أمهل الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، قيادة الحكومة الإسرائيلية، 24 ساعة من أجل الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام.
وقال أبو عبيدة خلال كلمة له مساء أمس الثلاثاء، إن كتائب القسام تمهل الاحتلال 24 ساعة، من أجل تلبية شروط الأسرى المضربين عن الطعام، رابطًا كل يوم تأخير عن المدة المحددة بـ 24 ساعة، بزيادة 30 أسيرًا على صفقة التبادل المحتملة.
هذا الحديث لأبو عبيدة كان وقع كبير على الإعلام الإسرائيلي، حيث خصصت برامج ونشرات كاملة للحديث عن الكلمة التي أطلقها الناطق باسم القسام، فيما لم يعرف ما اذا ستستجيب الحكومة الإسرائيلية، لشروط المقاومة وشروط الأسرى في آن واحد.
الكاتب والمحلل السياسي، البروفيسور، عبد الستار قاسم، اعتبر كلمة أبو عبيدة قوية ولافتة، وسيكون لها وقع جيد بالنسبة للأسرى.
وقال قاسم لـ "دنيا الوطن": "لا أعتقد أن إسرائيل ستُلبي طلبات الأسرى الآن، فالوضع بالنسبة للإسرائيليين ما زال مبكرًا، وعادة تقوم مصلحة السجون تقوم باستنزاف طاقات وقوى الأسرى، حتى تستجيب في النهاية، فتلعب على وتر نفوس المعتقلين ولا شيء تخسره".
تخوف إسرائيلي حكومي
وأضاف: "بخصوص صفقة تبادل الأسرى، تبدو الأمور متعثرة بسبب عدم جهوزية الحكومة الإسرائيلية، لأن ذلك يتعلق بالصراعات الداخلية بين الطرف الحكومي بقيادة نتنياهو من جهة، والطرف الثاني الذي يمثله منافسو نتنياهو على السلطة ومعارضيه، إضافة للمستوطنين"، مستدركًا: "لكن رغم ذلك فان إسرائيل لا تملك أي خيار سوى التبادل وقبول شروط حماس".
وتابع: "عمليات التبادل منذ سبعينيات القرن الماضي، أظهرت بان إسرائيل لا مفر لها إلا باستعادة مواطنيها عبر الصفقات".
وأوضح قاسم، أن أي صفقة لا بد لها ألا تكون على عجل وألا يتم الضغط على حماس، كما حدث في صفقة (شاليط)، حيث أنه بسبب الضغط الجماهيري لم يخرج جميع القادة الكبار على غرار مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وكريم يونس، فالصبر هنا مطلوب، حتى تكون القوائم على قدر الصفقة، على حد تعبيره.
بدوره، الخبير في الشؤون العسكرية، حمزة أبو شنب قال إن القسام من خلال الرسالة التي قدمها للجماهير الفلسطينية، سواء المعلن منها أو الُمبطن، أراد أن يكون له بصمة ومساهمة خاصة في ملف الاضراب الذي يخوضه الأسرى، بهدف تعزيز صمودهم، عبر التهديد العلني لإسرائيل لتنفيذ مطالب الأسرى.
قصف تل أبيب
وأضاف أبو شنب: "الرسالة المهمة كانت من خلال النفير العام الذي دعا اليه القسام لإسناد الأسرى، لعلمه أن الجبهة الداخلية، هي حاضنة مهمة للأسرى وللمقاومة، لذلك فضمها للإضراب تفعل القضية على المستويات المحلية والدولية".
وذكر أن أهم رسالة كانت الرسالة المبطنة وهي لها علاقة بمفاوضات صفقة التبادل بأنها أصبحت "أكثر جدية"، من أي وقت مضى، وأنه يوجد الان وساطات عديدة لتولي ملف الصفقة المرتقبة.
وأشار أبو شنب، أن وجود لغة الأرقام كان عاملًا مهمًا في ظهور أبو عبيدة على الشاشة، وذلك من خلال وضعه لمهلة زمنية، تقدر بـ 24 ساعة، من أجل تنفيذ الشروط، يمثل ذلك لغة لا يفهمها إلا الاحتلال، لا سيما وأن القسام قبل ذلك كان له تجارب بخصوص المواعيد عندما وضع توقيتًا لضرب تل أبيب خلال حرب 2014، وهذا يدلل على جدية القسام.
أما الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور عمر جعارة، أكد أن زيادة أعداد القوائم التي وضعها القسام لا يمكن أن تُصنف بأنها من عوامل الضغط، بل أن انطلاق الصفقة الفعلي هو الضغط، الذي سيؤثر على إسرائيل.
انطلاق الصفقة
وأبدى جعارة خلال حديثه لـ "دنيا الوطن"، الكثير من التفاؤل بخصوص اقتراب المقاومة من انجاز صفقة التبادل، لكنه أكد أن الصفقة بدأت منذ 6 شهور، عندما بدأت القسام ببث فيديوهات الأسرى المحتجزين لديها في غزة.
ورفض جعارة، أن يتم ربط مطالب وشروط الأسرى بالسياسة، أو أنهم اعتقلوا على خلفية سياسية، لذلك أيد بأن يتم وصف الطلبات بالمعيشية، والا فان الأسرى المضربين سيخسرون، بسبب هذا الربط.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية، لن تنفذ تهديدات أبو عبيدة الأن حتى لا تظهر بالشكل الضعيف، وهي بذات الوقت تطمئن أهالي جنودها المحتجزين بغزة، أنها ستفعل المستحيل لإعادتهم، داعيًا المقاومة بأن ترفع سقف مطالبها أكثر فأكثر، وزيادة أعداد الأسرى في الطلبات، واضافة بعض الرموز والأسماء الكبيرة، لكشوفات الأسرى المطلوب الافراج عنهم، وأيضًا أصحاب المؤبدات، الذين أكد أنهم لن يخرجوا من السجون إلا في صفقة تبادل، على حد تعبيره.
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب