X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      15/03/2025 |    (توقيت القدس)

التربية ,ودورها في صقل الوعي العام عند الشباب!!! الدكتور ابراهيم أبو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 16/03/2015 - 19:07

التربية ,ودورها

 في صقل الوعي العام عند الشباب!!!

الدكتور ابراهيم أبو جابر

يعاني المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني وفئة الشباب بالذات, نقصا واضحا في مسألة الوعي العام, بخاصة ما له علاقة بالمصطلحات السياسية, والاعلامية والحزبية ,والبعض  فيما له علاقة بالهوية والانتماء وحتى التاريخ والجغرافيا ,بل وثقافة الاخر ايضا.

هذا النقص, بداية, يتفاوت الناس فيه والشباب ايضا ,بناء على خلفيّة كل واحد منهم التعليمية, والثقافية ,والتربوية, والسياسية ,والفكرية .هذه الضبابيّة في مسألة الوعي العام, وبالذات ما له علاقة بالهوية والانتماء الديني والوطني والايديولوجي, وما يترتب عليه من تخبّط وجهل بل وعشوائية أحيانا في تعريف الشباب  لنفسه وتحديد هويّته ,وانجراره خلف غيره بدون وعي كامل منه ولا دراية احيانا, الكل هذا يعود لعوامل مختلفة ذات علاقة بالموضوع, امّا بصورة مباشرة او غير مباشرة. أولى هذه العوامل تقاعس المعلمين العرب والمربين في اداء دورهم على الوجه المطلوب فيما له علاقة بما سلف, اما بسبب السياسة الرسمية العامة ,وهذه ليست حجّة كافية, او بسبب الروتين القاتل لدى المربين, او لجهل المربين انفسهم بمخرجات هذه القضايا ومالاتها أصلا, او لخلفيات بعض المربين الحزبية والسياسية .

فهناك من الاحزاب والاطر السياسية ممن يتبنّى برامج سياسية معيّنة, وفكر وايديولوجية خاصة, يعمل على غرسها في عقول الناشئة والشباب, بهدف تكوين ثقافة ومرجعيّة خاصة به ,تؤدي في المحصّلة الى تنشئة جيل بل اجيال اما مشوّهين فكريا, او فاقدي الهويّة والانتماء ,يتعاطون بسهولة ويسر مع مصطلحات  وبرامج وسياسات الاخر ورموزه  الوطنية .

انّ ضبابيّة الموضوع هذا لدى نسبة غير بسيطة من ابناء مجتمعنا وشبابنا بالذات, وما يترتّب عليه من مفاهيم وافكار تقبل بالواقع المر, ولا تعارض في الاندماج بالمجتمع الاخر ,بل والاعتراف به والتفاخر بمواطنته, والاقرار بذلك على  رؤوس الاشهاد, لن يؤدي في المحصّلة الا الى ما هو أسوأ للمجتمع العربي في الداخل الفلسطيني, بل-"لا قدّر الله"-غير مستبعد البتّة في ذوبان بعض شرائح مجتمعنا في المجتمع الاخر, والقبول به وبوجوده وثقافته ومؤسساته ورموزه, مثلما هو حال بعض المنتفعين والمتواطئين من فلسطينيي الداخل.

ان المطلوب يتلخّص في تبنّي جمهور المربين او المؤسسات التعليمية العربية في الداخل برنامجا تربويا لا منهجيا, يعالج اشكاليّة العلاقة مع الاخر بموضوعيّة, ومن خلال فعاليات نظريّة وعمليّة في نفس الوقت ,بهدف توعية هؤلاء وتعريفهم بروايتنا وثقافتنا وثوابتنا, والغاء كل دخيل على هؤلاء من افكار ومصطلحات ومفاهيم, لتحصينهم مما يروّج له البعض العربي ,او مؤسسات الكيان الاسرائيلي, بعباءة عربية أحيانا, واسرائيلية احيانا اخرى, فالمشوار طويل والحفر والمؤامرات فيه كثيرة.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل