الأستاذ عدنان صرصور أبو سعد بجامعة كمبردج ... رغم انتهاء الانتداب منذ زمن الا ان وثائق ما زالت مغلقة لغاية 2050
الأستاذ عدنان صرصور أبو سعد بجامعة كمبردج
رغم انتهاء الانتداب منذ زمن الا ان وثائق ما زالت مغلقة لغاية 2050
تعتبر دور الارشيف (المحفوظات) والمتاحف في العالم من الوسائل بالغة الاهمية للباحثين من أجل التنقيب عن خفايا الامور ودراسة الماضي لبلورة الحاضر. فالتاريخ هو سياسة الماضي, وسياسة اليوم هي تاريخ المستقبل. اذن هناك علاقة وثيقة ما بين التاريخ والسياسة. وكل أمة تتطلع الى مستقبل مشرق لا بد لها من تعي ماضيها جيدا وتتفهم تسلسل مراحل تاريخها لينقل للاجيال بكل أمانة, ولكي يحفظ من التزوير والضياع.
في زيارتي الاخيرة لجامعة كمبردج الشهيرة ببريطانيا والتي حصلت عدة مرات على التصنيف الاول عالميا, كيف لا وقد درس بها وتتلمذ فيها كبار العلماء كأمثال الفيزيائي نيوتون الشهير. حيث كانت بالرحلة مشاركات بلقاءات وأبحاث علوم سياسية وتاريخية, الى جانب الأمور التعليمية والنماذج المدرسية عالميا باختلاف مناطق المعمورة. تم التعرض لنماذج مدرسية متعددة سواء بالصين واليابان أم باوروبا الغربية. والجدير بالذكر أن الثانوية الجديدة كفر قاسم على موعد لاستقبال بعثة طلابية جامعية من بريطانيا في مطلع الشهر القادم بعونه تعالى.
ومن خلال اطلاعنا على مركز الوثائق الوطني والارشيف البريطاني الحافل بالاحداث منذ لانتداب وقبل الانتداب بمئات السنين, ما لمسته هو أنه رغم مرور سنين طويلة نسبيا منذ انتهاء الانتداب البريطاني للبلاد عام 1948, الا أن الكثير من الوثائق ما زالت مغلقة وفي سرية تامة لغاية 1.1.2050 .
فبمركز الارشيف تمعنت بخريطة فلسطين زمن الانتداب البريطاني والتي رسمت عام 1924 بالوان يدوية, وهي ذاتها نفس الخريطة الأصلية. كذلك تم الاطلاع على المكاتبات الأصلية التي تمت ما بين الملك فيصل والدكتور حاييم وايزمن, والمكاتبات التي تمت بين الشريف حسين ومكمهون فيما يتعلق بالمنطقة ومستقبلها ما بعد انتهاء الفترة العثمانية.
وثائق متعددة لم تفتح ولم يتم النظر فيها لانها أصلا حررت حديثا من حذر النشر على مستوى القانون البريطاني للابحاث العلمية والاكاديمية. احدى هذه الوثائق تتعلق بعمليات الابعاد التي مارستها حكومة الانتداب ضد الشخصيات المحلية والمكاتبات التي كانت تدور مع قادة الدول العربية المجاورة لاستيعاب المبعدين من العرب.
اضف تعقيب