وقعت مجزرة كفر قاسم في 29 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1956، وراح ضحيتها 49 مدنيًا فلسطينيًّا جلّهم من النساء والأطفال غدرتهم قوّات الجيش الإسرائيليّ، وبالرغم من المجزرة التي سُطّرت بحروف من دماء الأبرياء في التاريخ الفلسطينيّ هناك أجيالٌ جديدة، بعضها يعلمُ تاريخ شعبه، وبعضها الآخر يجهله.
'عرب 48' تجول في مدينة الناصرة، واستطلع آراء عدد من أهلها، كبارًا وصغارًا، حول معلوماتهم عن تلك المجزرة، ماذا يعلمون عنها؟ هل ما زالت حاضرة في الجيل الناشئ؟ وعلى من تقع مسؤولية التوعية التاريخيّة؟
ما هي مجزرة كفر قاسم؟
حول الإجابة على سؤال ما هي معلوماتكم حول مجزرة كفر قاسم، البعض لم تتوفر لديه أيّة معلومة حول المجزرة، ومنهم المواطن زياد دانيال الذي قال لـ'عرب 48' إنّه ليس لديه فكرة البتّة عن المجزرة، إضافةً للمواطن ميشيل كتورة، فكان جوابه 'صعب السؤال، وليست لديّ معلومات بهذا الخصوص'.
والبعض الآخر أعطى معلومات غير دقيقة عن سنة وقوع المجزرة، فهناك من خلط ما بين النكبة التي وقعت في العام 1948 ومجزرة كفر قاسم التي وقعت في العام 1956، وبالرغم من هذا قال طالب المدرسة، عبد الرحمن مروات، لـ'عرب 48'، إنّ 'العديد من سكان كفر قاسم كانوا يعملون بالبلدة وخارجها بالزراعة، فقامت إسرائيل بفرض إغلاق على الشوارع في الليل بينما عدد من سكان كفر قاسم خارجها لم يكونوا يعلمون شيئًا عن حظر التجول، وحين عادوا إلى منازلهم أوقفهم الجيش الإسرائيليّ وقام بقتلهم بالرصاص التي أطلقها من الرشاشات'، ومن جهة أخرى، أجاب الطالب أيمن سروجي أنّه لا يملك معلومات حول المجزرة.
أما سليم خليليّة فقال، لـ'عرب 48'، إنّ معلوماته حول المجزرة هي أنّ 'بلدة كفر قاسم قتل فيها عدد من المواطنين من قبل الجيش الإسرائيليّ، وهم أبرياء قتلوا بدم بارد وبظلم، دون أن يفعلوا أي شيء'.
وقال رمزي رضا، لـ'عرب 48'، إنّه 'سمعت عن مجزرة كفر قاسم من أجدادي، قالوا لي أنّ هناك أبرياء جرى إبادتهم في كفر قاسم في العام 1956 ذبحًا، وأعتقد أنّهم كانوا يعملون خارج البلدة وحين عادوا قتلهم الجيش الإسرائيليّ. هذا حدث في شهر تشرين الأول/ أكتوبر على ما أعتقد'، فيما أشار يوسف قبعين إلى أنّ معلوماته عن المجزرة تكمن في أنها 'وقعت في العام 1956 بعد قيام إسرائيل وراح ضحيتها عشرات القتلى'.
عن أسباب السؤال
وأعرب محمد حسن، لـ'عرب 48'، عن أنّ 'أهميّة مجزرة كفر قاسم تأتي لإثبات كذب الرواية الصهيونيّة التي تدّعي أن الفلسطينيين هم من تركوا منازلهم وخافوا وهاجروا، وهي تكذّب كل تلك الادعاءات بكونها إثبات قاطع بأنّه كانت هناك عمليّة تهجير وتخويف وذبح وطرد لهؤلاء الأشخاص'.
وأضاف أنّ 'الرواية الصهيونية كاذبة، فالتاريخ يثبت أنّ على هذه الأرض عاش الفلسطينيون وكانت عمليات ممنهجة لتفريغ الأرض من سكانها الأصليين وطردهم، أما سبب عدم معرفة الناس حول هذه المجزرة فيأتي نتيجة للحرب على الوعي الفلسطيني في الداخل ومحاولات السيطرة عليه، وهذه الحرب الفكرية تريد منّا أن ننسى تاريخنا أو أن نغيّره ونتبنى الرواية الأخرى التي تسوقها إسرائيل، وهذا أمر يجب أن يُلقى على كاهلنا وألّا ننساه أبدًا وتعليم تاريخنا للصغير قبل الكبير'، وردا على من تقع هذه المسؤولية؟، أجاب أنّ 'جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على الأحزاب، فهو عمل الأحزاب الفاعلة على الساحة'.
وقال الشيخ في الجامع الأبيض، ناصر دراوشة، لـ'عرب 48'، إنّ 'مجزرة كفر قاسم لم تعد تأخذ اهتمامًا في أيامنا هذه كما كانت في الماضي، وهناك تقصير من قِبل لجنة المتابعة حول مجزرة كفر قاسم، ويجب أن يُمنح لها الحق وإحياء ذكرى الشهداء الذين قتلوا في المجزرة'.
وأضاف أنّه 'يجب أن يكون للمجزرة حيز كبير على المستوى الجماهيري في داخل الخط الأخضر، وهناك تقصير كبير في إحيائها. أتمنى أن تعطى الأهميّة اللازمة كهبة القدس والأقصى التي وقعت في العام 2000، وعلى لجنة المتابعة أن تعيد حساباتها من أجل احياء مجزرة كفر قاسم ورفع الوعي الجماهيري تجاه القضيّة'.
اضف تعقيب