بالصور الأسير المحرر الشهيد زياد ابو عين يروي صفحات مشرقة من تاريخ الحركة الاسيرة
هيرمس برس سما فلسطين غازي ابوكشك....
هو الاستهداف اغتيالا او اعتقالا للأسرى المحررين في صفقة التبادل الأخيرة التي قبلت بها اسرائيل على مضمن لضمان استرجاع جنديها الاسير السابق جلعاط شاليط، فكان اغتيال الاسير المحرر حنني المبعد الى قطاع غزة أمس الاول، وكان اعتقال الاسيرة المحررة هناء الشلبي اليت تخوض اضرابا ملحميا عن الطعام للاسبوع الرابع على التوالي، واعتقال عدد آخر من المحررين بحجج وذرائع واهية في انتهاك سافر لاتفاقية التبادل وللقانون الدولي وهو ما يطرح بشكل ملح ضرورة توفير الحماية لهؤلاء المحررين وضرورة القيام بتحرك فلسطيني – عربي عاجل تلعب فيه مصر الشقيقة دورا اساسيا نظراً لدورها المميز في صفقة التبادل ومعرفتها بحقيقة انتهاك اسرائيل لبنود هذه الصفقة.
هذا التصعيد الاسرائيلي، الذي ياتي في اطار الهجمة الشاملة على الاسرى وفي اطار التصعيد العام ضد الشعب الفلسطيني، يشكل تطورا خطيرا يمس امن واستقرار المنطقة ويعيدها الى دوامة العنف بدل البحث الجاد عن حل عادل للقضية الفلسطينية يجنب شعوب المنطقة المزيد من الضحايا والالم والمعاناة ولذلك فقد حان الوقت لكبح جماح هذا العبث بأمن واستقرار المنطقة وحياة ابنائها وحرياتهم. وهي مسؤولية دولية من الدرجة الاولى خاصة مسؤولية اولئك الذين يتحفوننا ليل نهار بالحديث عن الحرية والعدالة وحقوق الانسان.وسنتناول في هذه الزاوية التجربة النضالية للاسير المحرر المناضل زياد أبو عين الذي يروي تفاصيل اعتقاله في الولايات المتحدة وتسليمه الى اسرائيل.
نبذة شخصية
هو زياد محمد أحمد ابو عين ، متزوج وله أربعة أولاد ، وهو من مواليد 22/11/1959م، اعتقل للمرة الاولى بتاريخ 4/11/1977م ، كما اعتقل للمرة الثانية بتاريخ 21/8/1979م، وافرج عنه بتاريخ 20/5/1985م ، ثم اعيد اعتقاله للمرة الثالثة بتاريخ 30/7/1985م ، وكان أول معتقل ضمن حملة سياسة القبضة الحديدية ، وفيما بعد ذلك إعتقل اكثر من مرة اعتقالاً إدارياً ولسنوات طويله ،ومنع من السفر لسنوات طويلة ،وسلم لسنوات عديدة الهوية الخضراء ،وإعتقل في الإنتفاضة الثانيه ادارياً مع الاخوه القياديين مروان واحمد البرغوثي عام 2002م.
اما اهم المناصب التي شغلها ابو عين فهي عضوإتحاد الصناعيين الفلسطينيين عام 1991، ومدير عام هيئة الرقابة العامة في الضفة الغربيه عام 1994م ،و مدير هيئة الرقابة الداخلية في حركة فتح في الضفة الغربيه 1993م ، رئيس رابطة مقاتلي الثورة القدامى 1996م، عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح 1995م ، عضو هيئة التعبئة والتنظيم ( رئيس لجنة الاسرى ) في مجلس التعبئة 2003- 2007 ، وكيل وزارة الأسرى والمحررين 2006 لغاية تاريخه ، عضو منتخب في المجلس الثوري لحركة فتح .
ومن ابرز محطاته النضاليه ،انه اعتقل في السجون الأمريكية و الإسرائيليه لمدة ثلاثة عشر عاماً ،وأول معتقل عربي فلسطيني يتم تسليمه من قبل الولايات المتحدة لإسرائيل عام 1981م ، صدرت لصالحه، سبعة قرارات من هيئة الأمم المتحدة تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عنه ،مثل قرارها رقم 36| 171 بتاريخ 16-12-1981 ،والذي ابدت خلاله هيئة الامم المتحدة اسفها الشديد لمبادرة حكومة الولايات المتحدة الامريكية الى تسليم السيد زياد ابو عين للسلطات الاسرائيلية المحتلة ، وأول أسير يحكم عليه بالسجن المؤبد بدون أي إعتراف منه بالتهم المنسوبة أليه من قبل إسرائيل عام 1982م، ودعا الى تطبيق فحوى قرار الأمم المتحدة ” حق العودة 194 ” وذلك من خلال المبادرة الشهيرة التي طرحها في ربيع العام 2008م، بأسم مبادرة العودة والعيش المشترك ، له العديد من المساهمات الفكرية والإبداعية والأبحاث الفكرية والسياسية ،قيادة العديد من المسيرات والفعاليات الجماهيرية، من ضمنها مسيرة الشعب بأغصان الزيتون دعماً لمفاوضات مدريد ، ورداً على دعوة الاضراب للفصائل العشرة دمشق .
البداية
في يوم 5 حزيران 1967م، كنت قد أكملت الصف الأول الإبتدائي، وكانت الضفة الغربية حينها تعيش تحت وطأة حالة الطوارئ، التي فرضها نظام الحكم الأردني تحسباً لأي عدوان إسرائيلي، فقام والدي بطلاء نوافذ الزجاج في بيتنا بطلاء نيلياً داكناً، وبهذا اللون طليت مصابيح السيارات أيضا، وأذكر أن والدي رحمه الله قد تطوع في سلك الدفاع المدني الأردني،وفي صباح يوم الاثنين 5 حزيران ،سمعت مع أفراد عائلتي هدير الطائرات الإسرائيلية تملء سماء رام الله، وبدأت تلك الطائرات بقصف محطة الإذاعة الأردنية في شارع الإرسال،ورويدا رويدا اقترب سقوط القنابل من منزلنا والمنازل المجاورة، وعلى الفور جمعت والدتي ما تيسر حمله من الأمتعة والغذاء وأخرجتنا من المنزل، قاصدين منزل خالتي على أطراف رام الله ، إلا أننا وجدناه فارغاً بعد أن وصلنا أليه، لأن خالتي وزوجها وأبنائها قد غادروه الى الأردن في اليوم السابق، فتابعنا طريقنا نحو الوديان القريبة ،
وأمضينا ليلتنا في مغارة هناك،ومن أمامنا مر جنود الجيش الأردني الذين تمكنوا من النجاة من قصف الطائرات، أما من التقيناهم في طريقنا فقد سمعنا منهم روايات مروعة عن نتائج القصف الإسرائيلي في مناطقهم، وكان الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة يزحف باتجاه القدس وأريحا، وبدأت الشاحنات بنقل جموع النازحين الى منطقة الجسر قاصدين الهروب الى الأردن .
وممرنا بالجسر الذي دمرته الطائرات وعبرنا نهر الأردن سيرا على الأقدام، ولم يمضي على وجودنا في عمان يوماً واحداً حتى سمعنا بأخبار سقوط القدس، وجميع مناطق الضفة الغربية، وبينما يتابع الكبار نشرات الأخبار عبر أجهزة المذياع، أنهمك الصغار وأنا من بينهم بلعب ألعابهم المفضلة،ومن بينها لعبة ( عرب ويهود ) .
أما والدي والذي بقي في رام الله بدأ بإعداد خطة لإعادة العائلة أليها، وفي هذه الأثناء كان شقيقي الأكبر ( محمود) قد نفذ خطة عودة ناجحة الى رام الله، بعد أن أجتاز نهر الأردن ومن أجل هذه الغاية تسلل والدي عبر الحدود الى عمان، وأبلغنا بأن محمود قد وصل رام الله سالماً،وفي اليوم التالي توجهنا الى منطقة الغور قاصدين عبور الحدود من حيث دخلنا، وتمكنا جميعاً من العودة الناجحة الى منزلنا .
الاحتلال في رام الله
وفي رام الله رأيت لأول مرة الجنود والمجندات الإسرائيليين يجوبون الشوارع، لكن بلا أذناب أو أية إضافات غير بشرية أخرى على أجسادهم، على عكس ما توقعت ان أراه ،لأن الصورة التي رسمت لليهودي في ذهني ، كانت بذاك الوصف ، وهي أن لليهودي ذنب طويل، وقسم أخر منهم لهم هيئة القرود، وكذا كان الإعتقاد لدى غالبية أبناء جيلي،لكن ما رأيته في الشوارع هو جنود ومجندات مدججون بالأسلحة والعتاد ويتجولون بسياراتهم العسكرية المخيفة، ومع حلول المساء كان هؤلاء الجنود ينتشرون من جديد لفرض حظر التجول على رام الله وكافة مدن الضفة الغربية .
في العام 1969م،كنت تلميذاً في مدرسة وكالة الغوث الإبتدائية في مخيم الأمعري، وشكلت في تلك المدرسة مجموعة مكونة من ثلاث طلاب وكنت أصغرهم بعامين ،وكان إخراج الطلاب من داخل الصفوف للتظاهر هو أحد أهدافنا الرئيسة، وكنا نتفق مع طلاب اخرين على أننا سنقوم بإلقاء الحجارة على شبابيك الصفوف وكسر زجاجها لدب حالة من الفزع والفوضى داخل المدرسة، لنضمن إخراج الطلاب منها، وبهذه الطريقة يتم إخراج طالبات مدرسة الإناث المجاورة، بعد إتفاق مسبق مع مجموعة من الطالبات يقمن بدورهن بالعمل ذاته في وسط الطالبات، مع بدء سقوط الحجارة على شبابيك الصفوف، وهكذا يخرج الجميع في مظاهرة واحدة قاصدين ميدان المنارة ومواجهة دوريات الجيش الإسرائيلي بالحجارة والزجاجات الفارغة ، وفي طريقنا نقوم بإخراج مدرسة البيرة للإناث، أما ردة فعل الجيش الإسرائيلي على كل هذه الفعاليات فأنها تتمثل بمنع التجول، والمباشرة بحملة إعتقالات واسعة النطاق بين الطلاب والطالبات .
ذات يوم من العام 1969م، علم مدير المدرسة بمسئوليتي عن تحطيم زجاج النوافذ في مدرسة مخيم الأمعري للبنين،وقام بربطي بالحبال وأوثقني الى أحد الأدراج في الصف، وانهال علي بالضرب المبرح بواسطة عصى غليظة كان يحتفظ بها لمثل هذه الأيام،
وتشقق جلدي من شدة الضرب وسالت مني الدماء، والتهبت جروحي لاحقا، وأجلستني هذه الحادثة في البيت بضعة أيام، وبعد شفائي رفضت المدرسة عودتي أليها بأي حال من الاحوال، وبعد تدخل وجهاء المدينة وافق مدير المدرسة على منحي كتاب نقل الى مدرسة ذكور رام الله التابعة لوكالة الغوث، وبقيت في تلك المدرسة حتى نهاية المرحلة الإعدادية.
في العام 1976م، قمت بتشكيل مجموعة مزدوجة من طلاب وطالبات مدارس رام الله، وحملت تلك ألمجموعه أسم ( مجموعة شباب فلسطين )، ولم تكن للمجموعتين أية علاقة تذكر ببعضهما البعض، وكنت أقوم أنا شخصيا بتمويل أنشطة المجموعتين والتنسيق بينهما، وكانت هذه المجموعة تقوم بتسيير معظم فعاليات العمل الوطني الميداني في مدينة رام الله والبيرة كترتيب وإخراج المظاهرات والكتابة على الجدران والمواجهات مع دوريات الجيش الإسرائيلي وتوزيع البيانات الثورية والتحريض على الاضرابات وإغلاق المحال التجارية ..الخ ، فتعرض أفرادها للملاحقة والإعتقال، فكان على هذه الخلفية إعتقالي الأول في العام 1977م، مع مجموعة من المناضلين منهم عيسى سلوم ومنذر داود وناصر عبد الجواد صالح وعمر عبد الجواد صالح وأنور عسكر، وتعرض كامل أفراد المجموعة لظروف تحقيق صعبة وقاسية تماماً، وتم التركيز علي بشكل كبير أثناء التحقيق، وكان أحد أهداف المحققين معرفة أسماء الطالبات اللواتي يقمن بالأعمال النضالية المذكورة، ولكني لم أدل بأية إعترافات بهذا الخصوص، وهكذا فعل باقي المعتقلون، وحصرت إعترافاتنا بالكتابة على الجدران فقط لا غير.
وفي يوم 19/11/1977م، فوجئنا بأن إدارة السجن قامت بالإفراج عنا بكفالات مالية لحين موعد المحاكمة، ليتضح لنا بعد ذلك بأن عمليات إفراج واسعة قد تمت بسبب زيارة السادات لإسرائيل في ذاك اليوم، وعندما وصلت الى البيت شاهدت أنور السادات يهبط من الطائرة في مطار اللد، وسط ذهول وعدم تصديق لما أرى، وكان لهذا الحدث وقعاً مدمراً على نفوس الفلسطينيين جميعاً، وشعرت بسبب هذا التطور بأنني غبت عن رام الله دهراً كاملاً وليس خمسة عشر يوماً .
السفر الى امريكا والملاحقة هناك
في يوم 5/حزيران/1979م ،غادرت مدينة رام الله متوجها الى الولايات المتحدة لزيارة شقيقتي هناك وكانت تسكن في مدينة (شيكاغو ) في ولاية الينوي،بعد وصولي الى الولايات المتحدة علمت من شقيقتي بأن الإسرائيليين قاموا بإعتقال والدي أثناء عودته عبر الجسر، وأن المخابرات الإسرائيلية قد قامت بمداهمة بيتنا ومصنعنا في رام الله، وعاثت فيهما خراباً وتفتيشاً، كما وقاموا بإعتقال شقيقي الأكبر محمود، وقد حدث هذا الأمر بسبب أن المخابرات الإسرائيلية قد حصلت على إعترافات من شباب يخضعون للتحقيق المشدد لديها عن دور لي في الإعداد لبعض العمليات العسكرية في إسرائيل ،وأنني أقوم بنقل رسائل أولئك المعتقلون الى القيادة في دمشق، وقد حصل هذا الإعتراف بعد مغادرتي للأردن بيوم أو يومين، وكانت إسرائيل في هذه الأثناء قد اعتقلت رئيس المجموعة في رام الله ( جمال ياسين )، وقد تبلور لدى المخابرات الإسرائيلية قناعة بأنني المسئول الأول عن تلك المجموعة وخاصة عن تنفيذ عملية طبريا في يوم 14/5/1979م، وفي يوم 18/8/1979م، بينما كنت في مدينة ميامي، قررت العودة الى شيكاغو وحزم أمتعتي والعودة الى الضفة الغربية عبر الأردن،بسبب هذه التطورات، وبالفعل فقد إنطلقت بسيارتي الخاصة من مدينة ميامي في الجنوب الشرقي للولايات المتحد قاصداً منزل شقيقتي في شيكاغو والتي تبعد عن ميامي أكثر من 1200 ميل ،وأمضيت ستة عشر ساعة مسافراً بسرعة جنونية، ووصلت منزل شقيقتي فجراً، وقبل عودتي هذه كنت قد أرسلت لشقيقتي كرتاً بريدياً اخبرها فيه بأنني سأعود الى شيكاغو بعد زيارتي لولاية أخرى هي ولاية (جورجيا ) ، وبسبب عودتي المفاجئة وسفري السريع جداً بالسيارة تصادف وصولي الى باب منزل شقيقتي مع وصول ساعي البريد الذي يحمل الكرت المذكور، وقد استعد لوضعه في صندوق البريد الخاص بالمنزل، فطلبت منه أن يعطيني الكرت فأعطاني إياه، واحتفظت به معي ، وعلى الفور بدأت احضر أمتعتي وأغراضي الشخصية إستعدادا للسفر الى الأردن، فلم تمضى ثلاثون دقيقة على دخولي للمنزل حتى سمعت صوت طرقات قوية على بابه، وتوقعت ان يكون الطارق شقيق زوج شقيقتي ( كمال ) والذي يعود باكراً من عمله ، ولكن عندما فتحت الباب واذ بي أفاجأ بوجود قوة كبيرة من رجال الشرطة المدججين بالأسلحة، وأول شيء لاحظته، أنهم يحملون صورة شخصية لي ،لكنها قديمة ،وتعود الى العام 1977م، وأخذت لي يوم اعتقالي الأول في العام 1977م في سجن رام اله ، وهي مختلفة على أية حال عن هيئتي الراهنة والتي رأني عليها رجال الـ أف بي أي ، حسبما عرفوا على أنفسهم لاحقا .
وسألوني هل أنت زياد ؟
قلت : لا أنا كمال . أي اخ زوج شقيقتي .
بعد ذلك ذهبت الى غرفة أختي وأيقظتها وقلت لها لا تقلقي أنا كمال ، ويبدو أن زياد لم يعد من ميامي بعد .
لقد سمع رجال الـ أف. بي. أي هذا الحديث مما زاد من حيرتهم وعدم تيقنهم من كوني صاحب الصورة التي يحملونها، وأن صاحب الصورة غير متواجد في البيت في هذا الوقت على الأقل، ولتعميق عدم يقينهم من هويتي قلت لهم انظروا هذا كرت من زياد بعثة بواسطة البريد من ميامي ويقول فيه بأنه سيعود يوم الجمعة القادم .
رغم ذلك اقتادوني مع شقيق زوج أختي ،الي مبنى الـ أف بي أي وأخذوا بصماتي وصوروني صوراً جديدةً ،وبوشر بالتحقيق معي حول موضوع أخر له علاقة بإنتهاء أذن إقامتي في الولايات المتحدة ،ومن المؤكد انه كان من بينهم محققاً إسرائيليا أو أكثر، وأطلق سراحي في وقت متأخر بسبب اقتناعهم بأنني لست زياد ابو عين، بعد ذلك اختفيت في شيكاغو، وبدأ المحامون العرب والفلسطينيون بحملة واسعة لدى السلطات الأمريكية المختصة، للكف عن ملاحقة زياد ابو عين، لكن ردود المسئولين الأمريكيين كانت متمحورة على أن زياد ابو عين تجاوز فترة الإقامة في الولايات المتحدة فقط لا غير،وأننا نريد منه أن يغادر البلاد، لأنه شخص غير مرغوب بوجوده فوق الأراضي الأمريكية .
بناء عليه بدأت ضغوط كثيرة من أوساط الجالية الفلسطينية تمارس علي لدفعي لتسليم نفسي، لأنه لا خطر في ذلك وأن الحد الأقصى المتوقع والذي يمكن ان تتخذه السلطات الأمريكية ضدي وفي أسوأ الاحوال هو إبعادي عن الولايات المتحدة الى الأردن، يضاف الى ذلك تزايد الحملات والمداهمات المتواصلة على منزل شقيقتي ومنازل أخرى في الجوار يملكها عرب اعتقدوا بأنني متواجد عندهم، كما لم يسلم اصداقائي والمقربين مني من ملاحقة ومراقبة الـ أف. بي. أي ، كل ذلك ساهم في إتخاذي لقرار تسليم نفسي،
وحضرت فرقة مسلحة من الـ ف. بي. أي الى منزل شقيقتي وتم إعتقالي، وكان جزء من أفراد هذه الفرقة ممن حضروا في المرة الأولى، وعندما شاهدوني تأكدوا بأنني قمت بتضليلهم، وكان هذا كافياً لدفعهم للتعامل معي بمنتهى القسوة والغضب والحقد، وبعد تقيدي بالقيود رحلت الى مبنى الـ ف. بي. أي في المدينة، وبدأ التحقيق معي على الفور بلغة عنيفة وعدوانية، ووجهت لي تهمة التسبب والمسئولية عن القيام
بعمليات – إرهابية – في إسرائيل، وأبلغت المحققين على الفور بأنني ممتنع عن الكلام، إلا بحضور المحامي الخاص بي، وقد حاولوا إستئناف التحقيق معي بدون محام لكن ذلك لم ينجح معي أبدا، في المساء تم نقلي الى سجن ( أم. سي . سي الفدرالي ) الشهير ذو الحراسة المشددة، ويقع في وسط مدينة شيكاغو، وأودعت زنزانة إنفرادية بعد أن أفرغوها من محتوياتها، واذكر ذاك اليوم الأول لي في السجن الامريكي، وكان السابع والعشرين من رمضان لذاك العام ، وكنت صائما،وبعد ثلاثة أيام احتفل المسلمون بعيد الفطر السعيد،وفي ثاني أيام العيد قدمت لمحكمة مدنية في شيكاغو قامت بتمديد توقيفي لمدة خمسة عشر يوما، وأمام المحكمة فوجئت بإحتشاد مجموعات كبيرة من أبناء وبنات الجالية الفلسطينية بملابسهن الوطنية المعروفة، وكان معهم العديد من أبناء الجالية العربية والإسلامية، وفي داخل القاعة كان هناك المزيد من المحامين ووجهاء الجاليتين الفلسطينية والعربية ، وبمجرد دخولي الى القاعة رفعت شارة النصر أمام الناس والقضاة وجميع الحضور، فتعالت الزغاريد الفلسطينية الممزوجة بالبكاء، ولن أنسى بكاء ابنة شقيقتي (زينب ) عندما رأتني مقيدا، وكان لها من العمر حينذاك أربع سنوات، وأمام هذه الجلبة هدد القاضي بطرد المتواجدين من القاعة الى خارجها ان لم يلتزموا الصمت .
وفي هذه الجلسة قدم المحامون للمحكمة كفالة مالية قيمتها عشرون مليون دولار جمعت من أبناء وبنات الجالية العربية الفلسطينية في الولايات المتحدة،وقدمت العديد من النساء الفلسطينيات في شيكاغو حليهن ومصاغهن من الذهب والمعادن الثمينة كمساهمة في هذه الكفالة وقدم أصحاب الأعمال محلاتهم وما يتمكنون من التصرف به من ممتلكات مادية، من أجل تلك الكفالة أيضا، وقد مثل الحكومة الأمريكية في تلك الجلسة ، توماس جيفرسون وكان النائب العام لولاية ( ألينوي )، وطالب هذا الرجل من المحكمة بإنفاذ إتفاقية ( تبادل المجرمين ) الموقعة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في العام 1963م، وتسليمي لإسرائيل وفقا لأحكام تلك الإتفاقية ، وقال بأنه يجب محاكمتي في إسرائيل ووفقا للقانون الإسرائيلي، على التهم المنسوبة لي، وهي التسبب في قتل وجرح عشرات المدنيين الإسرائيليين في مدينة طبريا، وبناء عليه فأن الإدعاء العام يطلب من عدالة المحكمة تسليم ( زياد أبو عين فوراً وبلا أي تأخير لحكومة إسرائيل ) .
علماً أن هذه الإتفاقية التي أشار أليها المدعي توماس جيفرسون ، إستثنت تسليم الملاحقين على خلفيات سياسية،أو طالبي اللجوء السياسي، وعندما أثار المحامي الذي تولى الدفاع عني ( عابدين جبارة ) هذه الجزئية كإستثناء واجب التطبيق على حالتي ،رفض المدعي العام هذا الطلب، بل وأنكر وجود نزاع سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن زياد ابو عين هو مجرد مرتكب لأعمال جنائية ضد مدنيين مسالمين،وقال بأنه أذا كان لديك أي شيء تريد قوله للدفاع عن نفسي، فقوله أمام المحاكم الإسرائيلية فقط ،وقد دعم أقواله هذه بإعترافات المجموعة الواردة من الأراضي المحتلة .
جلسات المحاكمة
في أثر ذلك قام المحامون المتابعون لقضيتي بإحضار شهادات من أفراد المجموعة تؤكد بأن إعترافاتهم أخذت منهم بالقوة والتهديد والوعيد، وأحضرو المحامون 22 شهادة أخرى تؤكد جميعها بأنني كنت في مدينة رام الله في يوم العملية 14/5/1979م، وتحديداً في مستشفى رام الله الحكومي حيث وضعت زوجة أخي مولودها ( مهند ) في نفس اليوم والساعة ،لكن المحكمة الأمريكية رفضت الإصغاء لهذه الشهادات، وضمها لملف الدعوى، وأصدرت قراراً بالخصوص يقضي بعدم إنتاجية الإستماع لشهادة الشهود المذكورين، مؤكدة بأن ذلك من إختصاص المحاكم الإسرائيلية فقط ، وأن هناك عدالة مطلقة في إسرائيل ، أمام ذلك ركز المحامون على نسف الحجة التي تمترست ورائها المحكمة الأمريكية والتي تفيد بأنه لا يوجد نزاع فلسطيني إسرائيلي، وتم دعوة شهود جدد ليؤكدوا للمحكمة على وجود نزاع فلسطيني إسرائيلي وأذكر من أؤلئك الشهود المحامية الإسرائيلية فاليتسا لانغر والشاعر توفيق زياد والذي كان حينها عضوا في الكنيست الإسرائيلي وفهد القواسمي والكساندرا جونسون وكانت نائبة للقنصل الامريكي في القدس الشرقية،والتي أبعدت عن وظيفتها لقيامها بإنشاء علاقة حب مع شاب عربي، وسامي إسماعيل والقس جسي جاكسون، وعشرات أخرين ،وتم إحضار ملف كامل من هيئة الأمم المتحدة مكون من عشرات آلاف الأوراق والوثائق تؤكد جميعها على صحة الحقيقة القائلة بأن هناك صراعاً فلسطينياً إسرائيلياً في البلاد المقدسة ،كما وتم إحضار ملف كامل متكامل حول الطبيعة العسكرية للمحاكم الإسرائيلية .
ومع بدء كل جلسة كان يحتشد المتظاهرون أمام مبنى المحكمة،مما كان يتسبب بوقوع إشتباكات قوية مع رجال الشرطة الأمريكيين، ويلي ذلك إعتقالات واسعة تلي كل مواجهة في صفوف أبناء الجالية العربية والفلسطينية، وكل ذلك كان يحظى بتغطية إعلامية واسعة ومميزة، وفي هذه المرحلة من سير جلسات المحاكمة انضم الى فريق المحامون، وزير العدل الامريكي الأسبق المحامي ( رمزي كلارك ) وجيمس زغبي وعمر نجيب، ومع بداية كل جولة كنت ادخل قاعة المحكمة رافعاً شارة النصر ، بعد ذلك طالبت الجالية الفلسطينية من السفراء العرب في واشنطن تشكيل لجنة موحدة للدفاع عني، شارك فيها ممثلون عن الفصائل الفلسطينية التي لها وجود في الولايات المتحدة، والأندية والمؤسسات الفلسطينية والعربية، وترأس تلك اللجنة الأستاذ ( فايز الخزندار ) .
وبدأت هذه اللجنة بعملية تنظيم الفعاليات الجماهيرية، والحراك الإعلامي المصاحب لها والاتصالات الرسمية مع المستويات السياسية والقانونية الأمريكية، وتحولت قضيتي لتصبح قضية الجاليات العربية والإسلامية الأولى داخل الولايات المتحدة، وقد كان لسعادة السفير عبد الحميد شرف سفير المملكة الأردنية الهاشمية، والشيخ فيصل حجيلان سفير العربية السعودية لدى واشنطن وسفير دولة الكويت أدوراً هامة ومميزة في الضغط على الخارجية الأمريكية، التي ابرقوا لها في غير مرة مطالبينها بالعمل لدى المستوى الأمني الامريكي للإفراج عني فورا وبدون تأخير، حيث ردت عليهم الخارجية الأمريكية برسالة قالت فيها ” بأنه ليس من حقها التدخل في قضية ما زالت قيد النظر أمام المحاكم الأمريكية، وان صلاحيات الخارجية تأتي في المرحلة النهائية وبعد فصل القضاء في مثل هذا النوع من القضايا بكافة مراحله، حينها يحال الأمر لوزارة الخارجية ، لتقرر تنفيذ التسليم من عدمه ” .
ولكن وكما اتضح لاحقا فان الخارجية الأمريكية قامت بعملية خداع كبرى للجميع،حيث قامت بإرسال ممثلاً عنها مختص بشؤون الإرهاب الدولي ليقدم شهادة بأسمها أمام القاضية ( الفر جا ريكو )، وقال فيها بأنه لا يوجد هناك صراع فلسطيني إسرائيلي وأن إسرائيل واحة للديمقراطية، ولأن العملية وقعت داخل حدود إسرائيل، وضد المدنيين فأنها تعتبر عمل إرهابي ضد مدنيين عزل من السلاح،وبناء على هذه الشهادة قررت المحكمة حسم أمرها باتجاه تسليمي لإسرائيل .
قرار المحكمة.
في يوم 28/12/1979م، صدر قرار محكمة البداية الأمريكية بإقرار تسليمي لإسرائيل، عملا بأحكام إتفاقية تبادل المجرمين التي أشرت أليها في بداية حديثي، عندها قررت الشروع بإضراباً مفتوحاً عن الطعام، وسادت حالة من الغضب الشديد في أوساط الجاليات العربية والإسلامية، واندلعت المواجهات في الشوارع مع رجال الشرطة، وامتدت تلك الاشتباكات لتصل الى مدناً أمريكية أخرى،وقامت مجموعة غاضبة من الشباب العرب في واشنطن بالسيطرة على مبنى جامعة الدول العربية، وقامت بطرد السفير ( تيسير الخطيب ) منه،وأعلنت تلك المجموعة عن دخولها في حالة إضراب عن الطعام داخل المقر، واستغلالاً للهواتف وشبكة الاتصالات الموجود داخل المقر ، بدأ المقتحمون بالاتصال مع السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب، وقد حاصرت الشرطة الأمريكية المنطقة ،
واشتعلت المظاهرات في الأراضي المحتلة والبلاد العربية أيضا ،واستمر إضرابي عن الطعام لمدة خمسة عشر يوما، في اليوم الخامس عشر منه زارني في السجن السفير كلوفيس مقصود وقادة الجالية العربية في الولايات المتحدة، ود . إبراهيم ابو لغد رحمه الله، وطلبوا مني التوقف عن الإضراب لأن الجامعة العربية قررت وبشكل رسمي تبني حالتي، وهي تبذل الآن جهود جبارة لضمان عدم تسليمي لإسرائيل، وبالفعل استجبت لطلب الضيوف على أمل وإنتظار لنتائج مساعيهم الخيرة، وأنا بدوري لم أقف مكتوف الأيدي بل قمت بالعديد من الأنشطة والاتصالات كان محورها الابتعاد عن الاشتباك مع النظام العربي الرسمي، وتكثيف الاتصال مع الشارع العربي ودفعه لمناصرتي، وخلق ظروف تجبر الأنظمة العربية على اللحاق بالجماهير وعدم تجاهلها بأي حال من الاحوال .
إتصالات من داخل الأسر
بعد قرار المحكمة ،تفرغت لإجراء حملة اتصالات قوية وواسعة النطاق ،وكتبت كميات هائلة من الرسائل الموجهة لمؤسسات المجتمع المدني الامريكي، وفي الوطن العربي، ومخاطبة الصحف، والاتصال مع كل من يقع رقمه بين يدي في داخل أمريكا وخارجها ، حيث كانت الاتصالات التلفونية متحاةً من داخل الأسر الامريكي في ذلك الوقت، ووسعت من نطاق ونوعية مراسلاتي لتشمل العديد من رؤساء وملوك دول العالم،وهنا لابد من الإشارة الى أن شخصاً عزيزاً تعرفت عليه أسمه ( داود داود ) قد أرشدني الى كتاب هام باللغة الانجليزية بأسم ( U.B.I ) وهو عبارة عن دليل مرجعي لعناوين كافة وسائل الإعلام في العالم ، ويحتوي على 250 ألف عنوان لوكالة أنباء ومطبوعة صحفية ..الخ ، وقد أحسنت إستغلال ذاك الكتاب ،وكنت أقوم بالاتصال مع المؤسسات المدرجة عناوينها وهواتفها فيه بشكل منظم وتسلسلي، وقسم كبير من تلك المؤسسات جاؤوا لزيارتي في الأسر، واستطيع ان أخبرك بأنني كنت أقوم يوميا بإجراء أكثر من ثلاثين لقاءً صحفياً في اليوم الواحد ، في الوقت الذي لم تكن فيه قد عرفت بعد أجهزة الفاكس ولا الفضائيات ولا الانترنت ، وفي هذه الأثناء زارني مجموعة من الشخصيات الفلسطينية الهامة من بينهم الشاعر الكبير توفيق زياد ومحمد ملحم رئيس بلدية حلحول المبعد، وفهد القواسمي رئيس بلدية الخليل المبعد، وقد خاطبت مراراً الحشود الجماهيرية التي كانت تلتئم لنصرتي من داخل الأسر عبر الهاتف، وأرسلت صوتي مسجلا لغير مهرجان ومهرجان داخل أمريكيا وخارجها .
وفي الأسر أيضا وضعت لنفسي برنامجاً تعليمياً وتثقيفياً مكثفاً ،حيث إنكببت على تعلم اللغة الانجليزية بشكل معمق، وقراءة الكتب الثقافية والمعرفية الأخرى، ومتابعة الصحف العربية والأمريكية ، حيث كانت تلك الصحف تصلني بانتظام الى داخل السجن بعد ان تم تعميم عنواني عبر العالم من قبل المهتمين بقضيتي وزواري، وكان يتراكم لدي وبشكل يومي ما يوازي صندوق كامل من الصحف والمجلات والدوريات، بالإضافة الى أنني كنت أتلق كميات هائلة من المراسلات الشخصية الواردة عبر البريد، وكنت أرد على كل ما يردني من مراسلات، وقد توفرت لدى بعض طوابع البريد سراً من أجل هذه الغاية .
وفي داخل السجن اضطررت للعمل في بعض المرافق لتأمين إحتياجاتي الشخصية داخل الأسر،علماً أنني رفضت ومرارا العديدة من التبرعات المالية الشخصية التي كان يجمعها بأسمي بعض المتضامنين،وبعد فترة من الزمن أصبحت أقدم أسير في السجن بسبب ان المساجين الأمريكيين يمضون فترات قصيرة في هذا السجن بالذات، وعلى الرغم من وجودي في زنزانة منعزلة عن باقي المساجين الأمريكيين إلا أنني كنت التقيهم في غير مكان في السجن كصالة الأكل والمغسلة وساحة السجن، ومن بين اؤلئك المساجين وجدت المؤيدين والمتفهمين لقضيتي، وكانوا يقدمون لي أحياناً بعض الخدمات الإنسانية وخاصة عندما اعاقب واعجز عن شراء بعض الاحتياجات .
ذات يوم زارني صحفي أمريكي داخل السجن فعاتبته على قلة اهتمام صحيفته بالشأن العربي والفلسطيني تحديدا، فقال لي ” اسمع أريدك أنت والعرب ان تعلموا بأن صحافتنا هي عبارة عن رجع صدى لأراء القراء والمتلقين المحليين،والنشطاء تحديدا ،بمعني الذين يقرأون الجريدة ويقومون بالرد والتفاعل مع ما نقدمه من مرسلات إعلامية، فتعليقات القراء تحدد المسار المستقبلي للصحيفة الى حد كبير،فعندما ننشر خبر ما مؤيد الفلسطينيين فأنه يتم إغراق الصحيفة بمجموعة هائلة من الردود المنظمة والمعادية ، كما أن كبار المعلنون يهددون بمقاطعة الصحيفة وسحب اعلاناتهم منها، هذان العاملان يحولان دون أن تقوم صحيفتي او غيرها بنشر أي شيء مناصر للفلسطينيين .
لقد أثر في هذا الحديث تأثيراً كبيراً ،لأنه يعكس الحقيقة تماماً ويحدد لي ماذا يجب علي أن أفعله ، فقمت بالمبادرة الى تشكيل لجنة تضامن عربية كان فيها الأخ السفير حازم نسيبه وكلوفيس مقصود ، حيث قامت هذه اللجنة بتنظيم حملة ردود فعل على أي موضوع ينشره ذاك الصحفي عني، فكانت النتائج أمام الصحيفة ممتازة مما أدى الى حدوث توازن لدى إدارة الصحيفة في رجع الصدى المتلقى من قبلها من جانب القراء .
الشهيد زياد ابو عين
الشهيد زياد ابو عين
الشهيد زياد ابو عين
الشهيد زياد ابو عين
الشهيد زياد ابو عين
الشهيد زياد ابو عين
الشهيد زياد ابو عين
الشهيد زياد ابو عين
الشهيد زياد ابو عين
نفاق صحف إسرائيل تروي قصة استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبوعين
نفاق صحف إسرائيل تروي قصة استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبوعين
نفاق صحف إسرائيل تروي قصة استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبوعين
نفاق صحف إسرائيل تروي قصة استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبوعين
نفاق صحف إسرائيل تروي قصة استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبوعينre at:
http://arabsolaa.com/articles/view/219448.html#sthash.Nl6R7df
اضف تعقيب