منذ الساعة العاشرة صباحاً، بدأت التبرعات تنهال على الصندوق الذي ثبت في وسط دوار ياسر عرفات في قلب رام الله بالضفة المحتلة، وذلك تلبيةً لنداء الحملة التي انطلقت لمساندة ودعم أهل الشهيد مهند الحلبي بعد هدم قوات الاحتلال منزله فجر السبت.
والحملة التي رفعت شعار إعادة إعمار منزل الشهيد خلال أسبوع كامل، هو الموعد المحدد للحملة، جاءت تلبية لبعض الجهود لشخصيات عامة واعتبارية في مدينة رام الله، وعلى رأسها قيادات من حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية لمساندة أهل الشهيد الحلبي، مفجر إنتفاضة القدس.
وقد شاركت عناصر ولجان حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التي استنفرت للمشاركة وإنجاح الحملة الشعبية التي انطلقت لإعادة إعمار منزل الشهيد مهند الحلبي، الذي هدمته جرافات الاحتلال "الإسرائيلي".
الحملة لا سقف لها
وقال عبد الكريم أبو عرقوب الناطق الإعلامي باسم الحملة إن هذه الحملة الشعبية ستتواصل لأسبوع كامل حيث يتم وضع الصندوق يومياً من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة السادسة مساءً، وستشرف على الأموال التي سيتم التبرع بها وجمعها لجنة مؤلفة من الهيئات والمؤسسات المشاركة في الحملة.
وأشار أبو عرقوب في تصريحٍ لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن الهدف من الحملة هو استنهاض كافة الجهود الشعبية للوقوف بوجه كل الممارسات الاحتلالية التي تحاول فرضها قوات الاحتلال على الفلسطينيين.
وإن كانت الحملة تهدف بالدرجة الأولى، تأمين إعادة بناء منزل عائلة الشهيد بما يكفل لها العيش حياه كريمة ولا تختلف عن المستوى التي كانت تعيشه العائلة في السابق، والذي يتجاوز مساحته 400 متر مربع، إلا أن أبو عرقوب يقول أن لا سقف لها وأنها يمكن أن تستمر حتى يستفيد منها كل المتضررين من سياسية الهدم في رام الله.
وقال عبد الكريم: خلال الساعات الأولى للحملة نلمس إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين العاديين في الشارع، وفي نفس المستوى المؤسسات الخاصة والعامة ورجال الأعمال، كما أن بعض المؤسسات تبرعت بشكل مادي وأخرى بمواد عينية للمساعدة في بناء المنزل.
يُذكر، أن حملة التبرع هذه هي أول حملة من نوعها في مدينة رام الله، ولكن مدينة نابلس في الضفة كانت قد شهدت أول عمل شعبي لصندوق التبرعات لبناء منازل الشهداء التي يتم تدميرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ثم انطلقت الحملة في مخيم عناتا وشعفاط في القدس المحتلة.
وأعرب أبو عرقوب، عن أمله أن تحقق الحملة نتائجها وأن تساهم هذه التبرعات ببناء منزل ذوي الشهيد الحلبي، وأن تتوسع هذه الحملة لتشمل كافة منازل ذوي الشهداء.
الجهاد: المشاركة واجب وطني
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد العوري، وخلال مشاركته في إطلاق الحملة قال لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" إن أهمية هذه الحملات بمشاركة أبناء الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وشرائحه والفئات العمرية والمؤسسات العامة والخاصة هي توسيع المشاركة التضامنية بين كل هذه الفئات وخلق جو وطني عام".
وتابع العوري:" إن هذه الحملات من شأنها رفع الروح المعنوية لأفراد المجتمع الفلسطيني كاملاً، من خلال التبرع بالقليل والكثير لإعادة بناء الشهداء وهو ما يعطي أهمية لدعم أهالي الشهداء كي لا يستفرد الاحتلال بهم، وخلق حاضنه شعبية لاحتواء كل معاناتهم جراء هذه الممارسات".
وقال العوري إن هذه الحملة، وغيرها من الحملات التي شكلت في السابق لدعم أهالي الشهداء، هي رساله للاحتلال بأن مهما هدمت ودمرتم نحن شعب قادر على إعادة الحياه من جديد والبناء".
وليست هذه الحملة الوحيدة التي انطلقت دعما وإسنادا لعائلة الحلبي، ففي جامعة القدس المفتوحة انطلقت حملة مماثلة أشرف عليها مجلس الطلبة، وأخرى بجامعة القدس أبو ديس حيث كان يدرس مهند الحقوق في أحد كلياتها، وفي مخيم الجلزون شمال رام الله من المقرر اليوم إطلاق حملة أخرى.
فيما أعلن مجلس الطلبة بجامعة بيرزيت عن إطلاق حملة موازية يوم غداً الاثنين، فيما تبرعت نقابة المهندسين بتقديم المخططات الهيكلية والهندسية للبناء بالكامل.
اضف تعقيب