X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      14/03/2025 |    (توقيت القدس)

القدس والاقصى عقيدة وهويّة!! بقلم :الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : بقلم :الدكتور ابراهيم ابو جابر
نشر : 28/10/2015 - 07:23

القدس والاقصى عقيدة وهويّة!!

قلم :بالدكتور ابراهيم ابو جابر

أثبت حراك الشعب الفلسطيني الاخير،أنّ القدس والمسجد الاقصى خط أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه مهما كلّف الامر من ثمن ،وهذا الحاصل الان؛ فقد هبّ الشبان الفلسطينيون بصدورهم العارية دفاعا عن قبلة المسلمين الاولى ،ومسرى نبيّهم محمد"صلى الله عليه وسلم"، بعدما راهن الكثيرون على نسيان هؤلاء خارطة الوصول الى القدس والمسجد الاقصى، في ظلّ ما تعرضوا له من مسخ،وسياسات تجهيل،وأسرلة،وأمركة، بهدف حملهم علىالتنكّر لدينهم ومقدساتهم وتاريخهم وحضارتهم، ومتيّمونبمظاهر الاستغراب المجتمعي بأنواعه على المستوىالثقافي والفكريوالمعيشي.

فكّر الاسرائيليون واهمونأنهم أصابوا الشعب الفلسطيني في مقتل على مستوى ما سلف، بل أوهموا انفسهم أيضا بأن الفلسطينيين قد رضوا بسياسة الامر الواقع ،وبمقولة"الكفّ لا يواجه المخرز"، ولهذا يمكنهم فعل ما يشاؤون في القدس والمسجد والاقصى، متى شاءوا، وكيفما يشاؤون من سياسات وخطط وبرامج تهويدية، حتى على مستوى تقسيم الاقصى زمانيا كمرحلة اولى على طريق تقسيمه مكانيا لاحقا.

لكنّ الشعب الفلسطيني أثبت أنه لا يزال حيا وقادرا على افشال ما دبّر بليل في الغرف والمكاتب المغلقة للقدس والمسجد الاقصى، ولعلّ هبّة القدس والاقصى الحاليّة تعيد للأذهان حراك الشعب الفلسطيني على مدار اكثر من مائة عام ،دفع فاتورتها باهضة من الشهداء والجرحى والاسرى، فكيف يمكن نسيان ثورة القدس الاولى، ويافا والبراق والقسام ،والثورة الكبرى عام 1936 وغيرها كثير كالانتفاضة الاولى والثانية !

ان القدس والاقصى عقيدة لدى الفلسطينيينوالمسلمين عامّة،تجري منهم مجرى الدم في العروق، مخطئ من يظن أنهما كباقي الاماكن، لا وقع لهما في قلوب الناس المثقّف منهم والعادي .فالقدس والاقصى هذا الثنائي المقدّس، اللذان يستحيل التفريق بينهما لا مكانيا ولا روحانيا ولا وجدانيا ،دينامو من العيار الثقيل في قلب كل مسلم فلسطيني،يعدّ مكمّلا للصلاة والعبادات الاخرى، المسّ بهما مس بجزء مقدّس من عقيدته ،فلا مبرّر أبدا لما يروّج الاسرائيليون له من اشاعات زائفة تتهم هذا وذاك بالتحريض والدعوة الى الانتفاضة!

وان القدس والاقصى ايضا، بطاقة هويّة وانتماءللشعب الفلسطيني لهذه الارض المقّدسة، رغم أنف الكل، سواء كانوا عربا مطبّعين ومنتفعين،أقرباء كانوا او أشقاء ، اسرائيليون كانوا او غرباء. فالقدس والاقصى سرّ تمسّك هذا الشعب بهذا الوطن، لما يحملان من رمزيّة دينيّة ووطنيّة ، زرعت في نفوس الاجيال وتشرّبوها ممزوجة بلبن الامّهات الفلسطينيّات الماجدات، ونقلت الى الفلسطينيين من جيل الى جيل ،وتعلّمها الناشئة على مرّ السنين في صفحات الكتب التي سطّرت بدماء الاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، عبر أهات الثّكلى واليتامى والارامل والمعذّبين ممّن أبوا الا البقاء والتجذّر في فلسطين، سواء بحراب الانجليزي المستعمر او الاسرائيلي المحتل، فلماذا يعيبون على الفلسطينيين هبّتهم دفاعا من قدسهم وأقصاهم!

فالقدس والاقصى اذن عنوان كانتا وسيبقيان، وليكن معلوما للجميع أيضا،وان بدا المشوار طويلا ومؤلما ومليئا بالمطبّات والحفر والاشواك ، فالغد أت أت ،وقدر الله لا مردّ له ،وسنن التدافع باقية بين البشر الى يوم الدين،وان الظلم والاحتلال وسلب ارادة الشعوب الى زوال،قصر الزمان او طال!!!

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل