بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى
في سياق آيات الصيام
يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
صدق الله العظيم
اهلنا الاحباب في بلد الشهداء
بعد التشاور مع كل الاطر الشعبية والرسمية والدينية فقد ارتأينا ان نخرج بمبادرة دينية اجتماعية والتي لطالما اثكلت كاهل العائلات الثكلى ولا يخفى على احد الكم الكبير من الشهداء ووفيات طبيعية في الفترة الاخيرة والتي وصلت الى اكثر من 13 حادثة وحالة وفاة , وعليه وبعد التواصل مع بعض اهالي الشهداء ومنعا لاستمرارية اجواء الحزن والحداد التي خيمت على بلدنا . فقد اجمع الكل على تبني هذه المبادرة التالية ..
لا يخفى على احد منكم الاحداث الأليمة والكئيبة التي مرت بها كفر قاسم على مدار شهور عده متعاقبة من حوادث قتل رهيبة طالت العديد من الشباب كما حدثت وفيات طبيعية للكثير من الرجالات والنساء من اهلنا بلدنا الافاضل وكما جرت العادة وللأسف أن من مات قريب له خلال السنة فانه يحرم نفسه واولاده من بهجة العيد ويجلس لاستقبال وفود المعزين من جديد ولو سلمنا بهذا الامر فان هذا سيؤدي الى كثرة بيوت العزاء في العيد وتحويل بهجة العيد الى حزن وكآبة على الناس عامة وهذا كله مخالف لمنهج الاسلام في ان ايام العيد هي ايام فرح وسرور .
اهلنا الاحباب
نذكركم ونذكر انفسنا بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحين قدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وجد لهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ابدلكم بهما خيرا منهما يوم الاضحى ويوم الفطر (رواه ابو داؤود وابو يعلى والحاكم وصححه العلامة الالباني )
فأيام العيد هي ايام فرح وسرور. وابتهاج للمسلمين وصله ارحام وزيارة للأقارب وعيد الفطر على الخصوص فيه فرحة للصائمين فيفرحون بتوفيق الله لهم بإكمال العدة واستيفاء الشهر بالصوم ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرا مما يجمعون )
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لتعلم اليهود ان في ديننا فسحة اني ارسلت بحنيفية سمحة) معلقا على فرحة وبهجة الناس في العيد ففي هذا الحديث مشروعية التوسعة على العيال وبسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة
وقد ذكر فضيلة الشيخ عبدالله رحمه الله في الكثير من دروسه وخطبه معلقا على تلك العادات التي تمسك بها الناس ايام العيد فقال " لا تجعلوا ايام العيد ايام حزن وكآبة ولا تحولوها الى بيوت اجر وعزاء "
وقد حدد الشرع الحنيف قضية الحداد على الموتى من الاقارب والاحباب فلا يجوز لاحد من اقارب المتوفى ان يحد عليه فوق ثلاثة ايام الا ان تكون زوجة فأنها تحد على زوجها اربعة اشهر وعشرة ايام لقوله تعالى ( والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بأنفسهن اربعة اشهر وعشرا )
ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحد المرأة على ميت فوق ثلاث الا على زوج اربعة اشهر وعشرا ) متفق عليه
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والافتاء
تخصيص زيارة القبور بالأعياد بدعة سواء كان ذلك من الرجال او النساء
بناءا على كل ما ذكر فليس من منهج الاسلام اهلنا الاحباب تجديد الحزن والجلوس يوم العيد واستقبال الوفود ففي ذلك تجديد للحزن وتنغيص لفرحة. العيد على الاطفال وكل ذلك مخالف لسنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال ) من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ) رواه مسلم )
فيا اهلنا في بلد الشهداء كما ذكرنا من قبل شهدت بلدنا الكثير من حالات القتل المروعة والوفيات واذا سلمنا بالعادات المتبعة فستكون عندنا العشرات من بيوت الاجر وادخال الحرج على الناس ومخالفه منهج اسلامنا وديننا رغم علمنا ويقيننا بحرص الجميع في هذا البلد الكريم على شرع ربنا وسنة نبينا وتعاليم ديننا
وعليه نقول وبناء على ما ذكر سابقا واعلاه وبعد التشاور مع الأخوة ائمة المساجد واللجنة الشعبية والبلدية والكثير من وجهاء وعقلاء هذا البلد رأينا من الواجب علينا نهج المنهج الصواب بقرار صلاة العيد في المصلى مع دعوة كل الاهل الاحباب ممن فقدوا احبابهم في الشهور الماضية على أن نقوم بمصافحتهم وتهنئتهم في العيد مرة واحدة وبذلك نرفع الحرج عن الجميع ويتفرغ عموم الناس الى نفحات العيد
حفظنا الله واياكم حفظ الله بلدنا واهلنا وجعل الله هذا البلد امنا وسائر بلاد المسلمين
اللجنة الشعبية بلدية كفرقاسم
اضف تعقيب