" انتفاضة ال عيسى " .. قراءة " قسماوية " سامي عيسى بين الزعامة والقيادة وهل سيُعيد التاريخ نفسه من العام 1998 ..
" انتفاضة ال عيسى " .. قراءة " قسماوية " سامي عيسى بين الزعامة والقيادة وهل سيُعيد التاريخ نفسه من العام 1998 ..
تشهد عائلة عيسى في الايام والاسابيع القادمة تحركا سياسيا والذي سيكون بمثابة مفترق طرق مصيري في مشوارها السياسة اتجاه الاجيال القادمة من شبابها . ان ما ينتظر عائلة عيسى , تلك العائلة الكبيرة عددا والذي جعلها وابنائها في مصب الصراع السياسي القسماوي منذ اليوم الاول للمشوار السياسي في بلد الشهدا . فهي العائلة التي تسلمت قيادة هذه البلدة وعلى مدار سنوات طويلة . هذا الميراث السياسي لعائلة عيسى يدفع ابناءها كل دورة انتخابية ان يقفوا وينافسوا على قيادة هذه البلدة الوادعة .
فالتاريخ يعرض لنا احداث ومواقف من الساحة السياسية القسماوية وخاصة منذ ان تسلم السيد عبد الرحيم عيسى مجلس محلي كفرقاسم من نهاية السبعينات الى عام 1989 وظهور الحركة الاسلامية برئاسة الشيخ ابراهيم صرصور .
في هذا العام استطاعت الحركة الاسلامية ان تغير نهج السياسة العائلية المتبع في كفرقاسم بين القطب الشمالي والقطب الجنوبي . واصبح الشيخ ابراهيم صرصور رئيسا لمجلس محلي كفرقاسم . الفكر والطرح الاجتماعي للحركة الاسلامية كان كافي لان يحصد الاصوات وخاصة الشباب والنساء .
فقدت عائلة عيسى قيادة كفرقاسم بقيادة زعيمها السيد عبد الرحيم عيسى وتحالفه من باقي العائلات . مرت الايام وعادت الانتخابات في عام 1993 وحدث ما حدث فبدات توجهات عديدة من قيادات العائلات في كفرقاسم الى السيد عبد الرحيم عيسى بإعادة ترشيح نفسه مره اخرى لجولة 1993 . السيد عبدالرحيم عيسى لم يستقبل هذا العرض بكل سهولة مع العلم ان بحر من الدعم من عائلات كفرقاسم قد تجند له .
وبعد ضغوطات تم الاعلان على ان يكون السيد عبد الرحيم عيسى " ابو العبد " رئيسا لتحالف واسع سمي " كتلة الاصلاح " فتجندت الجيوش وامتلئت ساحات المهرجانات بالمؤيدين وارتفعت الاصوات وجاءت الانتخابات وبدات الازدحامات على ابواب الصناديق وفي الممرات .. فحل الظلام وبدات الافرازات فكانت النتائج بفارق بعض الاصوات وفازت الحركة الاسلامية للمرة الثانية على عائلة عيسى . كانت صدمة كبيرة جدا على تحالف كتلة الاصلاح وخاصة الجيوش التي كانت تملئ الساحات .. لكن في السياسة تمر والايام وتذوب الثوابت ويقف دُهاة السياسة ليخططوا مستقبل القيادة في هذه البلدة لدورات قادمة ..
كل عائلة بدات تلملم جراحها وتعود لتفتح ملفاتها وتحاسب نفسها اين كانت الاخطاء ومن السبب وراء هذا الفشل ؟؟!! لكن في نفس الوقت جلس بالطرف الاخر من يخطط كيف ينقل السلطة دون ان يُحدث أي تغيير في الاسم والمسميات مع تزويق لبعض الشخصيات مع المحافظة على التجهيزات داخل المؤتمرات , فكانت القرارات وفق الترتيبات وبدات الجموع بلبس البدلات .
الخسارة الثانية لتحالف عائلة عيسى ومرشحها السيد عبد الرحيم عيسى كانت قاسية جدا وذلك بسب الفارق البسيط الذي افرزته الانتخابات . لكن ومع هذا بقي السيد عبد الرحيم عيسى القائد في اعين عائلته وتحالفه , فعادت العائلات لترشحه مره اخرى في العام 1998 . هذا العام الذي شهد انشقاقا في الحركة الاسلامية بسبب ملف سياسي بين قيادات الحركة الاسلامية وشبابها على الالية في اختيار مرشح الحركة الاسلامية .
وهنا كان للقيادة دور كبير , حيث في هذه الساحات والاوقات يُمتحنون ويمحصون .. انه القرار الحازم بين الشخص والعامة .القرار الحاسم لمن ولد زعيما وسيبقى زعيما .. هل اثر نفسه على الاخرين ؟؟ هل قدم نفسه على الناخبين ؟؟ هل قدم نفسه على القياديين ؟؟؟ هل قدم نفسه على العاملين ؟؟؟ .
من جهة اخرى وفي نفس الوقت وضع الحركة الاسلامية سياسيا وعلى مستوى البلدة اصبح صعبا وخاصة بعد 10 سنوات من العمل السياسي والاحتكاك مع الجماهيري القساوية والذي خلف نفور كبير جدا لدى المواطنين . الجماهير القسماوية رات من خلالهن انهن سنوات عادت بالفائدة فقط على من رات الحركة الاسلامية بهم انصار لهم . فشعبية الحركة الاسلامية اصبحت في تراجع وفقدت المصداقية لدى الناخب القسماوي في تلك السنة . الامر الاخر عدم الاحتكام الى الية توافقيه لاختيار مرشح الحركة الاسلامية خلفا للشيخ ابراهيم صرصور خلق نوع من الانشقاق والذي تطور فيما بعد الى انبلاج ما سمي آنذاك التحالف الاسلامي بقيادة الشيخ اياد عامر والذي كان مرشحا لتلك الدورة بدعم كامل من عائلة صرصور . هذان امران كانا في غاية الخطورة واللذان دفعا دهاة السياسة المحلية ان يخطوا خطوة جرئية مع انها كانت مجازفة . فتم عرض السيد سامي عيسى كمرشح الحركة عن عائلة عيسى في الوقت الذي اجمع تحالف عائلة عيسى على دعم السيد عبد الرحيم عيسى مرشحا للدورة 1998 .
هنا كان الموقف الذي سطره التاريخ لذلك الرجل .. مع العلم ان حظوظ الفوز له كانت اكبر بكثير من أي وقت مضى وفق الاحصائيات والاحداث التي هبت بالحركة الاسلامية وتحالفها بعد 10 سنوات . لكن هذا الرجل والذي كان قائدا في عائلة عيسى وللكثيرين من عائلات كفرقاسم اختار طريقا اخرا . فاختار ان يكون زعيما بعد ان كان قائدا لعائلة عيسى ولتحالف عائلة عيسى , فقدم السيد سامي عيسى على نفسه ليكون مرشحا لعائلة عيسى وابنا للحركة الاسلامية .. وفاز السيد سامي عيسى بدعم عائلة عيسى والشطر الثاني من الحركة الاسلامية وفي مقدمتهم زعيم عائلة عيسى السيد عبد الرحيم عيسى .. ومنذ ذلك الوقت نصب السيد عبد الرحيم عيسى زعيما على عائلة عيسى بموقفة الكبير هذا .
الايادم دول والتاريخ يُعيدُ نفسه على ما يبدو . فالسياسة القسماوية اصبحت واضحت المعالم ولم يتغير بها وفيها الا الوجوه ولكن الاساليب هي نفسها تلك الاساليب التي اتبعت في اغلب الجولات السياسية ولكن مكانها يتنقل من قطبا الى اخر . المواقف تعود والقرارات الحاسمة معلقة تنتظر من يمسك بطرفها لينفضها فوق غمامة عائلة عيسى .
عائلة عيسى تقف في الايام القريب على مقربة من الاعلان عن فتح باب الترشيح للانتخابات التمهيدية 15.4.2016 وهذا التاريخ الذي صادقت عليه اللجنة التحضيرية في اجتماعها الاخير والذي بموجبه سيغلق هذا الباب في 15.5.2016 . منذ هذا الاعلان وتشهد عائلة عيسى تحركات سياسية دافئة جدا حيث اصبح امر الانتخابات التمهيدية امرا مسلما فيه بين جميع اطراف عائلة عيسى وفي مقدمتهم شيوخ ومرجعية عائلة عيسى . هذا التسليم بحد ذاته يعتبره بعض المحللون انه انجاز في خطى عائلة عيسى وانه البوابة الاولى لوحدة هذه العائلة . هؤلاء المحللين يدعمون آرائهم بتلك التحركات التي يُقدم عليها بعض الشخصيات السياسية في عائلة عيسى من خلال عقد اجتماعات بيتية وحلقات سياسية , يطرحون فيها بعض التوجهات السياسية لهم والتي تلاقي اقبالا كبيرا بين ابناء عائلة عيسى . وكلما مر الزمن نرى ان نسبة المعارضة لهذا المشروع بدأت بالانخفاض والتلاشي رويدا رويدا , وهذا ما يدفع شخصيات سياسية في عائلة عيسى ان تتحمس اكثر لمشروع الانتخابات التمهيدية . هذا الحماس دفع بعض انصار السيد سامي عيسى ان الاستشارة عليه بتقديم اسمه كمرشح للانتخابات التمهيدية في عائلة عيسى منافسا للشيخ اشرف عيسى والمحامي اورهان عيسى والمهندس عدنان عيسى .
لكن من جهة اخرى هناك بعض الشخصيات من ترى في السيد سامي عيسى داعما لاي مرشح تفرزه الانتخابات التمهيدية ومساندا لمشروع عائلة عيسى السياسي القادم وان لا يكون منافسا. هذا الموقف يعيدنا الى الوراء يوم ان تخلى السيد عبد الرحيم عيسى عن ترشحه وعن كرسي البلدية للسيد سامي عيسى واختار ان يكون زعيما لعائلة عيسى وليس قائدا لها , واليوم هناك العديد من الشخصيات المهمة في عائلة عيسى ومن داخل مرجعيتها ترى بالسيد سامي عيسى زعيما وليس قائدا فمقدار القيادة لديه انتهى وما تبقى لديه هو ان يمسك بزمام عائلة عيسى وشبابها الى الامام .
هذا ما يتوقعه الشارع العيساوي اليوم من السيد سامي عيسى ان يُقدم ويتبنى هذا القرار الحاسم لمصيره السياسي . هذا الاختيار الصعب للسيد سامي عيسى بين القيادة والزعامة سيحدد مصير عائلة عيسى للدورات القادمة ليس فحسب بل مصير عائلة عيسى السياسي الشبابي . الايام بيننا لنرى أي الطريقين سيسلك السيد سامي عيسى طريق القيادة ام طريق الزعامة ؟؟؟ ولنا من العام 1998 والسيد عبد الرحيم عيسى عبرة ...
اضف تعقيب