X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      14/03/2025 |    (توقيت القدس)

الجمهوريّة التركيّة الثانية!! الدكتور ابراهيم ابو جابر

من : قسماوي نت
نشر : 04/11/2015 - 17:35

الجمهوريّة التركيّة الثانية!!

الدكتور ابراهيم ابو جابر

قال الشعب التركي كلمته في الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية ؛هذه الانتخابات التي ستحدث - كما يرى المراقبون- تغييرات جمّة وجوهريّة في تركيا على جميع المستويات، الدستوريّة منها والاخلاقيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، ولربما ستعيد تركيا الى أخذ موقعها الحقيقي على الخارطة الاسلاميّة والعالميّة.

 جاءت نتائج هذه الانتخابات معبّرة تمام التعبير عن أصالة الامّة التركيّة وانتمائها الحقيقي، الذي غيّب قرابة تسعين عاما، انحرفت خلالها تركيا ،بفعل نظام ما يمكن ان يسمى الجمهورية الاولى، عن أخذ دورها في منظومة العالم الاسلامي ،في مرحلة ساد فيها تركيا حكم علماني معاد للقيم الاسلامية في ظل وصاية العسكر.

اليوم، وبعد وصول حزب العدالة والتنمية الى مرحلة التمكين تقريبا ،فان تركيا على أعتاب مرحلة الجمهورية الثانية –ان صح القول- أو ما يمكن تسميته تركيا الحديثة .ولعل هذه الانتخابات أيضا  قد تكون اخر عهد القوى العلمانية والقومية بشهر عسلها الذي بدأ مع وصول اتاتورك سدة الحكم بداية عشرينات القرن الماضي.

دلّت كل المؤشرات مؤخّرا على أنّ حزب العدالة والتنمية والرئيس ارد وغان معا  سيقدمان على اجراء تغييرات جوهريّة في تركيا الحديثة  ،وعلى مستويات عدّة ،فمن المتوقع اقدام الرئيس اردوغان على تغيير الدستور التركي ونظام الحكم بحيث يصبح رئاسيا، بما يتلاءم  مع الظرف الجديد ليلبي رغبة أكثر من نصف الشعب التركي الذي اعطى ولاءه وثقته بحزب العدالة والتنمية ذات الميول الاسلاميّة. فاذا نجح الرئيس اردوغان بمساعدة حكومة احمد اوغلو من التغيير المذكور للدستور ،فهذا يعني نهاية علمنة الدولة التركية لصالح اسلاميتها ،ثم انهاء كل مظاهر السلوكيات اللاأخلاقية والفساد الاجتماعي بكل مظاهره، وابراز هويّة هذه البلاد الاسلامية على حساب الرموز الماديّة والعلمانيّة ،ناهيك عن اعادة نمط الحياة الاسلامية –ولو تدريجيا – لمدن وقرى ونجوع تركيا، والتركيز على قضيّة الدين والتعليم الاسلامي، والتقرّب أكثر من العالمين العربي والاسلامي.

ان تركيا- كما يبدو- ايضا  على موعد مع انطلاقة جديدة وفعّالة على المستويين العربي والاسلامي من خلال  احتمال اخذ دورها الصحيح في المنطقة ،سواء على مستوى القضيّة الفلسطينيّة ولجم الكيان الاسرائيلي، أو حتى على مستوى الثورات العربية ولعب دور رئيس في حل مشاكل الاقليم؛ لكنّ الاهم من ذلك كلّه – ان صحة الفرضيّة- اقدام الجمهورية التركية الحديثة على تبني مشروع تشكيل تكتل عربي اسلامي حضاري على نمط ما طرحه السلطان عبد الحميد الثاني "رحمه الله" ،وحاول تجديده الاستاذ نجم الدين اربكان وغيرهما، هذا المشروع العظيم والذي سيعيد للامّة هيبتها وموقعها على الخريطة السياسيّة الدوليّة، مع امكانيّة تحقيقه والبدء فيه على مراحل بحيث تكون البداية على المستوى الاقتصادي، بتشكيل سوق عربية-اسلامية مشتركة وفق رؤية أربكان سابقا.

ان الامّة بحاجة الى مجدّد، بعدما وصلت الى درجة الافلاس الاستراتيجي والانقسام والتشرذم والهوان على الناس ،وغدا الامن القومي العربي مفقودا ،وتغوّلت الانظمة ،وغابت القضية الفلسطينية من أجندة الانظمة العربية، ونهبت ثروات الشعوب، وانتهكت سيادة العالم العربي.

ان قرار الشعب التركي الاخير وقوله كلمته في الصندوق لصالح حزب العدالة والتنمية ،ليجعل المرء يسأل:هل سيعيد التاريخ نفسه؟ وهل سنشهد نظاما تركيا جديدا يعيد أمجاد العثمانيين المسلمين اي"عثمانيون جدد"؟ وهل ستأخذ تركيا موقعها القيادي كما كانت في الاقليم بل والعالم؟ وهل سيستبدل النشيد القومي التركي الحالي بالعثماني القديم  ومنه التالي:

يا  خير  جيش ** يا  خير  عسكر

سر  نحو  الأعادي ** يا  خير  عسكر

الله  أكبر** الله  أكبر

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل