بعد فشله في قيادة مصر والخروج بها من مأزق الغلاء والبلطجة والمحسوبية والبطالة والفقر خلق عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري في مصر، لنفسه سلطة جديدة تحت مسمى "السلطة الأبوية" التي يلجأ من خلالها إلى حل الأزمات المترامية على الساحة السياسية أو الفنية أو الرياضية، حيث لم يبخل بجهده "كمصلح اجتماعي" في حلها.
ولم تتأخر الصحف القومية المقربة من النظام الحالي، في استعرض تلك الانجازات التي كان أخرها تدخل "السيسي" في الأزمة الداخلية لحزب الوفد، حيث ألتقى بقياداته، الأربعاء، للاتفاق على إنهاء الصراع بشكل يرضى جميع الأطراف، في مشهد درامي يظهر فيه قائد الانقلاب في صورة "الأب الحنين".
وبرزت صحيفة الأهرام، في مانشيتها الرئيسي ليوم الخميس، الحدث الجلل ودور السيسي في المصالحة بين القوى المتصارعة داخل حزب الوفد، حيث يرى مراقبون، أن السيسي تحول إلى مصلح اجتماعي بين أنصاره المتخاصمين، بدء من أزمة أحمد شوبير ومرتضى منصور، ومرروًا بأزمة فاروق جعفر وزوجته، وكذلك أزمة الطيارين، الأمر الذي دفع مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية منه.
فاروق جعفر وزوجته
كما ذكرت -شبكة "رصد" الإخبارية- أن السيسي تدخل لحل مشكلة فاروق جعفر لاعب نادي الزمالك السابق، مع طليقته وسط تكتم شديد، خاصة بعد الحكم عليه بالسجن المشدد 3 سنوات لقيامه بإكراهها "جيهان نبيل حسيب" بالقوة والتهديد على كتابة وإمضاء أوراق بالتنازل على أملاكها.
ووفقًا لمصادر خاصة، فإن فاروق جعفر يعمل في مؤسسة الرئاسة منذ عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وهو حاليًا هارب إلى لبنان بسبب الحكم الصادر بحقه.
مرتضى وشوبير
أيضا تدخل السيسي، خلال حملته الانتخابية، لحل الأزمة الشهير بين الإعلامي أحمد شوبير ومرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، وتفاوت ردود الفعل وقتها على مواقع التواصل الاجتماعي بين الإشادة والتهليل وبين السخرية والتهكم.
وكانت الأزمة بين شوبير ومرتضى قد اشتعلت خلال العامين الماضيين، وتبادلا الاتهامات والبلاغات أمام النيابة.
واتهم مرتضى، شوبير بالسب والقذف بألفاظ يعاقب عليها القانون ورفع عدة قضايا عليه، وطالب الأخير بإعدام الأول في ميدان عام لـ "ارتكابه عدة جرائم في حقه من السب والقذف"، إلى أن جاء السيسي وأتم المصالحة بين الطرفين كراع رسمي لحل النزاعات.
أزمة الطيارين
في 8 مايو الجاري، تدخل السيسي لحل مشكلة طياري شركة مصر للطيران، بعد تقدم نحو 224 من الطيارين البالغ عددهم نحو 220 طيارا باستقالات جماعية بعد اجتماع مجلس إدارة رابطة الطيارين مع الطيار هشام النحاس رئيس شركة الخطوط وعدد من القيادات.
إذ طرحوا رغبتهم في تعديل اللائحة وزيادة مالية تتم على مرحلتين قدرها 50 %، لأنهم الجهة الوحيدة في مصر للطيران التي لم يتم تعديل رواتبها منذ عام 2006 ووجود تمييز فى الرواتب والمزايا الممنوحة لزملائهم في الإدارة من الطيارين.
وأكدت الشركة، فى بيان رسمى لها، انتهاء أزمة الطيارين المستقيلين استجابة للسيسي.
يحتاح لكومبارس
عقب تدخل السيسي في أزمة حزب الوفد، وصف الكاتب والروائي علاء الأسواني، المعارضة في مصر بأنها "كومبارس في مسرحية مملة".
وقال الأسواني، عبر منشور على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الخميس، إنه "في الديمقراطية تسعى دائمًا المعارضة لهزيمة الرئيس في الانتخابات، ولدينا يتلقى المعارضون التعليمات من الرئيس الذي يعارضونه، فهم كومبارس في مسرحية مملة".
وأضاف "تدخل السيسي لإنهاء الخلاف في الوفد يشبه تدخل المشير عبدالحكيم عامر في الستينيات؛ لإنقاذ الأهلي من الهبوط"، متابعًا "الدوري يحتاج للأهلي، والانتخابات تحتاج للكومبارس".
تقمص الشخصيات
الدكتور ثروت نافع، البرلماني السابق، قال إن "السيسي يبحث لنفسه عن شخصية يتقمصها بين الحين والآخر، فأحيانًا يصدر للعامة أنه عبد الناصر الهمام وأحيانا الخديوي إسماعيل الذي أنشأ قناة السويس ومدينة الإسماعيلية ويتمادي في ذلك لدرجه أنه يريد أن يسمي مدينة الإسماعيلية الجديده بالسيسي، وأحيانا أخري شخصيه السادات وفكرة رب العائلة المزعومة".
وأضاف نافع، -حسبما نشرت شبكة "رصد" الإخبارية- أنه "لذلك يدعو للتصالح بين لاعب كرة ومدير نادي، والآن يتدخل للتصالح بين الحزب الواحد، ولكن اعتقد أن الأخيرة هدفها أكبر من مجرد تصدير صورة المصلح الاجتماعي، وأنها ترسل رساله واضحة، أن من يريد أو حتي يفكر في معارضة ليست تحت سمع وأمر الآلة الأمنية بالكامل فسيتم هدمه وهو مافعله مع البدوي الذي أبدي بعض الطموح السياسي من خلال تحالفات خارج تحالفات السيسي، فكان الرد بفضح تسجيلات واصطناع شقاقات وخلافات قد تزيل البدوي من رئاسه الحزب".
وأشار نافع إلى أن "البدوي لما عاد لرشده واستخدم قناته الاعلامية لمدح وخطب ود السيسي، فرضى عنه وقام بعمل الإخراج المسرحي للمصالحة الوفدية".
وسخر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، من عمليات الصلح التي يتبناها السيسي داخل حزب الوفد، مشيرين إلى أنه لم يكلف خاطره ويذهب إلى أسوان للصلح بين قبيلتي الهلايل والدابودية، رغم سقوط أكثر من 24 قتيلًا في الخلافات بين القبيلتين، في وقت سابق.
وجاءت أبرز الكوميكسات من دور السيسي في الصلح بين أنصاره:
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب