X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      15/03/2025 |    (توقيت القدس)

الداخل الفلسطيني بين الايديولوجيّا والحقوق المدنيّة!! الدكتور ابراهيم أبوجابر

من : قسماوي نت
نشر : 11/03/2015 - 20:22

الداخل الفلسطيني

بين الايديولوجيّا والحقوق المدنيّة!!        

الدكتور ابراهيم أبوجابر

يخلط الكثيرون من ابناء مجتمعنا في الداخل الفلسطيني بين القضايا الايديولوجية والمبدئية من جهة, والحقوق المدنيّةوالمطلبيّة والخدماتيّة. هذا الخلط نابع في الاصل من سوء فهم الفوارق بين الامرين, من فكري مبدئي, واخر مطلبي خدماتي؛ الفهم الخاطئ هذا لا يثري الحوار العام بين الناس فقط وانما يدفع بعضهم للخوض في قضايا, والزج بمصطلحات, وعرض افكار بعيدة كل البعد عن جوهر القضية المطروحة.

فالقضايا الايديولوجيّة, قضايا اصيلة ثابتة  لا تتغيّر, ولهذا يقال ثوابت,وهي مبدئيّة, بالمناسبة , تترجم على شكل قناعات عقائدية وفكرية تجري من البعض مجرى الدم,يصول ويجول البعض حاملا لها ومدافعا عنها, لا يبالي بمن يخالفونه الرأي,ولا يتأثّر بنجاحات وانجازات الاخرين مهما كان حجمها.

اما القضايا المدنيّة, فتختلف تماما عمّا ذكر,ولا علاقة بين الامرين لا من قريب ولا من بعيد,وهي تترجم في الواقع العملي على شكل حقوق مطلبيّة لفئة ما من الناس, يعيشون في اقليم ما ,في دولة ما على وجه هذه البسيطة, تلتزم الدولة او الكيان السياسي المعني بناء على قاعدة الحقوق الطبيعية للإنسان,تقديم خدمات ومساعدات وتسهيلات لهم.

انطلاقا من هذه القاعدة, ومن خلال ربطها بالحراك السياسي الحالي داخل الكيان الاسرائيلي, وقضيّة انتخابات الكنيست ,وعطفا على واقع المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل والشعب الفلسطيني ككل ,الذي ارتكبت في حقّه عديد المجازر, وهجّر اغلبيّته من وطنه ,وصودرت غالبيّة اراضيه, وديست كرامته بالنعال الصهيونية مرّات ومرّات ولا يزال, لا يختلف اثنان في ان المشاركة في انتخابات كنيست هذا الكيان ليست لها مصداقيّة البتّة, لانّ القضيّة في هذه الحالة الموصوفة ذات ابعاد ايديولوجيّة وعقائديّة ,وليست مدنيّة-مطلبيّة وخدماتيّة.

صحيح ان هناك اختلافا في الرؤى بين المؤيدين للمشاركة في انتخابات الكنيست , والمطالبين بمقاطعتها, يحترم, الا ان الامرين يفرقان من وجهة نظر المعارضين للمشاركة في انتخابات الكنيست الاسرائيلي,ولهم حججهم وادلّتهم على انّها لن تغيّر شيئا في واقع فلسطينيي الداخل ولا القضية الفلسطينية,بل بالعكس تعطي شرعيّة بالمجان للأخر, وتلمّع وجهه القبيح امام العالم وأيديه الملطّخة بدماء الفلسطينيين منذ العام 48,وتجعل منه كيانا ديمقراطيا كباقي دول العالم,مقابل  تحصيل اعضاء الكنيست العرب قضايا خدماتيّة ومدنيّة, لا تذكر اذا ما قيست بالقضايا الايديولوجية,والقوانين العنصريّة التي يسنّها الكنيست الاسرائيلي, فمنذ تأسيس الكيان وللعرب اعضاء كنيست ,صالوا وجالوا, وصاحوا وصرخوا بأعلى اصواتهم ,بل منهم من اخرج مرّات ومرّات من قاعة المداولات أو انزل من على  منصّة الكنيست الصهيوني, لمواقف له رافضة, او مندّدة او مطالبة بحقوق,لكن ما هي النتائج؟؟وما مردود ذلك على فلسطينيي الداخل؟ تحقيق قضايا مدنيّة-خدماتيّة لا تساوي المشاركة في الكنيست؟ مقارنة مع  مردودات القبول بالمشاركة في اللعبة الديمقراطية.

وبالعودة على الجزء الاخر من المعادلة, أي القضايا الايديولوجيّة ,وبعد عرض الطرحين على الميزان العقلي المجرّد ,حتى وان رأى البعض انه حقّق انجازا تاريخيا ,او مطالب مدنيّة وخدماتيّة غير مسبوقة,وهذا حق لهؤلاء, تبقى كفّة الميزان راجحة لصالح المنادين بضرورة تغليب الجانب الايديولوجي على المدني-المطلبي, لان القضايا الايديولوجية باقية وراسخة, عكس المدنيّة المطلبيّة,فهي تلامس القضايا الجوهريّة والثوابت وليست انيّة تنسى, فالأرض كلها فلسطين, دار اسلام مغتصبة ,وان خالف البعض ذلك, والكيان المقام عليها صهيوني باطل لأنّه اقيم على باطل, ومؤسساته صهيونية ,وفلسطينيو الداخل, فلسطينيون عرب و مسلمون ,وجزء من الشعب الفلسطيني, وحق العودة مقدّس ومدينة القدس عربيّة.

هذه ثوابت,قناعات,قضايا لها بعدها الديني والايديولوجي والفكري,لا تتغيّر في جلّها, تلامس قلوب واذهان الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات, بل والكثيرين من ابناء الامّتين العربيّة والاسلاميّة, وصمّام امان للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة ,وبراءة للذمّة امام الله والناس.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل