الامل القسماوي والامانة والعدالة وتحالف كل البلد ...بين التحدي والثوابت السياسية

الامل القسماوي والامانة والعدالة وتحالف كل البلد ...بين التحدي والثوابت السياسية

لعلى من قال ان " لا ثوابت في السياسة " قد صدق , بل اصبحت مبررا عند الكثيرين من السياسيين في انتهاج نهجهم السياسي المرحلي . فنرى الفكر السياسي المرحلي  قد طغى على الايدلوجية الحزبية وعلى الفكر الحركي السياسي . هذه اصبحت حقيقة واقعية لا جدال فيها ولا تحتاج الى التخمين والتكهنات وحتى الابحاث . فهي قدمت ووفرت على الدارسين والباحثين في الفكر الحزبي والحركي العديد من الدراسات .

ان تجربة وحدة الاحزاب العربية – اليهودية اليسارية قد " كفت ووفت " فمنذ الاعلان عن توحيد الاحزاب والاطر السياسية العربية في الداخل الفلسطيني في اطار قائمة او جسم واحد يحمل اسم " القائمة المشتركة " قد ازال اي عائق وحدوي بين الاطر والاحزاب بكل فروعها وأقسامها وناشطيها داخل المدن والقرى العربية .

فهذه الانتخابات ستشهد وسنشهد مشهدا لم نتعود عليه ابدا , لقد تعود نشطاء الاحزاب في يوم الانتخابات وما قبلها بحرب كلامية اعلامية شرسة جدا , بل الامر وصل الى المشادات الكلامية في يوم الانتخابات على ابواب الصناديق سعيا وراء الصوت الواحد .

ان الايجابية الاولى التي سيحصل عليها الناخب العربي من هذه الوحدة هي الاعلان عن وقف وانتهاء الصراع والمشادات الكلامية بين الاحزاب والنشطاء في حملتهم الانتخابية على الاقل . هذه الايجابية هي العائد الاول للناخب العربي والتي كانت عائقا اجتماعيا له بين النشطاء داخل البلد الواحد . لذلك تجد الناخب العربي كان متعطشا لهذه الوحدة . وهذا ما لم يكن يعلمه  قيادات الاحزاب العربية ,  لم يدركوا لماذا كان الشارع العربي يطالبهم بالوحدة !!؟ اليوم يستطيعون ان يعرفوا ان الشارع العربي اختار راحة البال الاجتماعية وليس الوحدة الاشتراكية الاسلامية .

ان خيرات هذه الوحدة يلمسها كل نشطاء السياسة في البلدان العربية اجمع , فاليوم ترى نشطاء الجبهة ونشطاء الاسلامية على طاولة مستديرة يبحثون اي شعار واي كلمات سيختارون لحملتهم الانتخابية . مع العلم انهم ليس بحاجة لهذا الكد والتعب فالناخب العربي ذاهب الى الصندوق ولن يجد الا قائمة واحدة وحرف واحد . ومن الطبيعي انه سيختار المشتركة لانه لا يوجد امامه اي بديل او خيار , وخاصة عندما يسمع تصريحات ليبرمان وبينت . اذا ماذا تعتقدون انه سيختار غير حرفكم واسمكم ؟؟  يكفيه انه سيعود للبيت وكل النشطاء قد ابتسموا في وجهه . ولن يكون هناك نزاعات وخلافات مع العم ولا مع الخال .

هذه الايجابية التي حصدتها الوحدة بين الاحزاب والقوائم العربية بشكل عام . لكن في شعابنا وفي بلدنا لها طعم اخر ولذة غريبة جدا , فهي ايجابية من نوع اخر . فقد استطاعت هذه الوحدة من توحيد الراي القسماوي في طريق واحد . وهنا صدق من قال ان " لا ثوابت في السياسة " فخصوم السياسة المحلية في كفرقاسم توحدوا على ورقة واحدة  , ورقة "القائمة المشتركة " فهم جميعا يدا بيد سيذهبون في 17.3 الى الصناديق ومن وراءهم جيوشهم سينتخبون قائمة واحدة موحدة .

فنرى ان الحركة الاسلامية وتحالفها تحالف الامانة والعدالة ورئيس بلديتها المحامي عادل بدير سينتخبون القائمة المشتركة , وفي نفس الوقت اعلن تحالف الامل القسماوي برئيسه السيد سامي عيسى ووجهاء عائلة عيسى وحلفائهم من شتى العائلات انهم سيدعمون المشتركة من خلال دعمهم للدكتور احمد طيبي ورئيس بلدية كفرقاسم السابق المحامي نادر صرصور وتحالفه " تحالف كل البلد " سيدعم المشتركة . وفي نفس الوقت ايضا ستدعم جبهة كفرقاسم وقياداتها وناخبيها القائمة المشتركة . كما وسينتخب التجمع وقياداته في كفرقاسم القائمة المشتركة .

اي عقل هذا الذي استطاع ان يجمع هؤلاء الخصوم السياسيين على ورقة واحدة ؟؟؟ وهل لهذه الوحدة ان تستمر ما بعد الانتخابات لتعود بالفائدة على كفرقاسم كما اجتمعت على فائدة الاحزاب العربية وخدمتها  ؟؟؟ الا تستحق كفرقاسم مثل هذه الوحدة في الانتخابات القادمة في ال 2018 ؟؟

لنا الحق ان نبحث عن هذه العقلية ... ولهو الحق بالشكر والعرفان على هذا الصنيع , لقد اخذتنا هذه العقلية الفذة الى ذاكرة الاباء والاجداد وكم نحن بحاجة لها اليوم لتنهض كفرقاسم نهضة جريئة وحدوية وقوية .

لكن على هؤلاء الخصوم السياسيين ان يثبتوا للجميع انهم الرقم الاول في كفرقاسم وان القائمة المشتركة هي كفرقاسم , لانه لا يعقل ان تتحد هذه القوى السياسية في خندق واحد وان لا تكون هي الاول بامتياز . من الطبيعي جدا ان تكون القائمة المشتركة هي الاولى في كفرقاسم كما قال السيد سامي عيسى للدكتور احمد الطيبي قبل ايام في الندوة السياسية . لكن ان تكون الاول يعني اول بمعنى التفوق , فهناك من يكون اول بفارق بضع اصوات وهذا ليس باول وخاصة لوحدة مثل وحدتكم .

اذا هل سنرى تحدي بين الخصوم السياسيين يوم 17.3.2015 ام انها الشعارات التي تتلاشى مع مرور الايام ؟؟؟ وما تبقى منها الا اسمها وأصبحت وحدة ذات النهج السياسي المرحلي المبرر اساسها فقط ان نقول ها نحن موجودين .  وصدق من قال "  لا ثوابت في السياسة " .