د.مرسي بدير: يهودية طلبت تحريرها من المستشفى بسبب تواجدها مع عربي

درس طبيب الاطفال مرسي بدير من سكان مدينة كفرقاسم عدم العودة لمكان عمله في مستشفى "معياني هيشوعا" الموجود في مدينة بني براك، وذلك بسبب "إستنكاره لعدم قيام إدارة المستشفى معالجة حادثة عنصرية وقعت داخل المستشفى في ساعات متاخرة من ليلة السبت" على حد تعبيره.

تفشي العنصرية
وفي حديث مع الدكتور مرسي بدير، قال: "أود التحدث عن حادثة عنصرية حصلت أمامي في المستشفى الذي اعمل فيه في مدينة بني براك، حيث أرى انه من الضروي جدًا لان أنشر هذا الحادث حتى يعلم الجميع بما حصل وكي نساهم في التغيير ومحاربة العنصرية التي تتفشى ضد الجماهير العربية في البلاد في كثير من الأماكن".
وتابع حديثه قائلا: "انا اعمل في المستشفى المذكور منذ 11 عامًا، وعادة الاشخاص الذين نعالجهم من الوسط اليهودي المتدين. في نفس المستشفى يعمل لدينا جراح مختص في العمليات الدقيقة، وقد اخبرني انه ستأتي الينا عائلة عربية من شرقي القدس التي لديها حالة طارئة بخصوص طفلهم الذي اجريت له في السابق خمس عمليات، وسنجري له عملية اضافية. الجراح طلب مني إجراء فحوصات طبية للطفل وتجهيزه للعملية لليوم الثاني".

سأنام في الممر
ومضى وهو يقول: "بعد أنّ اتت العائلة، لمسنا بأنّ الاشخاص الذين يتعالجون في المستشفى استغربوا من تواجد العائلة العربية في إحدى غرف العلاج. في حوالي الساعة الواحدة ليلاً حضرت إحدى الممرضات وبرفقتها مواطنة يهودية التي تتلقى العلاج في المستشفى، وقالت لي الممرضة "هذه السيدة تطلب عدم تقديم العلاج لها، وتحريرها من المستشفى"، قلت لها بانه لا يمكن تحرير أي متعالج في ساعة متأخرة من الليل، عندها قالت السيدة اليهودية "اذا كان الأمر هكذا فسأنام في الممر". 
وتابع د. بدير قائلا: "خلال العمل بدأت افكر في حديث المتعالجة، وفي وقتها علمت بانها تتواجد في نفس الغرفة التي وضعت فيها السيدة العربية مع ابنها، وقد لاحظت اشكاليات معينة في قسم الاطفال، وعندما سألت الممرضات عما يجري، وذكرن لي "أنّ هنالك عائلة يهودية لا تريد أنّ تكون في نفس الغرفة التي تتواجد فيها العائلة العربية".

د. مرسي بدير 

لا مكان للعنصرية هنا 
الدكتور بدير واصل حديثه وقال: "بعد أنّ ظهرت لي الحقيقة، توجهت للمتعالجة اليهودية وسألتها هل فعلا انك تريدين بأنّ نحررك من المستشفى لتواجدك مع عائلة عربية في نفس الغرفة؟، وكانت اجابتها "نعم"، وقلت لها مؤسف جدًا لهذا التصرف، فهنا لا مكان للعنصرية ولن اسمح لمثل هذا الأمر بأنّ يحدث".
واردف قائلا: "مع الأسف الشديد كمسؤول عن القسم في وردية عملي لم يتم إبلاغي عن الحادثة منذ أنّ حصلت، ووصل بهم الأمر لنقل السيدة اليهودية لغرفة اخرى، وتعاملوا معها كأنها هي المسكينة والمظلومة، مما يبين دعم الموقف العنصري، لذلك طلبت من إحدى المسؤولات الحضور لإستبدالي بعد أن شعرت بانني لن استطيع مواصلة عملي في مثل هذه الظروف غير الانسانية. وقد اتصلت بمدير المستشفى في حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وذهل من هذا التعامل، وقال لي "ساعالج الأمر في الصباح الباكر"، واجبته بان القضية يجب أنّ تعالج فورًا، واذا لم أر أي تقدم فسوف أستقيل من العمل وسأدرس إمكانية عدم العودة بتاتا".
وفي نهاية حديثه قال: "إن معالجة الموقف العنصري لم يكن في مكانه، فقد توقعت أن يتم التعامل مع القضية بصورة جدية، فلو أنّ مواطنة عربية هي من قامت بنفس الموقف لقامت الدنيا وقعدت".

تعقيب ادارة المستشفى
هذا، وصرح مدير المستشفى قائلا: "إدارة المستشفى تنظر بمنتهى الخطورة لتصرف السيدة، وقد اتصل بي الدكتور مرسي في الساعة الثانية ليلا وأبلغني بما حصل، وتلقى اجابة مني في الاتصال.  إدارة المستشفى عالجت الموضوع في الصباح الباكر، ولا يحق للدكتور مرسي ترك وردية العمل وترك القسم، لا سيما اننا نستنكر تصرف السيدة، وقد قمنا بكل ما يمكن القيام به حتى يكون واضح للجميع باننا لا نقبل تصرف من هذا النوع".
ثم قال: "نحن نرفض العنصرية، وخاصة مثل اقوال السيدة التي قالت "بانها لا تريد أنّ تبقي ابنها في الغرفة بسبب وجود طفل عربي في نفس الغرفة"، فالمستشفى يحترم كل من يصل اليه بدون أي تمييز" أقوال مدير المستشفى.