X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      15/03/2025 |    (توقيت القدس)

الاستجداء السياسي، بضاعة المفلسين!! الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 20/04/2015 - 22:10

الاستجداء السياسي، بضاعة المفلسين!!

الدكتور ابراهيم ابو جابر

يجتهد بعض السياسيين احيانا في قضايا خارج الصندوق، كما يقال، بعيدا عن عمقهم ورصيدهم الشعبي والجماهيري، مادينأيديهم مستجدين خصومهم الاخرين، ومهمّشين من رفعوهم فوق الرؤوس وعلى  الأعناق.

هذا الاستجداء ،من السياسيين من يجد له توليفة، بل مبرّرا ان لم تكن مبرّرات، يدافع بها عن موقفه وسياسته وبرنامجه ، فمرّة يدفع عن بعض خصومه الشبهات ،وينعتهم بما لم ينعتوا به انفسهم ، واخرى يصف فيه اعماله بالتكتيك السياسي لا غير متشدّقا بذلك عبر وسائل الاعلام، حتى وان كانت مواقفه وتصرّفاته فيها من الاهانة والتطاول على مشاعر مجتمع ، بل امة كاملة.

هذا الصنف من السياسيين، أو القادة ,اولئك الذين حكمت الظروف والمتغيّرات على المجتمع العربي في الداخل قيادتهم له ، مغرورون بطروحاتهم وافكارهم ومشاريعهم ،فما هم في المحصّلة الا مراهقون سياسيون، بخاصة في هذا التوقيت وهذه الاوضاع التي نعيشها.

ان هؤلاء ممّن يبنون ابراجا في الهواء، تنقصهم الخبرة والحنكة السياسية، وقريبو عهد بهذه المهنة، يظنون خصومهم مغفّلين, او هواة سياسة ومناصب ، او ممّن يباعون ويشترون في بورصة السياسة والمصالح الحزبيّة.

ان الخصوم ايها القوم متمرّسون، يفقهون ماذا يقولون ، ويحسبون كل شيء بحسابات الحاضر والمستقبل، غير ناسين الماضي بالتأكيد، مصالحهم ومصالح جماهيرهم فوق كل اعتبار، لكنهم في العادة مهتمون بالرأي العام المحلي والعالمي، ولهذا يتركون ابوابهم مشرّعةلمن يريد ان يدلي بدلوه من غيرهم ، بخاصة من فلسطينيي الداخل، ولهذا يفرح بعض السياسيين العرب بخطاباتهم ،وكلماتهم النارية احيانا، ويسترسل اخرون في انتقاد وتحميل الحكومة او المسؤولين الاسرائيليين تبعات بعض الممارسات, فرحين بحجم مساحة الحرية الممنوحة لهم، غير مدركين انها سياسة خاصة ومدروسة للخصم ،هدفها اقناع الراي العام المحلي والعالمي بديمقراطية الكيان ومساواته بين جميع مكوّناته.

هذا الصنف من السياسيين الجدد هم أحد اثنين ، اما انهم مراهقون سياسيا، أو انهم مفلسون فلا يملكون اجندة وبرامج ومشاريع يطرحونها للشارع أو الجمهور الذي يمثّلون،فان لم ينطبق عليهم شيء مما ذكر، فانهم يضعون انفسهم في خانة الشك وموقع التحليلات والتخمينات والظن، من قبل جمهورهم، فلا يعقل ان يكون السياسي ذا وجين ،متلوّن ، تجده احيانا وطنيا وثوريا وطلائعيا، واخرى متعايشا ومسالما ومتضامنا مع رموز الاخر الى ابعد الحدود!

هؤلاء السياسيون ،ان أدقّ وصف لتصرفاتهم هذهربما هو "الاستجداء السياسي"،فهم يتصرّفون من منطلق تغيير قواعد اللعبة بأسلوب جديد، ظانين انهم بذلك سيخدمون قضية الداخل الفلسطيني أكثر لقناعات حزبيّة خاصة تربوا عليها ورووا منها صغارا،فلا ينفكون يراهنون على سراب سبقهم اليه الكثيرون ممن امتهنوا السياسة عقودا من الزمن،فخاب ظنّهم، وكفروا بكل هذه المسرحيات والوعود العرقوبيّة الجوفاء.

قيادة سياسية مراهقة كهذه ، ليس لها مكان في صفوف الداخل الفلسطيني ،لا هم ولا من يدعمهم ويؤمن بفكرهم وطرحهم، ففلسطينيو الداخل بحاجة لمن يقف الى جانب قضاياهم لا الى من ينظّر عليهم، وينحني لخصومهم اجلالا وعرفانا,أو من يجلس مؤدّبا في وقت يهان فيه الفلسطينيون ورموزهم على مرأى الملايين من الناس.

ان كان همّ بعض السياسيين جمهور الطرف الخصم لا جمهوره فعليه بهم ، مع العلم انه لن يجد منهم الا الصدود، عدا حفنة من القوم لا قيمة لهم في حسابات الربح والخسارة، منبوذون من ربعهم ,منتفعون من مخالفتهم.

مهلا ايها القوم ،كفانا متسلّقين ومنتفعين ومراهقين، بل ومراهنين على الاخر، فلم نجن من كل هذا الا الضياع والأسرلة، والتهويد، ومصادرة الاراضي، وهدم المنازل، والقتل والضحك على اللحى، فأسلوب الاستجداء لا جدوى منه ،ارجعوا الى قواعدكم والى جمهوركم، لا تتنكّروا لهمومه ولا لرموزه، والاّ فانّ غدا لناظره قريب!!!

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
1
אתה גדול יא דוקטור
פאעל כיר - 21/04/2015