X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      15/03/2025 |    (توقيت القدس)

السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية مسألة وقت!! الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 19/08/2015 - 22:37

السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية مسألة وقت!!

الدكتور ابراهيم ابو جابر

اتقن الكيان الاسرائيلي فنّ التفاوض والمراوغة والتسويف والضحك على لحى العرب والفلسطينيين، عقودا من الزمن. هذه السياسة وان كانت عوجاء من وجهة نظرنا الا انها تخدم الاسرائيليين ومشروعهم الاستيطاني في المنطقة بخاصة في الاراضي الفلسطينية.

 اوهم الاسرائيليون الفلسطينيين بتوقيعهم اتفاق اوسلو المشئوم فمنّوا الطرف الفلسطيني أمانيّ كثيرة اطمأنوا لها فراحوا يخطّطون ويعقدون الآمال العريضة على مألات المفاوضات وما ستتمخّض عنه من اقامة دولة فلسطينية مستقلة وحلّ باقي الملفّات العالقة .

واليوم وقد بات في حكم المؤكد رفض الكيان الاسرائيلي ،من حيث المبدأ ،فكرة اقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 1967، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وتفكيك المستوطنات والانسحاب من شرقي القدس، والتخلي عن التواجد الامني والسيطرة على المعابر, فأن موضوع فرض القانون المدني الاسرائيلي على سكان الضفة الغربية وضمها اصبح اقرب من أي وقت مضى، بل مسألة وقت لا غير.

استغلّ الكيان الاسرائيلي كثيرا الصراع والحروب على مستوى الاقليم ،وحالة الانقسام الفلسطيني، وانشغال الكل العربي بمشاكلهم الداخلية المترتبة على ما عرف بالثورات العربية ،فزادت من عربدته في الاراضي الفلسطينية، بخاصة الضفة الغربية من خلال تسريع وتيرة البناء في المستوطنات ،واقامة بؤر استيطانية جديدة، وتشجيع ممارسات المستوطنين والحركات الارهابية اليهودية بهدف فرض سياسة الامر الواقع ،وتفويت الفرصة على الفلسطينيين حاضرا ومستقبلا بالتفكير في اقامة دولة لهم، او حتى مجرّد الحديث عن اراضي عربية محتلة اسمها الضفة الغربية.

ان الرهان على المفاوضات، او عقد هدنة مع الكيان الاسرائيلي وهم، فمنذ متى التزم الاسرائيليون بهدنة او قرارات ،ابتداء من قرارات الامم المتحدة  الكثيرة ومؤسساتها الرسمية الاخرى، مرورا بمبادئ اتفاق اوسلو وما التزمت به ،غير عابئة لا بشرعية دولية ولا مرجعية عالمية ولا قانون دولي. ولهذا فالكيان الاسرائيلي لا يزال يعيش مرحلة العلو في الارض ولم يصل بعد الى سقف ذلك حتى انه مرشح ليصول ويجول ويفرض حقائق على الارض جديدة ،ما دامت الامة العربية ومن جملتها الشعب الفلسطيني يعيشون في التيه ،و بحر من السراب والاوهام التي لا تغني عن الحق شيئا، وما دام العرب أيضا يلهثون وراء تطبيع العلاقات مع تل ابيب وينسّقون معها، بل وتشارك بعض الدول العربية امنيا في ضرب بعض الحركات الموصوفة بالإرهابية في قاموسهم الامني والسياسي.

يترقبّ الاسرائيليون الان ذلك اليوم الذي تصبح فيه الضفة الغربية قد هوّدت تماما، وهذا لن يحصل قبل ارتفاع نسبة المستوطنين فيها الذين بلغوا الان قرابة نصف مليون يعيشون في اكثر من ثلاثمائة مستوطنة ،ناهيك عمّا تمّت مصادرته والاستيلاء عليه من الاراضي وتهويد الحيّز، ثم تطبيع العلاقات مع الفلسطينيين سكان الضفة الغربية ايضا من خلال البوابة الاقتصادية والمصالح المشتركة وفق قاعدة التعايش بين اليهود والعرب، مثلما فعلوه مع فلسطينيي الداخل، مستعينين بجمعيات ومؤسسات مجتمع مدني وحقوق انسان واخرى تعمل في اطار حوار الاديان والحضارات.

تطرح في هذا السياق عدة اسئلة واستفسارات منها: الى متى يستمر صمت الفلسطينيين عن المشاريع الظلامية الاسرائيلية ؟ لماذا يأتي الرد الفلسطيني في اغلب الحالات باردا؟ اليس الفلسطينيون على دراية بالمخططات الاسرائيلية في الضفة الغربية؟ الى متى يبقى هذا الصمت؟ ومن جهة اخرى حق للبعض ان يسال :ما جدوى تجريب المجرب فيما يخص هدنة مع تل ابيب؟ الا يصب ذلك في المحصلة في مصلحة الكيان الاسرائيلي؟

لقد غدا الكيان الاسرائيلي قريبا جدا من ضم الضفة الغربية المحتلة، ولن يتورّع في انفاذ ذلك عندما يحين الوقت المناسب، ما داموا يعتبرونها دينيا وتاريخيا وايديولوجيا جزءا من أرض اسرائيل كما يدّعون ،يحرم التنازل عنها في شريعتهم، فهل سننتظر ذلك اليوم ؟! 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل