X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      15/03/2025 |    (توقيت القدس)

بترول العرب والدبلوماسيّة الفلسطينيّة!؟ الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 01/01/2015 - 01:22

بترول العرب والدبلوماسيّة الفلسطينيّة!؟

الدكتور ابراهيم ابو جابر

نجحت الدبلوماسيّة الفلسطينيّة الخارجيّة على اكثر من صعيد في الآونة الاخيرة في تسجيلها لنقاط في الملعب الاسرائيلي رغم كل الانتقادات, حيث تمكّنت من عزل الكيان الاسرائيلي تقريبا عالميا, وهذا لمس من خلال تردّي العلاقات بين الكيان الاسرائيلي وعديد دول العالم؛ ثم موجة اعترافات الكثير من البرلمانات الاوروبية بدولة فلسطينية كخطوة اولى على طريق الاعتراف الرسمي(السويد اعترفت رسميا بدولة فلسطين),ونجاح الدبلوماسية الفلسطينية ايضا على المستوى الاعلامي في اقناع بعض اعضاء مجلس الامن الدولي في التصويت لصالح اقامة دولة فلسطينية, رغم فشل مشروع القرار الفلسطيني(بغض النظر عن صيغته والملاحظات الكثيرة عليه) في الحصول على عدد الاصوات المطلوبة لتمريره.

لكن ,ورغم كل ما اشير اليه اعلاه من نجاحات للدبلوماسية الفلسطينية على المستوى العالمي, الا انه للفلسطينيين عتب هذه المرّة كسابقاتها على الدول العربية؛ نعم  ليس عتبا فقط بل استهجان وادانة للموقف العقيم لهذه الانظمة من القضية الفلسطينية في السنوات بل الآونة الاخيرة؛ ففي الوقت الذي بدأت فيه تميل انظمة عديدة في العالم الى مقاطعة الكيان الاسرائيلي وعزله, يلاحظ العكس على الساحة العربية, فهناك من العرب من يطبّع او ينوي تطبيع علاقاته(تونس) ,بل ويسيّر رحلات جويّة بين مطار اللد الدولي ومطارات عربية ,ومنهم من غدا فيه الكيان الاسرائيلي صديقا له والفلسطينيون اعداءه.

نعم, هذه حقائق وليست افتراضات تساق جزافا ,والادهى من ذلك موقف الدول العربية من موضوع طرح المشروع الفلسطيني على مجلس الامن ,وعدم تفعيل العرب لسلاح البترول كورقة ضاغطة على الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول المنحازة الى الكيان لثنيها عن مواقفها السلبيّة من طرح مشروع القرار. لماذا لم تهدّد دول البترول او النفط العربية بخفض معدلات صادراتها للخارج فقط وليس وقف ضخّه تماما, تأسّيا بموقف الملك فيصل(رحمه الله)ابان حرب رمضان عام 1973,بدلا من زيادة انتاج وتصدير البترول العربي عشيّة راس السنة الميلادية وتقديم المشروع الفلسطيني, الامر الذي تسبّب في خفض اسعار الوقود في العالم بصورة لم يشهدها منذ امد بعيد.

لكن, ولكن هذه كثيرة الاستعمال في القاموس السياسي العربي, فالدول العربية –يبدو- ما  هي الّا وصيّة على هذا البترول فقط ,انما هو في الاصل في عهدة الولايات المتحدة الامريكية, توظّفه خدمة لمصالحها متى شاءت, والّا كيف بالسعودية ودول الخليج لم تقدم على التلويح باستخدام سلاح النفط للضغط كي يمرّر مشروع القرار الفلسطيني؟ بل لماذا اصرّت ايضا على زيادة الانتاج لضرب الاقتصاد الروسي, وقد حصل؟ اليس هذا بإيعاز من واشنطن؟

اذن, هي الولايات المتحدة الامريكية والكيان الاسرائيلي توأم روحها, لا تنفك تسانده بكل قوّة سواء بالقوّة الناعمة وحتى الخشنة ,وما الحرب الجارية على تنظيم داعش ببعيد, ولا دعم انتاج الانظمة المستبدة في دول الثورات العربية بخاف على احد, وتثبيتها للأنظمة العربية الاخرى الملكيّة منها والمستبدة ايضا.

فشل اقرار المشروع الفلسطيني في مجلس الامن- رغم المآخذ عليه-, عدا انه فضح الولايات المتحدة الامريكية واعوانها وازلامها, الّا انه قد يؤسّس لما بعده من خطوات للدبلوماسية الفلسطينية على مستوى الانضمام لبقية المؤسّسات الدولية, يمكنها ان نجحت تفعّل ضد الكيان الاسرائيلي وعزله اكثر فاكثر, بل ودفع الدول الاوروبية- كأجراء ثان- بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية بعدما اعترفت بها برلماناتها.

واخيرا, صحيح ان العرب مطبّعون مع الكيان, وصحيح ان العمل الدبلوماسي مهم جدا الّا انه بحاجة الى ما يدعمه على الارض من خلال تفعيل الشعب الفلسطيني وتعبئته, ورصّ صفوفه وانهاء الانقسام الى الابد, والاستجابة لنبض الشارع الذي لا يراهن على العمل السياسي فقط, وانما على مقاومة الاحتلال كما نصّت عليها الشرائع الدولية, انهاء للاحتلال وحفاظا على الحقوق الشرعيّة الفلسطينيّة .

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل