X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      26/11/2024 |    (توقيت القدس)

بعد نحو ثلاثة عقود على اندلاعها: العبَر النضالية الراهنة للانتفاضة الأولى - بقلم : الصحفي عادل عامر

من : قسماوي نت
نشر : 11/12/2016 - 12:37

بعد نحو ثلاثة عقود على اندلاعها: العبَر النضالية الراهنة للانتفاضة الأولى - بقلم : الصحفي عادل عامر 

اليوم الـ 9 من كانون الاول تدخل ذكرى الانتفاضة الاولى عامها الـ 30 ولهذه الانتفاضة موقع خاص في النضال التحرري الوطني للشعب الفلسطيني، وتعتبر بحق محطة هامة ومحورية في نضاله لما لها من خصائص ميزتها عن العديد من المحطات النضالية للشعب الفلسطيني على مدار سنوات نضاله الطويلة  والمريرة.


لقد كانت الشرارة الاولى لهذه الانتفاضة  حادثة القتل المتعمد من خلال دهس مجموعه من العمال الفلسطينيين على حاجز ايرز في قطاع غزة . ولكنها جاءت بعد سنوات طويلة من القمع والقتل ونهب الارض الفلسطينية وبعد تراكم واحتقان جماهيري وشعبي كبير على هذه الممارسات لتفتح نهرا جارفا من النضال الشعبي والجماهيري استمر سنوات طويلة. ولعل احد اهم مميزات هذه الانتفاضة هو انها نموذج حي ومتكامل للنضال الشعبي الجماهيري، الذي شمل كافة شرائح وطبقات واوساط ومركبات الشعب الفلسطيني في كافة المناطق الفلسطينية المحتلة  عام 1967، أي في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين.وشمل الريف الفلسطيني ومخيمات اللجوء و كافة المدن الفلسطينية الكبيرة، رام الله ونابلس وجنين وغزة ورفح وطولكرم وبيت لحم وقلقيلية وكذلك القدس الشرقية المحتلة .


ولعل مشاركة اهالي القدس الشرقية في هذه الانتفاضة اعطتها بعدا شموليا مميزا حيث إن الاحتلال بذل جهودا كبيرة وحاول بكل السبل نزع القدس الشرقية عن باقي المناطق المحتلة، وحاول  منح القدس خاصية مختلفة عن باقي المناطق المحتلة منها منح اهاليها الهوية الاسرائيلية .
اضف الى ذلك ان التركيبة الاقتصادية والاجتماعية للقدس التي تشكلت من التجار والحرفيين والمثقفين وبعض رؤوس الاموال،  في حين ان الاغلبية الساحقة من ابناء الشعب الفلسطيني هم من العمال والفلاحين التي اضفت لهذه الانتفاضة  شمولية جعلت المعركة واحدة والمصير واحدا والهدف واحدا وهو الاستقلال الوطني واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .


إن هذه الشعبية اعطت الانتفاضة  زخما كبيرا اثرت تأثيرا  كبيرا على ماهيتها وجوهرها بحيث ابتعدت كليا ، تقريبا، عن العسكرة  وحمل السلاح في وجه المحتل وهذا الامر فسح المجال امام العديد من الاوساط الشعبية الى المساهة مساهمة كبيرة في فعلها وحراكها، وكان واضحا وبارزا المشاركة النسائية في هذا الفعل النضالي الجبار جنبا الى جنب مع كل اوسط الشعب الفلسطيني.


الانتفاضة من يومها الاول ورغم انها اندلعت كردة فعل احتجاجية على حادث الدهس الا انها سرعان ما اخذت تتموضع كنشاط وفعل سياسي له اهداف سياسية واضحة المعالم  وسرعان ما نتج عن هذا الفعل قيادة سياسية سميت " القيادة الموحدة للانتفاضة " وهي قيادة وليدة الارض ووليدة الانتفاضة ولكنها تمثل المكونات الفصائيلية  الاساسية  التي مثلت منظمة التحرير الفلسطينية،  ولاقت بيانات هذه القيادة مصداقية عالية جدا في اوساط الشعب الفلسطيني  المنتفض، لانها استجابت بواقعية عالية لطموحات الشعب الفلسطيني في التحرر واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .


وهذه الواقعية تماثلت تماثلا تاما مع البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وهذا التكامل بين واقع الانتفاضة وقيادتها المحلية مع القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني جعل من الانتفاضة حدثا نضاليا فرض نفسه بقوة على الرأي العام الاسرائيلي ووضع المجتمع الاسرائيلي وحكومات اسرائيل امام تحدٍّ كبير،  كونها اعتادت على برامج وشعارات غير واقعية  واساليب كفاحية استفادت منها في قمعها للشعب الفلسطيني . وتكاد تكون الانتفاضة التحدي الاول بشموليته وبواقعيته وبعنوانه الواضح والصريح  وهو منظمة التحرير الفلسطينية. مما ادى في نهاية الامر الى ان فرضت الانتفاضة ارادتها على حكومات اسرائيل بالاعتراف بالشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية م.ت.ف، رغم محاولاتها المتكررة تجاوز هذه القيادة من خلال مؤتمر مدريد والوفد الاردني الفلسطيني المشترك وغيرها من المحاولات الفاشلة.


إن وضوح الرؤيا السياسية والحالة الشعبية التي فرضت نفسها نضاليا ادت في النهاية الى خلق ارضية لرضوخ الاحتلال لارادة الشعب الفلسطيني والاعتراف بقيادته وبحقوقه القومية والوطنية، رغم تراجع الظروف الدولية الداعمة للشعب الفلسطيني . وهذه الحالة هي الضمانة الوحيدة لصون حقوق الشعب الفلسطيني هكذا كان قبل 30 عاما  وهكذا هو الامر اليوم، ايضا.


ولم يقتصر تأثير الانتفاضة على المجتمع الاسرائيلي فحسب بل تعدى ذلك الى  الرأي العام العالمي الذي تحول الى قوة داعمة للحق الفلسطيني، بشكل استثنائي، مما احرج كل القوى التي كانت تناصر اسرائيل واحتلالها ،بحيث لم يكن امامها اية امكانية لفرض حل دون الرجوع الى صاحب الحق وهو الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، حيث ان الانتفاضة رسخت هذه الشرعية وهذا ما اكده المناضل الفلسطيني حيدر عبد الشافي الذي مثل الجانب الفلسطيني في الوفد الاردني الفلسطيني المشترك، الذي اصر وبشكل تظاهري وحقيقي على استشارة القيادة الفلسطينية بشكل مستمر ومتواصل في كل ما يتعلق بسير المفاوضات في مؤتمر مدريد، بل انه اعتبر القيادة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات مرجعيته الاولى والاخيرة.


هذا التحول في الرأي العام العالمي ادى في نهاية الامر الى ان اعترفت اسرائيل بان منظمة التحرير الفلسطينية هي القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني وبحقوقه القومية والوطنية، دون ان يتنازل هذا الشعب عن حقه في المقاومة وعن كافة حقوقه الوطنية .
بعد 30 عاما ما العمل؟


اثبتت التجربة الفلسطينية المريرة ان النضال الفلسطيني لا ينفصل  مهما تعددت الاجتهادات السياسية  ومهام اختلفت المواقع الجغرافية، وان لكل ساحة خاصيتها ومميزاتها  على ان تصب في نهاية المطاف  في صالح  الهدف الواحد وهو اقامة الدولة المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها وحل قضية اللاجئين حلا عادلا حسب قرارات الشرعية الدولية بما فيها القرار 194.


ولهذا فان حالة الانقسام الفلسطيني الراهنة هي اكبر خطر يواجه هذا الطموح الفلسطيني ويجعل هذا الطموح صعب المنال، ويعطي اعداء الشعب الفلسطيني الذريعة للاستمرار في تجاهل هذا الحق بل في فرض وقائع على الارض تحول دون ممارسته.


ومن ناحية ثانية فان تجربة الانتفاضة الاولى اثبتت ان النضال الشعبي المنظم  والمجند لكافة قطاعات الشعب الفلسطيني والذي يسير ضمن رؤية سياسية واضحة المعالم،  هو التكامل المطلوب لانجاح أي عمل نضالي وخاصة في الظروف الراهنة التي تمر على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة عربيا واقليميا ودوليا.


إن التعويل على المقاومة الشعبية  التي تطرح رؤية سياسية واقعية  تخاطب العقل وتحافظ على الكرامة الوطنية وعلى ثوابتها الاساسية هي الضمانة لمواجهة حالة الانحسار في اولوية القضية الفلسطينية على الصعيد الاقليمي والدولي. وكذلك لمواجهة حالات التآمر على القضية الفلسطينية خصوصا في ظل المتغيرات الاقليمية المتسارعة واعادة الاصطفافات على الساحات الدولية والاقليمية. وبالاساس لمواجهة من اصبحوا يمدون خطوط الود مع اسرائيل في العلن بعد ان مارسوه بالسر سنوات طويلة وبعد ان انهارت مخططاتهم في سوريا وليبيا واليمن والعراق.


وقد آن الاوان ان تفشل مخططاتهم في فلسطين ايضا. وبفشلها سينال الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة

الاستاذ عادل عامر : امين عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل
مواعيد الصلاة
الفجر
04:53
الشروق
06:18
الظهر
11:28
العصر
02:18
المغرب
04:37
العشاء
05:58