فيديو- ناسا : قريبا شروق الشمس من المغرب .. هُـراء عربي جديد يجتاح المواقع العربية !في النهاية.. لا يعلم الغيب إلا الله عز وجل.
فيديو- ناسا : قريبا شروق الشمس من المغرب .. هُـراء عربي جديد يجتاح المواقع العربية !في النهاية.. لا يعلم الغيب إلا الله عز وجل.
محمد كمال - اراجيك -http://www.arageek.com/
أينما تجد الاستخفاف بعقـول البشر فاعلم أن هناك شخصاً عربيًا قام بوضع لمساته السحرية الصفراء لجذب أكبر عدد من ” السذج ” لموقعه أو مدونته، هذا الشخص لا يرى أية مشكلة فى اللعب بعقـولنا، ليس لديه أية مشكلة في تحريف النظريات والثوابت العلمية، بل تأليف بعض النظريات والثوابت إن لزم الأمر.
المهم أن تنقر هنا ” ناسا تؤكد علميا : قريبا شروق الشمس من المغرب! ” مع بعض ” التحبيشات ” لزوم الخبر ” ناسا تثبت علمياً ماجاء بالقرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام، إنه يوم القيامة! “
المؤسف أن الموضوع لم يقف فقط عند تحريف النظريات وفبركة الأخبـار، ولكن يصبح للدين أيضاً علاقة بالأمر .. فهؤلاء لا يرون أية مشاكل في دخول الدين في الأخبار المفبركة للحصول على نقرة وزيارة لمواقعهم الرخيصه!
علام كل هذه الضجة؟ لم أفهم شئ حتى الآن!
تمهل عزيزي القارئ ، إليك ماحدث.. اجتاح العديد من المواقع العربية منذ عدة أيام خبر يقول بأن وكالة ناسا الأمريكية أثبتت علمياً أن شروق الشمس سيأتى من المغرب قريبا، وذلك بسبب تلاشي المجال المغناطيسي للأرض أو إنقلابه، مما سيؤدي إلى عكس الأقطاب ليصبح الشمال مكان الجنوب، والشرق مكان الغرب! والذي يؤدي إلى شروق الشمس من المغرب بدلا من المشرق، بالإضافة إلى اختفاء التكنولوجيا كما نعرفها اليوم.
واستدل الخبر بأن ماجاء فى التقرير بسبب المعدل السريع لضعف المجال المغناطيسي الأرضي، لأن المعدل الطبيعي هو أن ينخفض بنسبة 5% كل 100 عام، ولكن البيانات الجديدة تؤكد انخفاضه الآن بمعدل 5% كل عشر سنوات فقط، وهو ما ينذر بكارثة قريبة.
من هنا بدأ الخبر فى الانتشار بصورة موسعة على المواقع العربية الساذجة وبدورها انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت ظواهر التفاخر بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التى وضحت للعالم أن شروق الشمس من المغرب من علامات يوم القيامة الكبرى منذ أكثر من 1400 عام، والسخرية من ناسا لأنها تثبت ما أثبته القرآن قديما!
دعنى أقول لك أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية لا نقاش ولا جدال على ماجاء بها ولكنها بريئة من هؤلاء الأشخاص، وستعلم لماذا بعد قليل..
أين مصادركم؟
فى البداية هذه الأخبار غير مرفقة بأية مصادر على الإطلاق، سواء مصادر من ناسا أو من الديلي ميل كما يدعون، ذكروا أن موقع واحد فقط قام بتأكيد هذه المعلومات أيضا وهو موقع Muslims and the world..
لم يمر هذا الأمر على عقلي مرور الكرام، بدأت فى البحث كثيرا لأتوصل لحقيقة هذه المعلومات، وبالفعل وجدت بعض المصادر والمعلومات، ولكن..
بعد بحث مطول على موقعي ناسا والديلي ميل لإيجاد مثل هذه التقارير بدون أي جدوى، قررت التوجه إلى موقع Muslims and the world المذكور فى الخبر المتداول، إلى أن وجدت المقال الصادم الذي يتحدث عن الأمر بعنـوان مؤسف ومخجل وهو ” NASA confirms that Muslims are Idiots ” أي ناسا تؤكد أن المسلمين حمقى!
تطرقت إلى قراءة المقال كاملا لأرى ماهي القصة ووجدت مايلي..
أولا : هذا المقال منذ عام 2012، أي منذ سنتين!
ثانيا : بدأت القصة بندوة علمية فى إحدى الجامعات البريطانية يقودها بعض الأساتذة الجامعيين المسلمين في انجلترا علي رأسهم الدكتور زغلول النجار وداوود موسى رئيس حزب المسلميين البريطانيين ، قاموا بسرد قصة دينية حول شخص بلا ديانة قام أحد الأشخاص بإعطاؤه نسخة مترجمة من القرآن الكريم ليقرأها.
إلى أن وصل للآيات التي تتحدث عن انشقاق القمر وشروق الشمس من المغرب وعلامات القيامة الكبرى، قام هذا الرجل بالسخرية من الكلمات وقام بإغلاقها ولم يرجع لها مرة أخرى.
إلى أن رأى تقريرا علميا حديثا من ناسا يثبت أن علامات انشقاق القمر أصبحت واضحة وقد يكون قريبا، وكذلك تلاشي المجال المغناطيسي والذي سيؤدى إلى انقلاب الأقطاب وشروق الشمس من المغرب، وسرعان ماعاد الرجل إلى القرآن ودخل فى الإسلام.
لا أعلم من أين جاءوا بهذه القصة، حتى وان كانت صحيحة فلم يرد على لسان ناسا أيا من هذه المعلومات أو الأبحاث.
سرعان ماقام بعض الصحفيين وأصحاب المدونات بنشر القصة ويليها الاثباتات العلمية الغير صحيحة بظهور الشمس من المغرب بعد عدة سنوات، ونُشر أيضا فى الصحف كما تشاهدون..
اثار هذا الامر جدلا واسعا آنذاك، إلى أن خرجت ناسا عن صمتها وقامت بسب العلماء المسلمين الذين يريدون فبركة أي شئ لاثبات أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية صحيحة – على حد قول ناسا – وقالت أيضا أنها لم تثبت أيا من هذا الهراء، وأن القمر مستقر ولا يوجد أية دلائل حول إنشقاقه، أو أية دلائل حول انقلاب الأقطاب قريبا!
يمكنك الإطلاع على التقرير الكامل بنفسك من هنا
ما الذي عاد بهذا الهُراء مرة أخرى؟
لم أستطع الربط بين ماحدث فى عام 2012، وسر عودته مرة أخرى حاليا.. لذا قررت تغيير نمط البحث من ناسا وشروق الشمس من المغرب إلى تقارير حديثه حول سرعة تلاشي المجال المغناطيسي للأرض، إلى أن وجدت أخيرا تقرير شامل حول الأمر على الديلى ميل منذ عدة أيام ووجدت بالتقرير مايلي..
قام العلماء والباحثون فى جامعة بيركلي الأمريكية بكاليفورنيا بالاشتراك مع ناسا بتتبع المجال المغناطيسي للأرض ووجدوا بالفعل أن سرعة تلاشي المجال بدأت تزداد بنسبة 10 أضعاف، مما ينذر بكارثة محققه للكرة الأرضية وهى النتائج المدمرة حول تلاشي المجال المغناطيسي، مثل انهيار الحقل الكهربائي وانقلاب الأقطاب، أي أن الشمال سيصبح فى الجنوب والشرق مكان الغرب، وبالتالي ستشرق الشمس من الغرب وليس الشرق!
وعلى حسب التقديرات، سيتم تلاشي المجال وانقلاب الأقطاب خلال آلاف السنوات القادمة وليس قريبا!
مؤكدين أن آخر تلاشي للمجال وانقلاب الأقطاب حدث على الكرة الأرضية منذ أكثر من 770 ألف عام، وأن هذه الدراسات مازالت تكهنات وتقارير علمية أولية، قد تكون بعيدة كل البعد عن أية حقائق ملموسة، وذكر العلماء هذا الكلام بأنفسهم فى التقرير، ولكن يتم تناولها للتنبؤ بكل ماهو قادم مستقبليا.
علمت حينها أن هذا هو التقرير التى تتحدث عنه هذه المواقع العربية، ولكنها قامت بأخذ بعض المعلومات و ” تحبيشها ” مع تحريف بعض الحقائق لعمل موضوع مثير يجذب الجميع! وبالفعل رفضت إرفاق المصدر لأنه سيفضحها تماما
التقرير الصادر عن الديلي ميل بتاريخ 14 أكتوبر 2014
التقرير الرسمي من جامعة بيركلي الأمريكية بتاريخ 14 أكتوبر 2014 أيضا
علميا..
إذا تحدثنا عن الأمر بطريقة علمية بحته، سنجد أن مخاطر انخفاض أو تلاشي المجال المغناطيسي ستكون كارثية، على سبيل المثال.. يقوم المجال المغناطيسي للكرة الأرضية بحماية الكائنات الحية من أشعة الشمس الحارقة والأشعة الكونية، وبتلاشي هذا المجال ستتمكن هذه الأشعة من إختراق المجال الجوي للأرض مؤدية إلى إبادة جماعية لجميع الكائنات الحية المتواجدة على وجه الأرض!
بعيدا عن تلاشي الحقل المغناطيسي واختفاء التكنولوجيا كما نعرفها اليوم على حد قولهم، وبالفعل انقلاب الأقطاب وشروق الشمس من المغرب.. فكل ذلك لا يهم بدون وجود كائنات حية.
أما عن شروق الشمس من المغرب كعلامة من علامات يوم القيامة الكبرى المستمدة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ستحدث من خلال ” معجزة ” بمعني حدوث ذلك الأمر بشكل مفاجئ وبدون أي إنذار مسبق وبدون أية اسباب هرائية ” علمية ” .. لأن البشر سيشهدون هذه الظاهرة ومن المستحيل وجود أي كائن حي بعد تلاشي المجال المغناطيسي حتى يرى الشمس تشرق من المغرب بناءا على الثوابت والنظريات العلمية.
في النهاية.. لا يعلم الغيب إلا الله عز وجل.
هؤلاء الأشخاص ليسوا أشراراً، ولكنهم مرضى، لذا أرجو من كل قارئ عدم تصديق أي من المعلومات المنشورة فى أي مكان بدون التحقق الكامل من مصداقيتها من خلال المصادر والتقارير الرسمية.
فهؤلاء الأشخاص لا يعلمون مدى احتقار الآخرين للعرب بسبب مثل هذه الأفعال، والمصيبة الأكبر إن كانوا يعلمون!
اضف تعقيب