الجماهير العربية تتوعد القيادات العربية ... وحدة والا المقاطعة وكفوا عن الطلبات التعجيزية

ويبدو أنّ الاعلان عن تشكيل قائمة عربية مشتركة في الايام القريبة غير وارد بالحسبان الى اللحظة، وذلك على عكس التصريحات والكلام الفضفاض، ذلك لان المساعي المبذولة تعتريها الصعاب الجمة. فالجهود التي تبذل من اجل تحقيق المطلب الجماهيري لا تزال تصطدم بعقبات كثيرة، ما يشكل صعوبة في التوصل الى اتفاق، فالاتصالات الثنائية بين مسؤولين وموظفين في الاحزاب الممثلة في الكنيست مستمرة ولكن دون التوصل الى صيغة مرضية لجميع الاطراف، فالتصريحات الاعلامية غير الملزمة من قبل بعض قيادات الاحزاب لا تدل على قرب التوصل الى اي تفاهم مبدئي بينها من اجل الاعلان عن القائمة المشتركة .

وعلم من مصادر مؤكدة أنّ طلبات الاحزاب مبالغ فيها على اقل تعديل في المرحلة الحالية، فعلى سبيل المثال يطالب التجمع الوطني الديمقراطي بثلاثة مقاعد + ضمن اول 11 مرشحا وذلك استنادا لعدد الاصوات التي حصل عليها في الانتخابات الاخيرة، بينما تطالب الجبهة بأربعة مقاعد بالإضافة لرئاسة القائمة، في حين تطالب الحركة الاسلامية بأربعة مقاعد والحركة العربية للتغيير بمقعدين على الاقل. اما حزبا الديمقراطي العربي والقومي العربي فبات من شبه المؤكد استبعاد الحركة الاسلامية لهما بشكل نهائي (في حال تم الاتفاق على قائمة مشتركة).
وعلمنا أنّ هناك تحركات من وراء الكواليس بهدف اقامة جسمين الاول علماني ويضم الجبهة والتجمع والحركة العربية للتغيير واخر اسلامي بزعامة الحركة الاسلامية مع الديمقراطي العربي والقومي العربي.

لجنة الوفاق
وفيما يتعلق بعمل لجنة الوفاق فقد افادت المصادر  ان اللجنة اجتمعت حتى اليوم مع الاحزاب مرة واحدة فقط، وهي لا تملك الآليّة لفرض موقفها حول تشكيل القائمة المشتركة، في حين كان رئيس اللجنة القطرية، رئيس لجنة المتابعة العليا، مازن غنايم قد عبر عن معارضته للجنة الوفاق بتركيبتها، حيث شكل لجنة منبثقة عن اللجنة القطرية تضم بالإضافة اليه كلا من: د. سهيل ذياب ، رئيس بلدية طمرة، جريس مطر، رئيس مجلس عيلبون، ابراهيم ابو راس، رئيس مجلس عيلوط، عبد السلام دراوشة، رئيس مجلس اكسال، ومن المفروض ان تكون قد بدأت هذه اللجنة عملها امس الجمعة بهدف التنسيق بين الاحزاب العربية.

رئاسة القائمة
وعلم ايضا أنّ مسألة رئاسة القائمة لم تحسم بعد وهناك مناورات بين الاحزاب بهذا الخصوص، فيما تؤكد المصادر انه لم تطرح وجوه جديدة على تشكيلة القائمة المشتركة فيما لو تم الاتفاق عليها. ويشار ايضا الى أنّ لجنة الوفاق برئاسة القاضي المتقاعد، الدكتور احمد ناطور اجتمعت مؤخرا مع قيادة الحركة الاسلامية الشمالية وذلك بهدف التوصل معهم الى اتفاق يقضي بعدم قيام الحركة بشن حملة لمقاطعة الانتخابات الا ان انه لم يتمخض اي شيء عن هذا الاجتماع ، بحيث لم تعد الحركة بالالتزام بهذا الامر.
وعلى صعيد آخر، فقد بادر عدد من الأكاديميين، بينهم البروفسور اسعد غانم لاجتماع سيعقد اليوم السبت في مدينة أم الفحم، وذلك للتداول في مسألة القائمة المشتركة وطرح الآلية المناسبة لذلك.

مازن غنايم: نحن بانتظار رد من لجنة الوفاق 
وفي حديث مع رئيس اللجنة القطرية، رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم قال إنّ اللجنة المنبثقة عن اللجنة القطرية ستباشر عقد جلسات ماراثونية من اجل التوصل الى صيغة مناسبة للتوصل الى اتفاق واضاف غنايم: "منذ اكثر من شهر تحدث معي محمد زيدان ابو فيصل حول عمل لجنة الوفاق واوضحت له انه من غير الملائم ان نشكل لجنة وفاق اخرى لنظهر امام الجمهور غير متفقين، هناك احتمال لعقد جلسة مشتركة اليوم السبت مع لجنة الوفاق وآمل ان يتم ذلك، لا يعقل ان نعمل من خلال لجنتين، لجنة الوفاق واللجنة المنبثقة عن اللجنة القطرية، بالسبة لعقد الجلسة الكرة الان في ملعب لجنة الوفاق ولغاية هذه اللحظة انا بانتظار قرار السيد ابو فيصل حول موعد الجلسة، سوء التفاهم مع لجنة الوفاق نابع من عملها بدون مشاورة احد منا وهذا غير معقول، ما يعيق عملنا هو عدم جلوسنا مع لجنة الوفاق ونأمل ان يتم ذلك بأسرع وقت".

وحو تشكيل القائمة الواحدة قال غنايم: "ما دمنا لم نجلس مع ممثلي الاحزاب لا يمكننا الحكم على أيّ حزب، لكن مطلبنا من الاحزاب الترفع عن الحزبية وعن المصالح الشخصية والعمل من اجل المصلحة العامة في ظل التحديات الكبيرة".

بـ. اسعد غانم

البروفسور غانم: شعبنا مستاء من قائمة بنفس الوجوه القديمة
ونفى البروفسور اسعد غانم أن يكون يعمل على تشكيل قائمة من الأكاديميين لخوض الانتخابات واضاف:" اجتماعنا في أم الفحم من اجل التأثير على تشكيل قائمة ممثلة للجماهير العربية وليس قائمة جديدة، نحن كما الكثيرين من ابناء شعبنا مستاؤون جدا من شكل اقامة القائمة الموحدة وكأن القائمة ينبغي ان يتم تركيبها من قبل الاحزاب السياسية وهذا الامر لا يمثل الجماهير العربية، فكما تعلم ان الاحزاب السياسية العربية حصلت في اخر ثلاث انتخابات على اربعين بالمائة من مجمل الاصوات العربية، وهذا يعني ان المواطنين العرب لا يرغبون لا بنفس الوجوه ولا بتركيبات اوتوماتيكية من قبل الأحزاب السياسية".

ووجه غانم نداء لكل الاحزاب العربية قائلا: "احترموا رغبات الجمهور بإقامة قائمة عربية ممثلة لشعبنا كما هو، وليس بناء على نتائج الانتخابات السابقة، فالمطلب هو تغيير الوجوه وليس ترتيب المقاعد، فهناك استياء شعبي من عمل القيادات السياسية في البرلمان، يجب ان تكون القائمة ممثلة للجمهور العربي في غالبيته الساحقة".
واشار الى أنّ "اللجنة القطرية لا تلعب دورا في تحقيق الوحدة وان لجنة الوفاق تصر على اقامة قائمة مشتركة ترتكز على الاحزاب القائمة فقط، وهذا امر غير مقبول بالمرة، وانه اذا ذهبت القائمة المشتركة الى الانتخابات بنفس التوليفة فسوف تمتنع نسبة عالية عن التصويت".

وطالب غانم "بإجراء استطلاع مهني ومدروس يبين ارادة المواطنين العرب، ووفقا لهذا الاستطلاع يمكن تشكيل القائمة والنجاح في العمل السياسي، اذا يجب ضمان تمثيل اكبر للنساء ضمن القائمة المشتركة والى جانب تمثيل المدن المختلطة والنقب، وعدم تجاهل الدروز اذا اردنا عدم القذف بهم الى حضن الجمهور اليهودي. واضاف:" في الناصرة حصل انقلاب سياسي يجب اخذه بعين الاعتبار، لان ما حصل يعني تغيير انماط التفكير عند الجمهور العربي وينبغي احترام هذا التغيير".