تواصل قيادة حركة حماس مغازلة السعودية من أجل الدخول مرة أخرى على خط المصالحة الوطنية الفلسطينية الذي ما زال متعثرا لعقد اتفاق "مكة 2"، في المقابل ترى قيادات فلسطينية في حديث لمراسل معا أن المصالحة ليست بحاجة الى اتفاقيات جديدة، داعين لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقا.
فقال صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لـ معا ان الديمقراطية تدعم اي جهد لانهاء الانقسام، مؤكدا عدم ضرورة خلق تناقضات جديدة، فقد تم مسبقا التوقيع على عديد الاتفاقيات، مطالبا باجتماع فلسطيني لوضع آليات عملية لتنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه من القاهرة وصولا إلى اتفاق الشاطئ، مشيرا ان هذا يتطلب إرادة فلسطينية وتغليب المصلحة الوطنية على المصالحة الحزبية الفئوية الضيقة.
وأشار ناصر إلى أن القاهرة هي المخولة من الجامعة العربية برعاية المصالحة وأي جهد يساعد في ذلك مرحب به
بدوره، أكد جميل مزهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لـ معا أن المصالحة الفلسطينية ليست بحاجة لاتفاقيات جديدة أو دخول جهات عربية أو دولية على خطها كبديل لدور القاهرة، مؤكدا ان اتفاق القاهرة يشكل اجماعا لكافة فصائل العمل الوطني والإسلامي، وأن المطلوب حاليا هو البدء بتنفيذ هذا الاتفاق، معتبراً أن أولى الخطوات العملية من أجل ذلك هو تسلم حكومة التوافق مهامها في القطاع إلى جانب المعابر ومعالجة كافة الأزمات التي يعاني منها سكان غزة بشكل عام.
ورفض مزهر أي اتفاقيات جديدة للمصالحة، وقال:" لا مكة 2 ولا ومكة 10 نحن بحاجة إلى إرادة سياسية وتطبيق ما تم الاتفاق عليه بالقاهرة"، مضيفا انه من الصعب استبدال دور القاهرة بآخر من أجل خلط الأوراق في الساحة الفلسطينية خدمة لأهداف تسعى جهات معينة لتحقيقها، مؤكدا أن ذلك يشكل خطرا على القضية الفلسطينية.
أما محمود الزق القيادي في هيئة العمل الوطني يعتقد ان دعوات حركة حماس للسعودية لاتفاق "مكة 2" يشكل هروبا إلى الامام ولدينا ما يزيد عن 6 اتفاقيات المطلوب تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وخاصة اتفاق الشاطئ الذي شكلت بموجبه حكومة التوافق
وقال الزق "ان الهدف من هذه الدعوات فك العزلة عن حماس وفي نفس الوقت تأمين مصدر مالي لها وتأمين الحركة من خلال التدخل السعودي وللأسف هذا لا يأتي في سياق المصالحة وانما يأتي للخروج من المأزق التي تعاني منه".
وتابع :"الجهد الحقيقي ليس التوجه للآخرين لإبرام اتفاق جديد وانما لإعطاء حكومة الوفاق القدرة على أن تمارس عملها في القطاع حينها نستطيع رفع الحصار وفتح المعابر ونحل أزمة الموظفين عامة".
يشار الى ان اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قال في خطبة الجمعة الماضية "إن حماس تتطلع لدور سعودي في عملية المصالحة"، مشيرا الى اتفاق مكة الذي عقد في العام 2007.
وكانت آخر التصريحات اليوم على لسان النائب إسماعيل الأشقر نائب رئيس كتلة التغيير والاصلاح البرلمانية التابعة لحركة حماس والذي أكد بأن حركة حماس تريد اتفاق "مكة 2" اتفاقا وطنيا شاملا يشارك فيه الكل الوطني الفلسطيني بعيدا عن اتفاقات ثنائية.
وشدد النائب الأشقر بأن الدور السعودي الذي ترحب به حماس ليس بديلاً عن الدور المصري في انهاء الانقسام، مؤكداً بأن مصر هي حاضنة للحوارات الفلسطينية
كما ودعا محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس السعودية لجمع حركتي حماس وفتح والعمل على صياغة اتفاق "مكة 2"، شريطة تشكيل لجنة عربية لتطبيق تنفيذ بنود الاتفاق وتحميل الطرف المعطل له المسؤولية عن ذلك.
يذكر أن اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس وقع في مدينة مكة في 8 شباط 2007 بعد مداولات لمدة يومين وتم الاتفاق على ايقاف أعمال الاقتتال الداخلي وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتم الاتفاق برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله.
وقد شارك في المداولات التي سبقت الاتفاق العديد من الشخصيات الفلسطينية من الطرفين فتح وحماس كان من بينهم الرئيس محمود عباس والنائب محمد دحلان ورئيس الوزراء حينها إسماعيل هنية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
تقرير: أيمن أبو شنب
اضف تعقيب