X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      14/03/2025 |    (توقيت القدس)

فلسطين والاندلس.. الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 02/09/2015 - 18:34

فلسطين والاندلس..

الدكتور ابراهيم ابو جابر

تشهد القضية الفلسطينية  منذ حين، حالة من التهميش وتراجع الاهتمام العربي والاقليمي والعالمي بها ؛لا بل انها وبحق تتعرّض الى خطر تصفيتها وشطبها تماما من أجندة  الاسرة الدوليّة؛ ويبقى الامل في تغيير الواقع الى الاحسن  ذاتيا اخر ما يعوّل عليه  الفلسطينيون.

صحيح ان الفلسطينيين انفسهم غدوا جزءا من المشكلة ، اما بسبب استمرار حالة الانقسام  المقيتة وما سببه ذلك من ضرر للمسيرة الوطنية ورفع منسوب الكراهية بين الاطراف المتنافسة من ناحية، ومن ناحية اخرى افسح الانقسام المجال للكيان الاسرائيلي للعربدة  أكثر ،سواء على مستوى الاستيطان او الممارسات العنصرية ، والقتل والتغوّل في الاعتقالات ضد الفلسطينيين ،والاهم من ذلك التنكّر للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني ومنها مسالة اقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وصحيح ان الامة العربية مشغولة بمشاكلها الداخلية في ظل ما تعانيه من حروب اهلية ،لن تتمكن الدول العربية من التعافي منها الا بعد عشرات السنين ،أي بعد ان يبتلع الكيان الاسرائيلي ما تبقّى من ارض فلسطينية ،ووصول الفلسطينيين بل والاسرائيليين الى  وضع يستحيل فيه اقامة دولة فلسطينية، وهذا هو التفسير الحقيقي للسياسة الاسرائيلية الحالية وممارسات المستوطنين  في الضفة الغربية بدعم من حكومة نتنياهو.

اما الاسرة الدولية، فغدا الوجود الاسرائيلي في فلسطين امرا واقعا لا يمكن تغييره بحال من الاحوال، بناء على قواعد القانون الدولي والانساني ، فقد اصبح الكيان الاسرائيلي بالنسبة لهم جسما قانونيا معترفا بها دوليا، لا يجوز التعدّي عليه او القضاء عليه ،وفي حال تعرّض لخطر كهذا فان المجموعة الدولية ستهب للدفاع عن وجوده وسيادة اراضيه.

ان المعادلة سالفة الذكر " فلسطينيا وعربيا وعالميا"  لا تبشّر بخير ابدا للشعب الفلسطيني، وانما تنذر بما هو اسوأ في المستقبل القريب وربما البعيد في حال استمر الحال على ما هو عليه، بخاصة والعالم العربي يشهد حالة من الافلاس التام وازدياد التبعية لقوى الشر الكبرى ،ومساندتهم لبعض الانظمة الرجعيّة فيه  والمنتفعة، سواء انظمة عائلية عشائرية او اخرى  ديكتاتورية مستبدة.

ويبقى الرهان على الشعب الفلسطيني في ظل هذه المتغيّرات ،فهو القادر على تغيير المعادلة وتصويب مسار المسيرة الوطنية وتحريك الضمائر الميّتة ،وسحب البساط من تحت اقدام المتآمرين على القضيّة وقطع دابر المنتفعين منهم بل ومن تاجر بمقدراته .

فالشعب الفلسطيني وحده ،وقواه الحيّة، هو من يملك ادوات  التغيير والاصلاح  ،قهو صاحب الشأن الاول والاخير، غير ان  قدرات الاحتلال وامكاناته كبيرة ولن يتردد في استعمالها على اختلافها دونما رادع ،وهذا في حد ذاته يعتبر تحديا كبيرا لهذا الشعب المحاصر اصلا، في وقت فيه العالم العربي مفلس ومشغول  بشؤونه الداخلية  وحربه على ما يسمونه الارهاب.

ان فلسطين التي سلخت مدة سبعة وستينا عاما عن محيطها العربي  ، بات حالها لا تحسد عليه بل كما قال البعض "يرثى له" في ظل المشهد الموصوف  فلسطينيا وعربيا وعالميا،بل هناك من يرى فلسطين اليوم اندلس الامس ،ولسان حال هؤلاء ان صدقوا يقول: لقد اصبحت عودة فلسطين الى الحاضنة العربية  بعيدة حال الاندلس.

لكن، ومهما في هذا الوصف من قسوة  ووقع على قلب كل مسلم وعربي ،الا ان قراءة الواقع احيانا مطلوبة لشحذ الهمم وبعث الامل والهمة من جديد في نفوس من خارت قواهم، ورضوا بالأمر الواقع ،لا بل بالرواتب والعطاءات والمناصب  فنسوا القضية او تناسوها .رغم كل ما في الوصف من قسوة الا  انه يذكّر بالمثل العربي القائل"ما حك جلدك غير ظفرك،فتول انت جميع امرك"، عندها ستعود فلسطين الى الواجهة بقوة ،لان الشعب الفلسطيني لا يزال لم يفقد الامل بعد، بل فيه الخير  مهما عربد المحتل ،وتاجر بقضيّته من تاجر ،وتأمر عليها المتآمرون. والله غالب على امره!!!

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل