ارادة الشباب ... الشباب القسماوي " لن نعيش في جلباب السياسيين بعد اليوم " وثورة شبابية سيدة الموقف
ارادة الشباب ... الشباب القسماوي " لن نعيش في جلباب السياسيين بعد اليوم " وثورة شبابية سيدة الموقف
انتهت الانتخابات وأفرزت ما افرزته من نتائج وعادت كفرقاسم كعادتها من كل انتخابات ان كانت محلية او قطرية , وهذا ما يميز اهل هذا البلد الطيب . هذه الميزة الرائعة لاهالي كفرقاسم تعبر عن مدى ترابط وتواصل العلاقات القسماوية بين ابناء البلد الواحد .
كفرقاسم سطرت تاريخ في المحبة والتاخي وقذفت من حضنها كل من يحاول المساس باستقرارها وامنها وزعزعت قسماويتها . ونتائج المرحلة خير دليل وبرهان على طيبة تراب هذا البلد العزيز .
هذا الارث العظيم الذي تركه الاجداد والاباء لهو كنز ثمين لا بد من الحفاظ عليه من جيل الى جيل . يجب ان يُعمق في ذاكرة الابناء والجيل الجديد لكي يحافظوا عليه .
اقول ذلك ونحن نمر اليوم بحالة جديدة لم تشهدها الساحة القسماوية السياسية منذ عام 1959 . منذ ان تاسس اول مجلس بلدي في كفرقاسم , منذ ذلك الوقت وهناك ثقافة في الانتماء والقرار تعود لشيوخ العائلات وكبارها . ليس هذا فحسب بل كان الولاء في العلاقات الشخصية والاجتماعية من صنيع قرارهم وايمانهم . فكان لشيوخ العائلات في كفرقاسم القرار النهائي في كل توجهات ابنائهم الاجتماعية والسياسية والتي سميت انذاك " العليات " .
هذه الحالة الاجتماعية المميزة هي من حافظت على التماسك العائلي في كفرقاسم وبسببها نحن اليوم في كفرقاسم , لكن مع اتساع وزيادة الكثافة السكانية وانفتاح جيل وراء جيل على التطورات المحيطية وانخراطها بثقافات اخرى جعل من هذا الترابط واللحمة بالتراجع والانقراض .
هذا التراجع في اللحمة العائلية والاجتماعية في المجتمع القسماوي اصبح كالسيف ذو حدين . فبهذا التطور اصبح الانفلات العائلية على المستوى الاجتماعي بين الافراد يزداد يوما بعد يوم حتى اصبح الشاب يتغنى بالحرية والانعزالية في القرار والتوجه الاجتماعي , مما طغى على التصرفات السلبية والتي اصبحت خارج السيطرة العائلية التي كان يقودها شيوخ العائلات . وهنا كانت البداية السلبية في تدهور الامور وخروجها عن المسار التقليدي القسماوي . فأصبحت المشاكل خارج سيطرتهم وانتزعت الهيبة والرهبة التي كانوا يتمتعون بها .
ومن جهة اخرى كان لهذه الحالة ايجابية شبابية , فقد اصبح الوعي الشبابي هو من يقود مصير كفرقاسم وليس الشيوخ وقيادات العائلات , وهذا ما شهدناه في السنوات الاخيرة وخاصة على الساحة السياسية في الانتخابات المحلية . فنرى في كل دورة ودورة ان هناك تحول في الثقل السياسي على الساحة القسماوية ومن يقود هذا الثقل هم الشباب . وهذا بدا يظهر جليا في انتخابات عام 2008 وفوز المحامي نادر صرصور برئاسة البلدية . هذا الفوز " التوافقي " كان للشباب دور كبير في ازاحة بعض القيادات السياسية عن الساحة السياسية " العليات " . لهذه الحالة لم ينتبه اخد فجاءت انتخابات 2013 وبرز الشباب القسماوي في انصهاره في المعركة الانتخابية بصورة اكثر وازيد من ال 2008 . ومع هذا لم ينتبه احد من السياسيين او القيادات لهذا التحول الجديد .
بالامس جاءت النهاية مع نتائج انتخابات الكنيست وجاءت نهاية القيادات السياسية في العائلات . هذه النتائج بعثت رسالة واضحة جدا لكل من يعمل بالسياسة المحلية , بل اعتقد انه الضوء الاحمر لكل السياسيين في كفرقاسم وعائلاتها . فهي بمثابة رسالة واضحة لهم وعنوانها واضح وجريء " لن نعيش في جلباب السياسيين بعد اليوم " . فالشباب القسماوي هو صاحب القرار وهم الاغلبية في العائلية صاحبة القرار . ولم يعد من اليوم لشيوخ العائلات " مع كل الاحترام لهم " اي تاثير على النهج السياسي القسماوي .
من وقف يوم الانتخابات على ابواب مدارس البلدة كان لا بد له من ان يخرج بهذا الاستنتاج ان اراد ان يفقه ذلك . فالعديد من قيادات العائلات والعاملين بالسياسة سخرت نفسها لمشروع وتوجه سياسي معين وكانت على ثقة تامة انها صاحبة الموقف والمسيطرة عليه .لكن نتائج الانتخابات الاخيرة كانت مفاجئة للطرفين فلم يتوقع اي طرف من الطرفين هذه النتيجة !!!! ومن يقول انه يعلم فهو لا يفقه السياسة ..
لكن الوحيدون الذين توقعوا هذه النتيجة هم الشباب والشابات فهم من قرر واثر حتى على الاباء والامهات . انقلبت الامور على عاقبيها وقالوا لكل السياسيين في كفرقاسم " على رسلكم ايها السياسيين فكفرقاسم ليست للتجارة والمساومة نحن من سنرسم مستقبل هذا البلد ولستم انتم " .
لا يحق لاي ناشط ولا قيادي ان ينسب لنفسه نتائج الانتخابات الاخيرة في كفرقاسم " الكنسيت " ايمان وقناعات الشباب بالنهج والطريق كان هو سيد الموقف الذي اخفي عن السياسيين واللذين ما زالوا يحلمون بالماضي القريب .
ان هذا التسونامي الشبابي القسماوي ينذر بثورة جديدة في كفرقاسم , ومن اراد ان يعمل بالسياسة عليه الانتباه جيدا لهذه الحالة الجديدة وان يعطيها الاهمية الكبيرة من وقته . ليس هذا فحسب بل يجب ان يعي جيدا مطالب هؤلاء الشباب ويتمشى معها والا عاقبة الامور بنتائج انتخابات الكنيست الاخيرة . لذلك اقول من يريد ان يصبح رئيسا لبلدية كفرقاسم في الدورة القادمة 2018 عليه ان يخاطب هؤلاء الشباب وليس السياسيين وقادة العائلات , لان وعوداتهم اصبحت بلا رصيد ولا كفيل فالشباب القسماوي هو البديل ....
اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد .
اضف تعقيب