X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      27/11/2024 |    (توقيت القدس)

العنف في الوسط العربي .. بقلم الدكتور مروان طه

من : قسماوي نت
نشر : 29/05/2016 - 14:42
في الوسط العربي .. بقلم الدكتور مروان طه 
 
ان مصطلح العنف من أهم المصطلحات المتداولة في الوسط العربي والأبعاد المختلفة إما كانت اجتماعية او نفسية او الثقافية أو حتى الاقتصادية كمسبب مساهم يخلق ويزيد من دافعية وجود هذه الظاهرة.
يمكن أن نقسم العنف إلى أربعة أقسام:
1. العنف الكلامي ويقصد هنا الشتائم والاهانات الكلامية.
2. العنف الجسدي ونعني هنا الاعتداء الجسدي من ضرب وقتل.
3. الإهمال وهو عدم إعطاء الفرد وخصوصا الأطفال الأساسيات لاستمرار الحياة من طعام ولباس وتعليم وصحة والمحافظة على أمنهم.
4. الاعتداءات الجنسية ومنها المحاولات بالتحرش حتى قيام بالاعتداء الجنسي .
ان ظاهرة العنف في وسطنا العربي ظاهرة مقلقة جدا. هنا اريد ان اقف عند الأسباب والعوامل التي تغذي هذه الظاهرة السيئة:
البيت – بسبب الضعف الاقتصادي للعائلات الفقيرة تجد الاهل مشغولين في الركض وراء لقمة العيش وتحسين ظروف الحياة لان المعيشة اصبحت مكلفة جدا, والمنافسة في تحصيل النقود وحطب العيش صارت شديدة ولا تطاق, مما جعل الابناء والبنات صباحا لا يجدون امهاتهم واّباءهم في البيت مما يفسح المجال امامهم للكسل والهروب من المسؤوليات المدرسية وهذا الاهمال الناتج من انشغال الاهل في الاعمال قد يجد التلاميذ امام ظاهرة عدم وجود الوالدين الاثنين في البيت لا في الصباح ولا في المساء وهو امر مرعب قد يؤدي الى ضياع الابناء والبنات.
المدارس والمؤسسات التعليمية
كانت المدارس فيما مضى مؤسسات تربوية وليست تعليمية فقط, كان المربي اذا لاحظ ظاهرة غريبة وتستحق الاهتمام لا يعلم الاهل فقط في الموضوع وانما يبادر الى زيارة الطالب واهله في البيت ويصارح الفتى بالظاهرة المقلقة التي لفتت نظر الاستاذ والادارة والمعلمين وحتى لفتت انتباه بعض الزملاء والزميلات.
اين هذه الزيارات اليوم, لقد اثقلت ادارة المعارف حمل المعلمين فلا وقت لديهم للاهتمام بالامور التربوية, فاضحى الاهتمام جله بالتدريس, في رايي المتواضع التدريس مهم جدا ولكن التربية التي لا يتمكن المعلم ان يهتم بها كثيرا لان المسؤولين يطالبونه ان يقضي جل وقته في التدريس اكثر بكثير من الشؤون التربوية التي هي في غاية الاهمية في العملية التعليمية.
دور السلطات: المحليّة والمركزية
اني احمّل الحكومات المتعاقبة مسؤولية المشاكل التي تخص الميزانيات المعطاة للتجمعات العربية لا تفي بالمطلوب ولا بالحد الادنى لاحتياجات التجمعات السكنية العربية, وعليه اطالب المسؤولين بالنهوض بمسؤوليتهم لزيادة الميزانيات كي تستطيع السلطات المحلية ان تقي بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها.
ان ظاهرة العنف قد استفحلت ويجب على المسؤولين جميعا الاهتمام بها لانها اصبحت في سلّم المسؤوليات والاهتمامات.
انني اقترح تاّسيس جمعية اوجهة عليا جدّية جدا مع كادر مستشارين موضوعيين ومختصين بقضايا الشباب من اجل العمل على حل هذه القضية المنغصة التي تقض مضاجعنا
وللعنف اسباب كثيرة مجلجلة أخرى منها: دور الاعلام وخاصة بث روح العنف,
فترى الفضائيات تركّز على نشر العنف والمشاهد الجنسية والاباحية.
ناهيك عن التطرف الديني والصراع الطائفي, ولا شك ان التفكك الاسري والثقافة الذكورية وانماط التربية وتراجع الرقابة داخل المدارس بسبب السياسات العليا للوزارات المتعاقبة التي اشغلت المعلمين بالتدريس لا بالتثقيف.
كما ان ترك الابناء والبنات امام شاشات الحاسوب وتركهم يجلسون ساعات طويلة امام الفيسبوك دون حسيب ولا رقيب.
نهاية لهذا المقال استطيع القول أن العنف ما زال مستمراً ما دامت لم تكن هنالك إستراتيجية من طرف السلطات المسؤولة للتحرك قدما للمساهمة الفعلية في الدفع الحقيقي للانتهاء من هذه السلوكيات المؤرقة والمتعبة للأطراف التربوية بداية من الأسرة وصولاً للشارع مروراً 
بالمدرسة وإلى المؤسسات الخاصة المتصلة بالنشاط التربوي.
دكتور مروان طه
اخصائي نفسي تربوي
مدير قسم الخدمات النفسيه كفر قاسم
 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل