X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      15/03/2025 |    (توقيت القدس)

الانتخابات المصرية حضور الدولة وغياب الشعب!! الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 20/10/2015 - 21:59

الانتخابات المصرية

حضور الدولة وغياب الشعب!!

الدكتور ابراهيم ابو جابر

عبّرت جولة الانتخابات الاولى للبرلمان المصري بوضح عن طبيعة المشهد السياسي الحالي في مصر في ظل نظام الطاغية السيسي؛ فنسبة التصويت المتدنيّة جدا وعدم اقبال المصريين على الادلاء بأصواتهم، استفتاء أكيد على عدم شرعيّة النظام ،ومؤشّر قوي على عدم رضى الشارع المصري عن قيادته.

لقد كشفت وسائل الاعلام كلّها ضعف اقبال المصريين- كما ذكر- على التصويت بخاصة فئة الشباب، في حين اقتصر التصويت على النساء وكبار السن فقط، خوفا من الغرامات التي وعدت الحكومة المصرية بفرضها على كل من لن يشارك في العمليّة الانتخابيّة او حتى فصله من العمل؛لكن احجام الشباب المصري عن المشاركة هو من أشغل الجميع،ففي حين كان الشباب هم من فجّر ثورة 25 يناير، وشارك بعضهم في الانقلاب العسكري لصالح الطاغية السيسي، لوحظ غيابه تماما عن المشهد الانتخابي الاخير .

لقد حقّ للمرء في ظل هذه المعادلة ان يسأل عن اولئك الذين تمرّدوا على الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي،أين هم؟ لماذا اختفوا؟ وما هي أسباب غيابهم عن المشهد الانتخابي الحالي؟ في حين أن الاجابة معلومةللكثيرين من مصريين وعرب ومسلمين وشرفاء؛فما غيابهم الاّ لخيبة أملهم الكبيرة من الطاغية السيسي، بعدما همّشهم تماما وتسلّقه عليهم للوصول الى السلطة من ناحية، ثم لحالة الندم التي يمرّون بها لمشاركتهم في المؤامرة الكبرى على الشرعيّة ،وخيار الشعب المصري الانتخابي، وعلى رأس هذه الفئات الشبابيّة والحزبيّة المسمّاة جبهة الانقاذ وحركة تمرّد وغيرها من القوى والتيارات ممن شارك في المسرحيّة الكبرى، وافتعال أزمات وقود وخبز وكهرباء وغيرها زورا وبهتانا ،بهدف تغيير القيادة المصريّة الشريفة بدعم من قوى أجنبيّة واقليميّة .

لقد غاب الناخبون المصريون عن التصويت، في حين حضرت الدولة بقوّة ،بعساكرها ومخابراتها وشرطتها ، فعلى الطاغية السيسي وأزلامه استخلاص العبر ممّا حصل، واعادة حساباتهم مجددا، لان الايام القادمة قد تكون حبلى بأحداث لا يعلمها الا الله "عز وجل"، لن تكون في صالح السيسي وأركان حكمه أبدا؛ فأحجام المصريين عن التصويت له ما بعده، فليس مستبعدا على شباب مصر بخاصة النادم منهم على مشاركة الانقلابيين مؤامرتهم على الشرعيّة الدستوريّة، تفجير هبّة شعبيّة او انتاج جديد لثورة 25 يناير للإطاحة بنظام السيسي وتغييره ،بالتعاون مع حركة الاخوان المسلمين والقوى المصرية الشريفة والحيّة الاخرى، ممن تضرّروا من حكم العسكر الجديد، بتفعيل الشارع المصري، والاحتجاج على الكثير من سياسات السلطة ،وارتفاع نسبة البطالة، وتهميش العنصر الشبابي، واستمرار الفساد بأنواعه وبقاء اقطاب الدولة العميقة.

ان انتخابات البرلمان المصري الحاليّة ،والتي تتم في ظل نظام عسكري، وتحت أسنّة الحراب، غير معبّرة البتّة عن ارادة الشعب المصري، وانما تعيد للأذهان ما كان يحصل فترة نظامي الرئيسين السابقين السادات ومبارك،من مسرحيات انتخابيّة معروفة نتائجها سلفا لصالح الحزب الحاكم .فهذه الانتخابات ستفضي الى عودة بعض رموز النظام السابق الى قبّة البرلمان، اضافة الى الكثير من جنرالات الجيش المتقاعدين، ورجال الامن، وبعض رموز الفساد والمنتفعين وغيرهم من وعّاظ السلاطين، ممن خانوا العهد وشاركوا في المؤامرة الكبرى على الشرعيّة من احزاب وحركات اسلامية معتدلة كما يطلقون على انفسهم.

اذن ،غاب الشعب المصري عن المشهد الانتخابي، ولكن الدولة حضرت بقوّة، مما ينذر بصدام لا بد منه كما يبدو، لان المصريين لا يرون في العملية الانتخابية هذهأفقا لطموحاتهم ،والآمال التي عقدوها على ثورة 25 يناير، ولا التضحيات التي قدّموها لإنجاحها؛ فهل سيعتبر الطاغية السيسي ويعيد الامور الى نصابها ويحترم ارادة الشعب، وهذا مستحيل تقريبا حصوله، أم ان الشعب المصري سيأخذ زمام المبادرة ويغيّر المعادلة مجددا تماما كما فعل عندما فجّر ثورته المباركة!!

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل