الذكرى الاولى لرحيل مربية الاجيال ومديرة مدرسة دار الارقم الحاجة " نوال محمد صرصور" وإطلاق اسمها على روضة دار الأرقم

الذكرى الاولى لرحيل مربية الاجيال ومديرة مدرسة دار الارقم الحاجة " نوال محمد صرصور"

وإطلاق اسمها على روضة دار الأرقم

يصادف يوم الخميس الموافق 22 رمضان الذكرى الاولى والمؤلمة لوفاة ورحيل طيبة الذكر مديرة مدرسة دار الارقم التي وافتها المنية بصورة مفاجئة في العام الماضي وهي صائمة لوجه ربها.

لقد رحلت عنا مديرتنا الغالية قبل سنة مرت كلمح البصر , نستجمع فيها كل الذكريات الأليمة والعصيبة , الحارقة للنفس والمشاعر , خاصة الايام الثلاث الاخيرة التي ركدت بها على فراش الموت بعد ان فشلت العملية الجراحية , ليعلن الاطباء عن وفاتها من هذه اللحظة , حيث فاضت روحها في تمام الساعة السادسة وخمس وثلاثين دقيقة قبل الافطار من مساء الاحد ,وهي تقول بصوت خافت لا اله الا الله محمد رسول الله وذلك بعد ان تجمع من حولها ومن حول سريرها المئات من معلمات دار الارقم , وصديقات المسجد , ومنتدى المرأة المسلمة والاقارب والاهل والاحباب وهم يقرؤون عليها القران الكريم ويمسحون على وجهها وجسدها على مدار ثلاثة ايام من النزاع الذي تمثل بالوقار وحسن الخاتمة , وهكذا عمم نبأ هذه الفاجعة في كل انحاء كفر قاسم , وليكون هذا اليوم يوما مشؤوما بحدثٍ تمثل بالألم والوجع لرحيل اعظم انسانة انتجها تاريخ كفر قاسم .

المرحومة خرجت من بيتها للمستشفى الاحد 15 رمضان , وعادت الاحد القادم 22 رمضان مع صلاة العشاء جسدا بلا روح .

المرحومة خرجت من بيتها يوم الاحد الموافق 15 رمضان في تمام الساعة الثالثة قبل العصر , متوجهة الى مستشفى بيلنسون , تحمل مصحفها بيدها , ومسبحتها في عنقها, والدموع الطفيفة تنهمر من عينيها , والابتسامة الصفراء والخشوع يرين على وجهها , خاصة انها كانت واثقة تمام الثقة انها لن تعود الى بيتها بل الى لقاء ربها , وهذا ما صدق شعورها , حيث عادت الى بيتها جسدا بلا روح في الاحد القادم الموافق 22 رمضان , بعد ان فاضت روحها في تمام الساعة السادسة وخمس وثلاثين دقيقة قبل الافطار , لتعود الى بيتها الجديد الذي لم تفرح وتسعد بسكنه سوى ستة شهور , ليغسل جثمانها ويخرج منه , متوجهين بنعشها المحمول على اكتاف الالاف من المشيعين الى مسجد عمر بن الخطاب بعد صلاة التراويح , ليصلى علي جثمانها في الشارع المحاذي للمسجد بمصراعيه , نظرا لكثافة المشيعين وكثرتهم , ومن ثم الى مثواها الاخير .
هذه هي حقيقة القدر المحتوم التي امنت بها المربية الراحلة نوال صرصور قبل خروجها الى العملية يوم الاحد , ويوم دخولها الى العملية الجراحية صبيحة الاربعاء 18 رمضان بعد ان اتمت ختم القران للمرة التاسعة عشر , وقيام الليل وصلاة الذكر والتهجد في مسجد عمر بن الخطاب , لتتصدق بعشرات الالاف من الشواقل , ليصطفيها الله في احدى ليالي القدر وهي صائمة الى ربها , ولتترك من خلفها سيرتها العطرة التي تمثلت بالحب والاخلاص والعطاء والصدقات ودعم الايتام والمساكين والارامل , ليشعر بفقدانها كل من عرفها ولم يعرفها فإلى جنات ورضوان يا ام حسني .

اخر محادثة بيني وبينها كانت يوم الثلاثاء 17 رمضان الساعة السادسة مساءً, مع شرح الحلم الذي رأته في منامها قبل ليال.

لقد كانت اخر مكالمة بيننا يوم الثلاثاء الموافق 17 رمضان الساعة السادسة مساءً, حيث اتصلت بي وتكلمت معي بلهجتها الأديبة الراقية وقالت : اخي ادم (قالت لي ادومه) شو اخبارك حبيبي ؟ اريد ان اطلب منك طلبا صغيرا وهو ان تحضر لي بعض اجواز من الصبر اذا كان لديك في الثلاجة لان الطبيب اخبرني ان العملية غدا الاربعاء 18 رمضان في تمام الساعة الثامنة صباحا , وطلب مني ان اتوقف عن الطعام بداية من الساعة الثانية عشرة ليلا, لذلك في نفسي حبيبي اكم جوز صبر لأتسحر عليها قبل الكف عن الطعام , حيث نزلت الى الصبرة المجاورة لبيتي , واحضرت لها كمية كبيرة بعد ان نظفتها ووضعتها في الثلاجة , وبعد صلاة التراويح توجهت اليها لتتسحر بكل هناوة وعافية على قلبها وروحها, ولتعزم على من حولها من الزوار والممرضين والممرضات على اجواز الصبر , وكانت لحظة الفراق الساعة الثانية ليلا , عندما تركتها وحيدة في المستشفى , حيث قالت لي ادم الله يرضى عليك اليوم سلفتي مالكه انتقلت الى رحمة الله تعالى ولدي شعور انني سأنضم اليها في اليومين القريبين ,حيث شرحت لي انها رأت حلما في المنام قبل كم ليلة وهو ان حجرين من محراب مسجد عمر بن الخطاب ملتصقين ببعضهم البعض قد سقطا على الارض من الطابق الثاني ومن المحراب البارز في البناء , ولم تنكسر هذه الحجارة لأنها سقطت على ارض ناعمة لينة , فعندي شك ان الحلم سينطبق علي وعلى المرحومة مالكة سلفتي زوجة الاستاذ سيف صرصور , وسقوط حجرين تمثل في نظرها موت سلفتين في ايام معدودة واحدة تلو الاخرى , والاقدار بيد الله عز وجل . فالموت حق لذلك خذ بالك ولا تقصر مع الاستاذ مجد زوجي العزيز , كن معه حتى يوفقه الله من بعدي , ولا تقصر معه ابدا , وكن انت الاول والمبادر لقضاء حاجاته .وهكذا تعانقنا الى ان دخلت الى العملية الجراحية صبيحة الاربعاء , ولتكون اخر لحظة معنا تمثلت بالفراق يوم الاحد الموافق 22 رمضان الساعة السادسة وخمس وثلاثين دقيقة , مودعة ورائها عالما يرثونها حتى هذه اللحظة والى المستقبل البعيد .

فعليك رحمة ورضوان من الله يا اجمل واعظم ما خلق واخذ الله.

تقديري وشوقي وحرقتي لك

اخوك وصديقك آدم

انا لله وانا اليه راجعون

الخميس 22 رمضان الذكرى الاولى