X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      28/11/2024 |    (توقيت القدس)

ضحايا العمل السياسي بين اللسان المعسول والحقيقة الفاسدة للسياسيين !!!!

من : هلال بدير
نشر : 15/02/2015 - 21:25

 ضحايا العمل السياسي  بين اللسان المعسول والحقيقة الفاسدة للسياسيين !!!!

 غريب جدا هذا الذي يسمى " سياسة " بل انه من اغرب المجالات عملا  , فهذا المجال الذي لا تجد له أي ثابت من ثوابت الانسانية الاخلاقية  . فهو مجال الكذب وامتصاص تعب وكد البسطاء  , بل موسم مسرحي يعرض فيه كل سياسي ماكر تعود على الاذى للبشر منذ الايام الخوالي .. ومن منا لا يعرفها ؟؟؟!!

المصلحة الشخصية هي التي تقودنا جميعا الى مسارات السياسة والتي في الاصل رسمها لنا اولئك السياسيين الحزبيين وغير الحزبيين , لأننا في الاصل لم نكن لنعرفها لو استمرت على العطاء والتطوع  , فغيرنا قطف منها ثمارا وارتفعت لهم اسماء في الوقت التي كانت لا تذكر اسماءهم الا في سجلات  المغربين .

 لذلك لست ممن يؤمن بالعمل السياسي دون المصلحة الشخصية فهذا اساس التعامل في الاصل بين السياسيين وبين جنودهم . لذلك ترى اليوم من الجنود من يعمل كالعبيد من اجل رضى بعض السياسيين , بل الاغرب من ذلك وفي بعض الاحيان تجدهم من الاشاوس لهذا السياسي او ذاك !! ولهم الحق في ذلك اذا كان هذا السياسي قد قدم لهم المصلحة الشخصية الامنية على مستوى الاخوة او الاقارب .

لكن حري بهؤلاء الجنود ان يعرفوا طبائع ذلك السياسي ومكائده وغدره , فهناك من السياسيين من تصل بهم درجة الغدر والمكيدة الى ابعد من قرارات مؤتمر بازل  وهذا بعد ان ينالوا مرادهم وهدفهم . ان الوجه الحقيقي لهؤلاء السياسيين يبدا بالتكشف والوضوح وخاصة انهم اصبحوا اصحاب نفوذ وقوة . فكيف لهذا الجندي المسكين صاحب المصلحة الشخصية الخصوصية البسيطة ان يتعالى ويتكلم .

هذه هي حقيقة العمل السياسي بين اللسان المعسول والواقع الفاسد . لكن يبقى الجندي البسيط صاحب المصلحة البسيطة وهي من حقه رهن الاقطاعيين من السياسيين . لكن الايام دول نداولها بين الناس يوم لك ويوم عليك ستدور الدائرة ويأتي اليوم الذي ياخذ الجندي البسيط حقه من حفنة السياسيين الاقطاعيين . ليس بالضرورة اليوم وليس في الغد وكما قال المثل الالماني " لكل بداية نهاية ولكل طلعة نزلة " الا ان ياتي هذا اليوم لان هناك رب يرى ويعلم ما يقوم به الاقطاعيين مصاصي دماء وعرق البسطاء . هم اليوم وسيبقون يغنمون بنشوة الانتصار على جثث البسطاء لكن بكل نشوة سيتالمون يوما لانه الظلم ... والظلم ظلمات يوم القيامة . هذا رايي الشخصي في العمل السياسي من حقل تجاربي , قد اصيب وقد اخطا لكن ما بقي منه الواقع الاليم الذي تركه هذا المجال . لذلك صدق من قال " لا ثوابت في السياسة " بل صدق من قال " السياسة صفحة بيضاء ... قلت السياسة لعبة ودهاء " 

لقد اعجبني مقالا قد قرأته للشيخ عبدالله القحطاني فيه يعرض حقيقة الاخلاص في السياسة والعمل السياسي وكيف يستطيع السياسي ان يتقلب ويتلون من اجل كسب الاصوات . بل انه يستطيع ان يذم نفسه امامك ويتوسل اليك طالبا دعمه . هذا النوع من السياسيين قد يضحي بأقل ما يملك ان كان يملك شيئا .

لكن ما لمسته بمقال هذا الشيخ وكأنه يتكلم عن حقيقة نعيشها وليس من نسيج الخيال , وكل واحدا منا عمل في السياسة وخدم السياسيين يستطيع ان يلمس هذه الصفات فيهم . لان هناك نوع من السياسيين لا يقبل ان تخدمه قبل ان يعرض عليك خدمته , فهو يعيشك بأوهام المساعدة والعطاء من اجل ان تُخلص له وتعطية بكل اخلاص وهو خالي من الاخلاص  .. وكيف لا وهو يقدم لك ابتسامته الثعلبية الذي تعود عليها دائما امام كل زبائنه . حتى اصبح اليوم مشهورا بهذه الصفة اذا تحدثت مع البعض من ضحاياه قالوا لك تتحدث عن السُياسي ابو الابتسامة الثعلبية ؟؟؟!!

واليكم ما كتبه ذلك الشيخ

 قد يضحي الفرد الوطني الحزبي ، ببعض مصالح الوطن ، في سبيل مصلحة حزبية !

 - قد يضحي الحزبي ، بمصلحة حزبية ، في سبيل مصلحة شخصية ، أو أسَرية !

 - قد يضحي الفرد الحزبي ، المنتمي إلى طائفة معيّنة ، بمصلحة حزبه ، في سبيل مصلحة طائفته !

 - قد يضحي صاحب المعتقد الديني ، ببعض الأمور التي تخدم عقيدته ، حرصاً على مكسب  معيّن ـ مادي . أو معنوي ـ  له أو لأسرته !

 - قد يضحي السياسي الجالس على كرسي ، بمصالح وطنه ، خدمة للكرسي الذي يجلس عليه !

 - قد يضحي سياسي ، طامح إلى كرسي ، بجزء من تراب وطنه ، أو قرار وطنه .. في سبيل الحصول على الكرسي الذي يحلم به !

 - قد يضحي صاحب الفكرة ، بأخلاقه الشخصية ، من صدق وأمانة وتواضع .. في سبيل الانتصار لفكرته ، بالحقّ ، أوبالباطل !

- قد يضحي صاحب الهوى المسيطر، بأشياء كثيرة ممّا ذكِر، انتصاراً لهواه ، سواء أكان هذا الهوى ، نوعاً من الحسد ، أو الكره ، أو حبّ الظهور، أو الإعجاب بالنفس ..!

* واضح من الأمثلة المذكورة ، أن الإخلاص للأمور المضحّى بها ، ليس منعدماً تماماً ، بل جاء في درجة متأخرة ، بعد الأمور المضحى لها !

* ممّا لايغيب عن الذهن ، أن سلّم القيَم ، الذي يلتزم به الفرد ، له تأثير كبير، في صناعة دوافع التضحية ، والمفاضلة بينها !

- فالمؤمن الصادق ، بعقيدة دينية ، يضحي بكل شيء في سبيلها ، من منصب ومال ، ونفس وولد !

- والمنلهف على كرسي زعامة ، يضحي في سبيله بكل شيء !

- والنرجسي ، المبتلى بعشق الذات وتقديسها ، يضحي بكل شيء ، في سبيل إبرازها ، وتعظيم شأنها .. بالحقّ والباطل ، والخطأ والصواب ! لأنه لايرى العالم إلاّ من خلالها !

لذلك يعمل السياسي على الحرص على إنجاح العمل ، حتى لو كان في أصله فاسداً، أو شابته شوائب ، من خيانة ، أو غدر، أو مكر سيّء ! كمن يرتكب خيانة وطنية ، في سبيل مصلحة شخصية ! ( وهذه الخيانة ، لا تنفي عن العمل صفة الإخلاص ، لكنها تنقل الإخلاص ، من دائرته الصحيحة ، إلى الدائرة الفاسدة .. أي : من دائرة الإخلاص للوطن ، في الزاوية التي اؤتمِن عليها الفرد ، إلى دائرة الإخلاص للنفس ، على حساب الوطن .. وهي دائرة الخيانة ، التي تدفع إليها الأنانية ـ أيْ : حبّ الأنا .. أو حبّ الذات ـ ! ومثل هذه ، خيانة الحزبي لحزبه ، خدمةً لنفسه ، أو لأسرته ، كتسريب أسرار الحزب ، التي اؤتمن عليها الفرد ، إلى جهات في الأسرة تستغلّ الحزب أو تعاديه . وتقاس على هذه وتلك ، أنواع كثيرة ، من الخيانات الأخرى

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل