X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      25/11/2024 |    (توقيت القدس)

كفرقاسم : بصمات في تاريخ الحركة الاسلامية على يد المرشد والعلامة فضيلة الشيخ عبدالله نمر درويش رحمه الله

من : قسماوي نت
نشر : 14/05/2017 - 21:47

 كفرقاسم : بصمات في تاريخ الحركة الاسلامية على يد المرشد والعلامة فضيلة الشيخ عبدالله نمر درويش رحمه الله 

 

 النشأة والتأسيس

بدأت بوادر نشأة الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر منذ عام 1971 وسط فلسطينيي ما يعرف بعرب 48، وكان  الشيخ  عبد الله نمر درويش الشرارة الاولى لانبثاق نور هذه الدعوة . حيث بداء بتعليم الطلاب دروس الدين في مسجد ابي بكر الصديق وقد كان من ابرز طلابه , الشيخ رائد صلاح , كمال الخطيب " الذي اطلق عليه فضيلة الشيخ لقب " فاتح الجليل " والشيخ جمعه القصاصي من النقب والشيخ ابراهيم صرصور .. والعديد من الشباب من ابناء مدينة كفرقاسم والقرى المجاورة لمدينة كفرقاسم .

عرف الشيخ عبدالله نمر درويش من صغرة بفراسه مميزة فاقت ابناء جيله حيث كان من اذكى الطلاب في المدرسة . وقد مُيز بالعديد من الصفات العبقرية في مقدمتها انه كان اذا سمع او قراء الصفحة كان يحفظها عن ظهر قلب . كما وتميز بالذكاء الذهني بعيد الامد فكان يرى ويتوقع ما لا يستطع احد رؤيته او توقعه . 

دعوته

في عام 1971 تخرج الشيخ عبد الله نمر درويش من المدرسة الإسلامية (المعهد الديني) في نابلس، وبدأ يدعو إلى الإسلام ويعمل على بناء جيل يحمل الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة. في عام 1972 أقام أول نواة للحركة الإسلامية في كفر قاسم؛ حيث اقتصر على نشر الدعوة حتى عام 1974، وبدأت دعوته (العودة إلى الإسلام) تصل إلى القرى المجاورة (كفر برا وجلجولية والطيبة). وفي عام 1978 وصلت الدعوة إلى مدن مثل أم الفحم وباقة الغربية وجت شمالي منطقة المثلث، وفي عام 1979 وصلت إلى النقب، أما في عام 1980 فقد وصلت إلى الناصرة وبعض قرى الجليل

كفرقاسم بلد الدعوة : 

البيت الدافئ للحركة الاسلامية كانت بلد الشهداء حيث احتضن الشيخ بكل حرارة ودفئ . حيث استطاع وخلال 5 اعوام من اخراج عتمة الضياع والفسوق من شوارع البلدة واصبحت شوارعها كالحمامة البيضاء بعد ان اكتست نساء وفتايات البلدة الجلباب الاسلامي . الامر الذي ميز كفرقاسم عن باقي البلدات العربية واصبحت كفرقاسم مثل وقدوة يحتذى بها . هذه الصحوة الاسلامية النقية جعلت من انتشار الدعوة الاسلامية سلسا امام المرشد العام والمؤسس للحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني ليخرج من كفرقاسم الى باقي البلدات العربية . فيحقق الله له النصر تلو النصر حتى رايت الناس يدخلون في دين الله افواجا . 

التوجه الأيديولوجي
لم تكن لها علاقة مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين، لكنها تبنت توجها مشابها لها من حيث الإيمان بأن الإسلام هو الحل، والسعي إلى إقامة دولة إسلامية على كامل أرض فلسطين تحكمها الشريعة الإسلامية، واهتمت بالتأطير الديني والتربوي، والعمل الاجتماعي  من خلال جمعيات ومؤسسات يحكمها قانون الاحتلال الإسرائيلي

أسرة الجهاد

ألقي القبض على الشيخ درويش عام 1981، وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات، أمضى منها 3، وأفرج عنه عام 1984، وكانت التهمة التي أدين بها صلته بتنظيم سري إسلامي (أسرة الجهاد) بعدما اتُهم أعضاء هذا التنظيم بحيازة أسلحة ومتفجرات وإشعال النيران في ممتلكات يهودية، وحكم على زعيم التنظيم (فريد أبو مخ) بالسجن 10 أعوام، وأطلق سراحه مع آخرين في إطار صفقة جبريل عام 1985 .

وقد تأسست "أسرة الجهاد" (منظمة سرية شبه عسكرية) التي سُجن بسببها الشيخ درويش عام 1979 من مجموعة من الشبان من تيار سُمّي "التائبين" بقيادة فريد أبو مخ من مدينة باقة الغربية، دعوا إلى تحرير فلسطين بالجهاد المسلح بما في ذلك الحرب الاقتصادية ونُسبت لهم عمليات إحراق ممتلكات يهودية.

حركة الشباب المسلم

عاد الشيخ عبدالله نمر درويش بعد الإفراج عنه إلى قرية كفر قاسم ليتزعم الحركة الإسلامية، التي اهتمت بالبنية التحتية الاجتماعية، فأقامت شبكة من عشرات الجمعيات والروابط القانونية التي أسست بدورها رياض الأطفال، عيادات، نوادٍ رياضية، كلية دينية.

وأسست حركة الشباب المسلم التي ركزت نشاطها بشكل أساسي على السلطات المحلية، وحددت آلية عملها على النهوض بأوضاع فلسطينيي 48 ورعاية شئونهم بأنفسهم؛ بحيث يقوم المشاركون فيها بأعمال عامة مثل شق الشوارع والطرقات وإقامة محطات الوقوف والمواصلات العامة وترميم المدارس وتنظيف المقابر وبناء الصفوف الدراسية، كما واهتمت بخدمات المسنين وعملت على إنشاء مكتبات عامة للكتب الدينية.

وكان من الطبيعي أن تدرس الحركة المستجدات، وأن تتبنى مبدأ العمل في ظل القانون، وأن تعود إلى ما بدأت به من إقامة القاعدة الأساسية، فكثفت في الثمانينيات والتسعينيات من إنشاء المؤسسات الدينية التي تقدم خدمات حيوية لفلسطينيي 48؛ الأمر الذي زاد من شعبية هذه الحركة داخل صفوف الفلسطينيين، ونظرًا لما تستغله الحركة من مفهوم ديني حول تحرير القدس والمسجد الأقصى (القبلة الأولى للمسلمين).

المسار السياسي
أسهمت هزيمة يونيو/حزيران 1967، ومصادرة الاحتلال الإسرائيلي أملاك الوقف الإسلامي، واحتكاره حق تعيين رجال الدين، في ظهور صحوة دينية داخل فلسطينيي الخط الأخضر أو فلسطينيي 48، وتوجهت شريحة من الشباب للدراسة في الكليات الإسلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعادوا منها وهم يحملون توجها إسلاميا حركيا بأبعاد اجتماعية وثقافية وسياسية.

وكان عبد الله نمر درويش واحدا من هؤلاء الشباب الذين شكلوا الحركة الإسلامية في فلسطين 48 في أوائل سبعينيات القرن العشرين، وعملوا في واجهات اجتماعية متعددة عبر جمعيات خيرية وخدمات طبية، وأندية رياضية، وفتح مكتبات وقاعات للمطالعة.

وعقدت الحركة أول مؤتمر إسلامي داخل الخط الأخضر عام 1977، حيث قررت المطالبة بتحرير أملاك الوقف الإسلامي، وحق المسلمين في إدارة شؤونهم، وتعيين القضاة في المحاكم الشرعية.

حصل بعدها تطور نحو مواجهة الاحتلال بتأسيس عبد الله نمر درويش "أسرة الجهاد" عام 1979 فكان مصيره السجن مع شباب آخرين في مجموعة "التائبين" التي أعلنت الجهاد المسلح والحرب الاقتصادية على الاحتلال الإسرائيلي.

ومكن العمل الاجتماعي والثقافي والدعوي الحركة الإسلامية من تحقيق شعبية كبيرة وسط فلسطينيي 48 ، ظهرت بوضوح في الانتخابات البلدية عام 1989، حيث فازت برئاسة المجلس البلدي أو المحلي في خمس مناطق، منها أم الفحم.

كما استطاعت الحركة الدخول إلى برلمان الاحتلال الإسرائيلي (الكنيست) بحصولها على مقعدين شغلهما عبد المالك دهامشة وتوفيق الخطيب اللذان احتفظا بمقعديهما في انتخابات 1999.

لم يقف ويتوقف عن العمل الدعوي فاصبح المرجعية العليا للحركة الاسلامية .. فكان الجسر بين ابناء الشعب الواحد\ في دولة فلسطين وسعى جاهدا الى ارساء قواعد اللحمة والتاخي بين ابناء الشعب الواحد . فافنى حياتي في جولات ما بين غزة هاشم ومدينة رام الله ..

لم يتوقف في هذا المجال بل بقي فكره يسري كل يوم ثلاثاء من خلال الدرس الاسبوعي في مسجد ابي بكر الصديق وفيما بعد انتقل ليقدم هذا الدرس في مسجد بلال ابن رباح . حيث كان اخر درس لهو يوم الثلاثاء الماضي اليوم الذي استشهد فيه الشهيد البطل احمد ابراهيم بدير ..

كما وكان ابرز محطات الشيخ الدعوية منبر رسول الله من مسجد ابي بكر الصديق حيث شهد هذا المنبر توجيهات دعوية وسياسية كثيرة لا بناء الحركة الاسلامية .

14.5.2017 اليوم الذي فقدت كفرقاسم والوسط العربي ذلك المفكر والمرشد الكبير الذي لم يتوقف مداد قلمة ولا عبقرية لسانه الا في تمام الساعة السابعة والربع صباحا لترتقي روحه الطاهرة الى بارئها ..

الشيخ عبد الله نمر درويش ذلك الاب العملاق الذي لم يخشى احد غير الله عمل جاهدا على ارساء وتدعيم قواعد هذا البنيان الذي اعتز ببناءه وهو صرح الحركة الاسلامية الغراء .. ارتقت روحه الطاهرة وهو يبتسم لفراق الاحبة , يبتسم على ان هذه الدعوة لها رجال يحملوها من بعده ..

رحم الله المرشد والعبقري والمفكر العصري الاعتدالي لهذا القرن فضيلة العلامة الشيخ عبد الله نمر درويش 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل