سهل البلدة من جنة الخضراوات الى حاضر الاستثمارات والمستقبل المفقود في الذكرى ال 60 لمجزرة الدبابات ..

سهل البلدة من جنة الخضراوات الى حاضر الاستثمارات والمستقبل المفقود في الذكرى ال 60 لمجزرة الدبابات ..

كفرقاسم كانت من بين القرى التي اشتهرت في الماضي بطبيعة مكانتها الجغرافية الاستراتيجية والتي دفعت الساسة في هذه الدولة منذ سنوات القيام 1948 الى حرب العدوان الثلاثي 1956 الى التفكير في السيطرة على ارضها وتضاريسها .

لكن ثبات الاجداد في هذه الارض والتي روت دمائهم الزكية كل بقعة وزاوية جعلت من هذه القرية الوادعة قلعة صمود لم يستطع ولن يستطع احد من احتلالها .

 حافظ الاباء والاجداد على حدود دولة كفرقاسم بكل ما أوتوا من قوة حتى قدموا ارواحهم فداء هذا الارض الزكية , هذا السهل الذي كانت تنبعث منه رائحة البندورة والفزدق والفلفل والباذنجان وكل ما طاب واشتهت الانفس من خضراوات . من كان يسمع اسم كفرقاسم كان للوهلة الاولى يتصور جنة الخضروات وجمال طبيعة سهل كفرقاسم والتي كانت يوما تسمى " عزبة قاسم " فهي في الاصل عزبة مليئة بالأشجار والينابيع والمياه العذبة لذلك كانت محط كل زائر ومسافر من الشمال الى جنوب البلاد .

اليوم ومع حلول الذكر السنوية لذكرى مجزرة كفرقاسم والتي نحيي فيها الذكرى ال 60 لهذه المجزرة البشعة . نقف لنستذكر معا اين كفرقاسم وسهلها ؟؟ اين كفرقاسم وماضيها .؟؟. اين كفرقاسم وارضها ؟؟؟ اين كفرقاسم وسكانها ؟؟؟

جنة كفرقاسم تحولت الى معرشات استثمارية واصبح يغطي سهل البلدة اللون الابيض بدل اللون الاخضر النقي الصافي .. الى اين يا كفرقاسم ؟؟؟

هل هذا هو التطور والتقدم ؟؟؟ وهل هذا هو السبيل الحقيقي من اجل التقدم والتطور ؟؟ وهل يضمن الاهل ان هذا الاستثمار اليهودي في سهل البلدة هو الاستثمار الايجابي لهم . هذا اذا ضمن الواحد منا انهم سيبقون هنا !!!

لماذا هذا الربط المالي المستقبلي بالحياة بأشخاص وبمستثمرين اجانب ؟؟

هذه الاسئلة والتي اطرحها امامكم ماهي الا اسئلة وجهت لي من قبل احد ابنائي بالأمس وهو يحاول معرفة ماضي هذه البلدة وكيف كانت الحياة في الماضي . وهل كان العنف واطلاق النار في الماضي بهذه الصورة عندما كانت كفرقاسم صغيرة وتعتاش على الزراعة من سهل البلدة ؟؟؟

هنا جاءت الاجابة من طالب لم يتعدى الصف الثامن .. ابي اذا كانت كفرقاسم قد عاشت بأمن وامان في الماضي ؟؟ واذا كانت الحياة في الماضي جميلة كما تقول ... فاسمح لي ان اقول لك ان الحل لكل هذا العنف ان ترجع كفرقاسم كما كانت , ان نحب بعضنا البعض وان تعود كفرقاسم عائلة صغيرة كما كانت في الماضي , وهذا يأتي فقط بالتقارب بين الناس اكثر . نحن اليوم لا نعرف مكانة ولا ثقافة الاخوة ...

صحيح ما قاله ذلك الشاب الصغير وخاصة ونحن على اعتاب الذكرى ال 60 لمجزرة كفرقاسم .. نحن اليوم نفتقد ثقافة الاخوة والمحبة , حتى اننا فقدناها في البيت الواحد بين الاخ واخيه . تباعدت المحبة بيننا واهلكتنا الدنيا ومغانمها واموالها . اصبح اليوم هدفنا الغد وليس المستقبل ... وهذا الذي يميزنا عن الاجداد .. هم كانوا يفكرون بالمستقبل ونحن اليوم نفكر كيف نقضي الليلة .. اما ما يتعلق بالغد فالله كريم لكل حادث حديث .

عنوان ومستقبل كفرقاسم من خلال هذه الصورة نعرفه . نعم من سهل يكسوه اللون الاخضر بجمال رائحته وخضراواته  وبين سهل يكسوه اللون الابيض وبخار وغبار مصانعه السامة .. هذا هو مستقبل كفرقاسم المفقود والذي لم ينتبه له الاولاد كما انتبه له الاجداد , ميراث كبير وعظيم تركوه لكننا اضعناه ... من اجل ان نركب سيارة او نطير بطيارة ... وماذا مع مستقبل الاحفاد ؟؟؟ الله ولي الاولاد والاحفاد وسلام على القرية الخضراء البيضاء