.jpg)
اليرموك
ونكبة المخيمات الفلسطينية في الشتات!!!
الدكتور ابراهيم ابو جابر
قالوا "الايام دول", والتاريخ يعيد نفسه احيانا, وهذا ما اصاب مخيم اليرموك من اعمال قتل وحشية ودمار بربري ,وحصار خانق, ومنع لوصول الماء والغذاء الى سكانه. فالمخيم يعيش نكبة ثانية كتلك التي عاشها رواده الاوائل عام 48, بعدما هجّروا من وطنهم ومن قراهم ومدنهم في الجليل ,وشمال المثلث ,ومدن كحيفا والناصرة وعكا .
انّ الثمن الذي دفعه سكان المخيمات الفلسطينية في دول الطوق العربية باهض جدا, كلّف الاف القتلى والجرحى والمعاقين, ناهيك عن ممارسات الجيوش العربية البشعة في حق اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء تلك.
فعلى مستوى الاردن اولا, تعرّضت المخيمات الفلسطينية وعلى رأسها مخيم الوحدات وغيره الى اعمال يعجز القلم عن وصفها خلال احداث ما عرف عام 1970 بأيلول الاسود, حيث انتهكت الاعراض وقطّعت رؤوس واعضاء الكثيرين من الفلسطينيين ,ودفن العديد مما عرف وقتها بالفدائيين من الجرحى احياء في مقابر جماعية ,واجهز على المرضى والمصابين والطواقم الطبية في بعض مستشفيات عمان فقتلوا برصاص الاشقاء ,ودفن الكثير منهم في ساحات المستشفيات.
أما على مستوى لبنان فالمصيبة ادهى وأمر, في بلد اختلط فيه الحابل بالنابل ,وغدا فيه القتل سنة بلا رحمة ,فهناك مخيمات فلسطينية كاملة شطبت من الخارطة الى الابد, مثل: مخيم جسر الباشا ,وتل الزعتر والنبطيّة, تفنّنت الميليشيات اللبنانية المارونيّة ومن حالفها من سوريين واسرائيليين في قتل الفلسطينيين والاعتداء على اعراضهم, حتى وصل الامر بهم الطلب من الام قتل اطفالها منعا للاعتداء عليها, وقد حصلت حالات من هذا النوع في مخيمي صبرا وشاتيلا, وحوصر الفلسطينيون في مخيمات عدّة, ومنع عنهم الماء والغذاء لأيام طويلة, اضطروا مجبرين على أكل لحوم بعض الحيوانات كالقطط مثلا, بل ايضا لحوم الموتى او الشهداء ,وشرب مياه المجاري بعد غليها, واهينت فيها الكرامة الفلسطينية وديست بالنعال.
اما على مستوى الممارسات الاسرائيلية في المخيمات, فحدّث بلا حرج, فلم يبق نوع من الارهاب الا ومورس ضد سكان المخيمات, من قتل وانتهاك وتدنيس للمقدسات, واعتقالات بالجملة, وحصار وتجويع وحرمان, ولا يزال هذا المسلسل جاريا, فالمخيمات الفلسطينية في الاراضي المحتلة عام 67 تعيش حياة بؤس وفقر وبطالة, وفقدان لأدنى مقوّمات الحياة الكريمة.
اذن, الحاصل في مخيم اليرموك جزء من الكل الفلسطيني, فحال المخيمات واحد ومواقف الانظمة منها ايضا واحد وموحّد, وي كأنّهم تواصوا فيما بينهم على قمع الفلسطيني, والابقاء عليه ذليلا معلّقا بعطاءاتهم البخسة ,بقصد اشغال الفلسطينيين بلقمة العيش والامن كيلا يفكّروا في العودة والتحرير, لا بل هناك من يزج ببعضهم في أتون حروب اهليّة ,وفتن طائفيّة ,لا للفلسطينيين فيها ناقة ولا جمل, كالحاصل في مخيم اليرموك هذه الايام من احداث مأساوية, قتل على اثرها حتى الان الالاف من الفلسطينيين والحبل على الجرار .
انّ فلسطينيي اللجوء, ضيوف في العالم العربي, يفترض بقاؤهم/والابقاء عليهم بعيدا عن القضايا الداخلية لأي بلد يعيشون فيه, وأن لا يقحموا في اتون مهاترات, ومشاكل لا تخدم قضيّتهم ,بل تسيء اليها أصلا وتضعهم في خانة المتآمرين وناكري الجميل , وهذا ما ينكر على بعض الفصائل الفلسطينية العاملة في مخيم اليرموك, ممّن اصرّت على الوقوف الى جانب طرف ضد اخر في احداث الثورة السورية ,مما اضرّ كثيرا بسكان مخيم اليرموك المتاخم للعاصمة دمشق ,وجعل الفلسطينيين هناك طرفا في صراع لا يخدم قضيتهم المركزية.
انّ المطلوب الان, وقف كل العمليات العسكرية داخل المخيم وتحييده, ورفع الحصار عنه والسماح بإدخال المساعدات للمدنيين المحاصرين بأنواعها, وانهاء كل مظاهر الفلتان الامني والفصائلي, فالمخيم فلسطيني وليس سوريا في الاصل ,فكفى للتلاعب بالعواطف وحياة البشر ,وليعلم الجميع انّ الحاصل هناك خدمة كبيرة للكيان الاسرائيلي لا غير.
// kasmawuuiyr764t5 (2).jpg)
// kasmawuuiyr764t5 (6).jpg)
// kasmawuuiyr764t5 (5).jpg)
//kasmawuuiyr764t5 (3).jpg)
// kasmawuuiyr764t5 (4).jpg)
اضف تعقيب