتعتها بمشقتها واصعب ما فيها احلى ما فيها
في جولة صغيرة قمنا من خلالها بزيارة وتهنئة حجاجنا بعودتهم سالمين غانمين الى بيوتهم وأهاليهم بعد اداء فريضة الحج . كل الحجاج اللذين قمنا بزيارتهم رددوا جمله واحده وكأنهم قد اتفقوا فيما بينهم وفي الاصل لا ... لكنها الحقيقة التي عاشها اولئك الحجيج .
"الحمد لله الذي انعم علينا ووفقنا في اداء فريضة الحج "
نعم هذه الجملة هي فاتحة الاستقبال لدى حجاج كفرقاسم وغيرها لم نسمع ... لان الحج فريضة فرضها الله عز وجل على كل مسلم ومسلمة مثلها كباقي اركان الاسلام والفرائض . وأداءها بهيئتها وتضاريسها هو جمالها والمتعة التي فيها . فهي ليست منتجعا سياحيا ولا نزهة ريفية . ان اجمل ما فيها مشقتها وصحبتها . هذا ما قصه بعض الحاج على الحضور ونحن بزيارة الحجيج قبل ايام حيث رجع بذاكرته الى سنوات الثمانينات وكيف قام بأداء فريضة الحج ... الغريب ان الحجاج في ذلك الوقت كان يأخذون فراشهم واوسدتهم من بيوتهم , لأنهم وكما روى لنا ذلك الحاج كانوا يبيتون في الشوارع وحتى انه كان يمر عليهم 28 يوما دون استحمام فشربهم ومأكلهم كان على حصيرة في ازقة الشوارع . وكانوا يعيشون المتعه بالعبادة . اليوم والحمد لله على هذه النعمه :
طائرة وباصات مكيفة ... وفنادق مكيفة ...وانترنت ... وتلفونات ... واكل ... وشرب .. بكل ما تطيب الانفس ... وإذا انت قادر ومن اصحاب الاموال فلك ان تعيش في الابراج وفي قصور الملوك !!! فأنت تختار اما القصور بأموالك وإما التواضع والشقق ؟؟ فهذا ليس ذنب احد . فهناك من يختار وفي الحج ان يسكن وزوجته افخم الفنادق وبأغلى الاسعار وهناك من يقبل بالعيش مع 5-6 اشخاص في الغرفة الواحدة وهذا ما يقدر عليه وليس عيبا . لكنها في النهاية عبادة واحدة وفريضة واحدة .
لكن هذا الحاج لم ينهي كلامه فقد اسهب الكثير الكثير لكن وهو يقص على الحضور ذكر شيء جميل جدا وهو ان صحن الكعبة لم يكن في ذلك الوقت قد رص بالبلاط والشايش فقد كانوا يطوفوا فوق حجر الواد . اما اليوم فالحرم المكي بلاط شايش وفي كل زاوية مكيفات , وفي كل زاوية ماء زمزم ووووووو .... "
كلام هذا الحاج كلام رائع وجيد , ولا يعني ذلك ان تبقى الحياة على ما هي فديننا الحنيف لكل زمان ومكان فهو نظام شامل وكامل . لكن في كلامه تشعر بالمتعة في اداء فريضة الحج في ذلك الوقت وما زالت هذه المتعه على وجدانه ولسانه . اليوم ومع كل التسهيلات نجد التذمر موجود من بعض الحجيج .. لماذا ؟؟؟؟
فالحج ليس رحلة ترفيهية !!! بل رحلة تعبدية تقربيه الى الله ,فكيف وجدتها يجب ان تسلم لها وتحمد الله عليها . لان اصعب ما فيها هو احلى ما فيها , وهذه هي ميزة فريضة الحج , فبالمشقة التعبدية تأتي المتعه التقربيه الى الله . فالديار الحجازية اماكن عبادة وتقرب الى الله وليست منتجعات سياحية ترفيهية . فالحج يختلف تمام عن العمرة .. لكن حكم وصولك لتلك الديار المقدسة يعطيك ان تنسى وتتعالى عن كل تذمر ونقصان ان وقع . فالحري بنا ان نحمد الله على هذه النعمه والتي حُرم منها الكثير في مناطق عدة من هذا الوطن الاسلامي .
اضف تعقيب