رجال الهمم بقلم :ألدكتور ريحان طه
تلبية لدعوة وجهت لي كوني طبيب فريق الوحدة واحد مشجعيه .قادتني الخطى صوب بناية الهستدروت ,تلك البناية العريقة والقديمة ,تلك البناية التي أهينت على مدار عقود خلت من الزمن .وأستبيحت كرامتها وعبث بوقارها .
كانت ألاعين تتجافى النظر اليها خجلا واشمئزازا في أن واحد . خجلا من ماضيها العريق ومجدها التليد ,واشمئزازا لحالها ألذي ألت اليه بعد ان هجرها الاهل والخلان .
كانت كلما نظر المرء اليها اعتمل صدره حنقا وتميزت روحه من الغيظ,وأشتعلت بين الجوانح نيران الغضب وحين يمر ألمرء منا امامها تجتاحه اعاصير أليأس والاستكانة وتتلاطمه امواج الاكتئاب والقنوط وتتلقفه احضان الاحباط القاتل.
بشاعة الاهمال والتردي ألذي ال اليه حالها القى بظلاله على ما جاورها وبدى حالها كمن يستصرخ طوق نجاة او حبل حياة .كانت كمن يستغيث فينا ما تبقى من ضمائر حية ولسان حالها:اغيثوني أني كنت يوما عيادة ومشفى للمرضى .اغيثوني واعيدوا لي مكانتي فاني كنت يوما محط اعجاب ومكان تهوي اليه الافئدة .
وهكذا ظلت على حالها عقودا حتى كان قدر الله نافذا ,ان سخر ثلة من ابناء كفرقاسم الغيورين ألذين المهم حالها واستفزهم ما حل بها ,فعقدوا العزم ان يحيلوا ألمستحيل ممكنا ,فها هي الفكرة التي اختمرت في ادمغة اربعة من ابنائنا البررة ,الاخوة احمد بدير وانس صرصور وحسام عيسى والاستاذ وسيم لتخرج الى النور مشروعا عملاقا .
وها هو يضحي الحلم واقعا جميلا وها هو المشروع يضحي صرحا واضحة معالمه يفخر به كل من تشرف الانتماء لها البلد . وحين يتحد الاصرار والعزيمة الصلبة مع العلم والهندسة متمثلة بالمهندسة الفذة اماليا رابي ليكون اشبه ما يكون ايقونة او تحفة معمارية قل نظيرها . فلله دركم ايها الشباب الخير ,لقد سطرتم اسمائكم باحرف من نور على صفحات تاريخ كفرقاسم وستبقى هذه البناية شاهدة انه لا مستحيل مع الاصرار ,وانه لا مكان للمستحيل في قاموسكم .وانكم قد حملتم ما ينوء عن حمله الجبال الرواسي ,ولقد علمتمونا أن أليأس ابعد ما يكون عن دربكم .
بذلتم جهدا فوصلتم واوصلتم ألناس الى مكان ينبهرون به وبكم.كنتم محط اعجاب الخلق ورضى الحق ,فليس اصدق من الصدوق وهو يقول:
"خير ألناس انفعهم للناس" ان استمراركم وعنادكم وانجاز ما كان في عرف الواقع مستحيلا لهو خير دليل أن العزم اذا صدق وضح ألسبيل ... فلك يا احمد ويا انس ويا حسام مني كلمة ثناء وشكر ,فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ,وهنا ينبري قلمي يثني على مهندسة ها الصرح فلها كل تقدير واحترام . فتحية باسمي وباسم كل فرد في هذا البلد المعطاء اقدمها لكم ايها العمالقة .لقد اثبتم لانفسكم ولنا وللقاصي والداني انكم قدوة حسنة في زمن عج بالسوء والسيئين .
اضف تعقيب