في هذه الاوقات من كل عام تقام احتفالات التخرج في شتى مدارس الداخل الفلسطيني, احتفالا بنهاية العام الدراسي وتخرج الطلبة من الثانويات وغيرها من المراحل التعليمية.
في حين تختلف الاستعدادات لمثل هذه الاحتفالات ,فلا نراها اليوم تقتصر على المدرسة نفسها, بل تعدت الى قاعات الأفراح والملاهي والمطاعم والشواطئ وغيرها من الأماكن التي تعج بالسفور, في بعض الاحيان.
و ترمي مثل هذه المناسبات ثقلها على العائلات أصحاب الدخل المحدود من ناحية ومن ناحية أخرى تخرج عن قيم ديننا والعادات والتقاليد المتعارف عليها في مجتمعاتنا العربية, التي تشجعها المؤسسة الاسرائيلية كمناسبات في مسعى منها للتشكيك في منظومة القيم والتراث لابناء شعبنا.
ومع تقدم الاعوام اصبحت حفلات التخرج الخاصة بالطلبة همّا وعبئا على كثير من البيوت والعائلات.
" كما لو إننا نستعد لرمضان"
"اصبحنا نجهز لحفلات التخرج تماما مثلما نجهز لاستقبال رمضان" في هذه الجملة أختصر السيد إبراهيم غنام والد إحدى الفتيات المتخرجات رأيه بكل هذا البذخ ,ويقول "أصبحنا اليوم نخشى من اقتراب موعد حفلات التخرج بسبب التكاليف التي تحتاجها هذه الحفلات من ملابس وهدايا وتجهيزات. فأصبحت اعد لها حسابا تماما مثل تجهيزات رمضان أو العيد".
الطالبة "أنوار عمر" والتي أنهت تعليمها قبل عام تحدثت بكل حزن "لقد حرمت من حفل التخرج الذي كنت انتظرها بفارغ الصبر, بسبب عدول المدرسة عن اقامته بداخلها وتفضيلها الخروج لاحد الاماكن العامة ,مما سبب لي الإحراج مع الأهل بسبب الخروج للاماكن العامة وما تشكل من خطر على شبابنا .
وتضيف بحسب رأيي , مثل هذه الاحتفالات الخاصة بالمدارس يجب ان تقام داخل المدارس فقط, لكي لا يحرم أي شخص من فرحة التخرج مثلما حرمت انا.
" إغراء ليس أكثر"
"إغراء ليس أكثر " كان هذا رأي عمر أبو رأس في حفلات التخرج موضحا ذلك بقوله : "اليوم نحن نرى حفلات التخرج اصبحت مظاهر ليس اكثر, فعندما نذهب لحضور حفلات التخرج فإننا نرى الفتيات بكامل اناقتهن التي لا تليق بهيبة مثل هذا اليوم".
ويضيف "أتوجه لكل مدرسة ان تقوم بوضع قوانين ملزمة بالنسبة للفتيات من لباس ,لكي لا تصبح حفلات التخرج لدينا حفلات استعراض فقط."
أما الطالبة إسراء تحدثت عن تعدي المدرسة والاهل للخطوط الحمراء في هذا اليوم, وتقول يجب ان يكون هذا اليوم عبارة عن نصائح وارشادات لنا بالنسبة للمستقبل, وليس حفلات للرقص والغناء والخروج الى الاماكن العامة والمنتزهات.
للشرع رأي
اما بالنسبة لرأي الشرع فكان لنا حديث مع الشيخ "محمود خديجه "من قلنسوة " والذي تحدث عن وضع المدارس والتكلفة التي تحتاجها المدرسة والطالب لكي يتمكنوا من تنظيم هذا اليوم الذي يشكل عائقا كبيرا امام اغلبية الاهالي ذو الدخل المحدود.
ويضيف الشيخ" بان حفلات التخرج اليوم لا تقتصر فقط على تخرج الطلبة بل اصبحت تعد من الحفلات التي تتطلب استعدادا مسبقا وتكاليف باهظه, حيث يحتاج الطالب لما يعادل الالف شيكل من شراء ملابس خاصة وتصوير والخروج الى مكان خارج المدرسة للاحتفال".
وبدوره اكد الشيخ عن رفضه التام لمثل هذه الحفلات وما يرافقها من سفور وترك للقيم الدينية والاجتماعية.
واضاف"باننا اليوم لا نضع اللوم على الطالب نفسه في مثل هذه الامور ,لان للأهل الدور الاكبر في تربية الاولاد وكيفية تقبل الطالب لمثل هذه الأمور,عدا عن حرمان الكثير من الفتيات من المشاركة في هذا اليوم لما يحتويه من امور مرفوضة.
المقال نقلا عن موقع يافا 48
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب