بقلم : نصر العشماوي......
مصر تعيش في مهزلة حقيقية وتاريخية لم يسبق لها مثيل عبر العصور، فأن يكون الفن مختلطا بالسياسة في وقت ما فمن الممكن أن تقبله علي اعتبار أن الاثنين في هذا الوقت في الحضيض، أما أن يتم حشر الشعب المصري في قصة هذا التزاوج الفني السياسي فهو أمر غير مقبول بالمرة.
والعجيب أن قائد الانقلاب الذي يحاول جاهدا التقرب للشعب المصري عن طريق الفن لا يجد من بين حوارييه من يفهمه أن نظرة غالبية المجتمع المصري للفن والفنانين نظرة سلبية جدا، ولا أريد أن أقول أي كلام جارح، وليست هذه النظرة مبنية علي الفن في ذاته، ولكنها بنيت علي ما يقدمه هؤلاء الذين يزعمون أنهم فنانين، ولم يقدموا سوي أعمال مبتذلة لا تعلم المجتمع سوي الرقص والعري والانحلال والتفسخ المجتمعي وشرب المخدرات والدعارة و و و، وأتحدي أي بني آدم أن يذكر لي إسم أي عمل سينمائي واحد فقط في خلال العشرين سنة الأخيرة أنجز شيئا محترما وهادفا ويعلم الناس القيم والأخلاق التي تحدث عنها قائد الانقلاب في خطابه موجها حديثه للممثلة يسرا وزميلها الممثل أحمد السقا في خطاب الشرطة، شيء مضحك طبعا أن تعتمد دولة الانقلاب علي هؤلاء، قال إيه ليعلموا الناس القيم والأخلاق.. أنهي قيم وأخلاق دى؟!
طبعا أخلاق الراقصة التي منحها الانقلاب لقب وجائزة الأم المثالية في أكبر سقطة حكومية يجب أن تضاف إلي حصص التاريخ كمهزلة كبري وجريمة نكراء هزت الأجيال هزا فأوقعتهم علي أم رقصها!! وحينما تكون الأم المثالية التي اختارها الانقلاب للمصريين راقصة تصبح المسز يسرا معلمة قيم أخلاق.. لتجديد الخطاب بقي وتحليته بالأعمال الرفيعة ليسرا مثل فيلم (كابوس) أو (شيطان الجزيرة).
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب