
الدم الفلسطيني فاتورة الانتخابات الاسرائيلية القادمة!!! الدكتور ابراهيم ابو جابر

الدم الفلسطيني
فاتورة الانتخابات الاسرائيلية القادمة!!!
الدكتور ابراهيم ابو جابر
بات معلوما للجميع ان حكومة نتنياهو الحالية مفلسة ,وان الكيان الاسرائيلي مقبل على جولة جديدة من الانتخابات .افلاس حكومة نتنياهو هذا فتح الباب على مصراعيه لعدد من اللاعبين السياسيين من جملة الطيف الحزبي داخل الكيان للمنافسة على منصب رئاسة الوزراء كخلف لنتنياهو الذي ,كما يبدو, لن يتمكن من الاحتفاظ بمنصبه لدورة جديدة؛ وقد غدت المنافسة بين مختلف الاطراف على اشدها ,بخاصة بين يئير لبيد, وبينت, وتسيفي لبني ,والوزير السابق عن الليكود ساعر.
يتنافس هؤلاء الان على قضية واحدة بعينها ,وهي أصوات الاسرائيليين والحصول على شعبية اكثر من الاخرين لحسم الجولة الانتخابية القادمة والمتوقع ان تجرى في ربيع العام القادم"2015".هؤلاء يبدو انهم وجدوا ضالتهم وقارب نجاتهم ورفع مستوى شعبيتهم في التحريض على اهراقة الدم الفلسطيني بغض النظر ممن هم, سكان الضفة الغربية وغزة من الفلسطينيين, او حتى الداخل الفلسطيني ؛وهذا ما بان بوضوح خلال الايام القليلة الماضية عندما اقدم احد رجال الشرطة الاسرائيليين على قتل الشاب خير حمدان(رحمه الله) من كفركنا وبدم بارد, ما كان للشرطي فعلها لو كان في مستوطنة او مدينة يهودية اخرى.
اذن, يشهد الفلسطينيون ,الكل الفلسطيني, حملة اعلامية مسعورة وتحريضا ارعنا من كبار القادة الاسرائيليين تدعو بكل وضوح الى النيل من الفلسطينيين ,بل ووصمهم البعض بالمخربين الذين يجب قتلهم, ابتداء من نتنياهو ووزير داخليته ,ورؤساء احزاب وكتل برلمانية امثال العنصري المتطرف بينت, وقادة الاجهزة الامنية في الكيان, هذا بالتأكيد دفع نحو ارتفاع وتيرة العداء والكراهية بل وسفك الدماء من قبل قوى الامن الاسرائيلية وحتى المستوطنين اليهود.
ومما يدعو للدهشة ,تصريحات نتنياهو الاخيرة الداعية فلسطينيي الداخل بالذهاب للعيش في الضفة الغربية وغزة ,والتهديد بسحب الجنسية الاسرائيلية من كل فلسطيني في الداخل يتلفظ بعبارات يفهم منها الدعوة لدمار الدولة .ان تصريحات غير مسؤولة كهذه من اعلى شخصية سياسية في الكيان, لتدل بوضوح على المأزق الذي وصله نتنياهو من ناحية, ومن ناحية اخرى وسيلة لاستقطاب اصوات الناخبين لصالحه ,لعلمه يقينا انه انتهى سياسيا.
نتنياهو هذا جنى على نفسه ,وهو من اوصل حكومته الى هذا المستوى, وعجّل في رحيله كما يبدو عن الحياة السياسية من خلال سياسته العقيمة وصهيونيته العمياء, فهو من اوصل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية الى طريق مسدود, وهو من شن حربا خاسرة على القطاع الفلسطيني (غزة),وهو من يتحمّل مسؤولية المقاطعة العالمية للكيان الاسرائيلي, وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة الحليف الاقوى للكيان في العالم وغيرها كثير؛ وعليه يسعى هو وغيره من رؤساء الاحزاب السياسية في الكيان الاسرائيلي للمنافسة على منصب رئاسة الوزراء والحصول على اصوات الناخبين الاسرائيليين من خلال وسيلة واحدة وسهلة من وجهة نظرهم, بل رخيصة الا وهي التحريض على الفلسطينيين وسفك الدم الفلسطيني, وتبرير الولغ فيه من قبل عناصر اجهزتهم الامنية ,لما لا وتجاربهم غنيّة بحمامات الدم والمجازر الجماعيّة في حق الفلسطينيين اينما كانوا, فهل يسجل فلسطينيو الداخل هذه المرة موقفا سياسيا للتاريخ بمقاطعة انتخابات كنيستهم ,ام اننا كالعادة ننسى ونلهث ونغفرّ!!
اضف تعقيب