شهداء كفر قاسم، دفعوا أرواحهم ثمناً لبقاءِنا على أرضنا.. بقلم : الأستاذ وليد طه
نشر : 28/10/2015 - 19:36
شهداء كفر قاسم، دفعوا أرواحهم ثمناً لبقاءِنا على أرضنا..
بقلم : الأستاذ وليد طه
مجزرة كفر قاسم البشعة الرهيبة، لا تختلف عن غيرها من المجازر والمذابح من حيث وحشية وهمجية وقمعية مرتكبيها ومجرميها، وانعدام الإنسانية والمعايير الإنسانية في سلوكهم الإجرامي المجرم ، لكنها تختلف عن غيرها كونها ارتكبت بحق مواطنين أبرياء عزل على يد جنودٍ يلبسون الملابس العسكرية الرسمية خدمةً لدولةٍ تدعي الديمقراطية، بهدف دفع الناس على الهجرة والنزوح وترك الأوطان عملاً بالمشروع الصهيوني الحاقد والهادف إلى تفريغ البلاد من أصحابها وسكانها الأصليين، لصالح مئات آلاف اليهود من المهاجرين الذين تم استقدامهم إلى فلسطين المنكوبة ضمن المشروع الاستيطاني الصهيوني..
حاصروا كفر قاسم من كل الجهات كلها سوى من الجهة الشرقية التي كانت تفصل البلدة مع الأردن في حينه، معتقدين أنه بمجرد انتشار خبر ونبأ المجزرة والقتل المتوحش بحق النساء والرجال والأطفال والشيوخ، فإن سكان القرية سَيَهربون ويَنْزَحون داخل الأراضي الأردنية كنازحين ولاجئين ، دون أي أمل لهم بالعودة كما كان حال أكثر من 850 ألف لاجئ ونازح ممن أغلقت الحدود في وجوههم، وممن أطلقت عليهم النار بهدف القتل لمجرد محاولتهم العودة إلى قراهم ومدنهم..
خاب ظن المحتل القاتل المجرم، فدماء الشهداء الزكية ، التي ارتوت بها أرضنا المباركة، زادت أهالي كفر قاسم إصراراً على البقاء وعلى التشبث بالأرض، وصار دماء الشهداء مصدر إلهام للثبات والبقاء على الأرض، ولم يَخرج القاتل المحتل سوى بلطمات الخزي والعار على جبينه والتي ستبقى تطارده وتلعنه حتى يرث الله الأرض ومن عليها..
في الذكرى ال 59 للمجزرة، نجدد العهد للشهداء بأن نبقى راسخين على أرضنا لا نتزحزح ، وأن نبقى نعمرها ونبنيها ونحميها ، حتى ينعم أحفاد الشهداء بالأمن والحياة العزيزة الكريمة..
نعاهدكم أيها الشهداء أن نحيي ذكراكم ، وأن لا ننساكم، وأن لا نغفر لجزاركم، وأن نبقى نطارده باللعنات ووصمات الخزي والعار ، وأن نحافظ على المسيرة التي يشارك فيها الآلاف من سكان كفر قاسم من كل الأجيال، وفي مقدمتهم أحفاد الشهداء من الطلاب والطالبات من كافة الأعمار..
غداً صباحاً بإذن الله ستخرج كفر قاسم عن بكرة أبيها تخليداً لذكرى الشهداء الأبرار مرددين قول ربنا عز وجل :
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ( 169 ) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 170 ) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ( 171 )
بقلم الأستاذ وليد طه
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب