لجنة إحياء الذكرى: "موعدنا غدا الاحد، الذكرى ال - 61 لمجزرة كفر قاسم" ...
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
غدا الاحد الموافق 29.10.2017 سنكون على موعد مع الذكرى ال – 61 لمجزرة كفر قاسم ..
كما في كل عام وفي نفس الموعد، تلتحم الآلاف من جماهيرنا الفلسطينية في الداخل على ثرى كفر قاسم الذي روته دماء الشهداء المظلومين، يشاركنا العشرات من اليهود الذين كان لهم حضورهم على امتداد عمر ذكرى المجزرة، ومعنا كل الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، في إحياء مقدس لذكرى الشهداء، والذي يكرر الإدانة لدولة إسرائيل على جريمتها النكراء والوحشية في حق الأبرياء، من الرجال والنساء والأطفال، الذين سقطوا غدرا برصاصها الحاقد من جهة، ورفضها الممنهج والمتعمد الاعترافَ بمسؤوليتها الأخلاقية والقانونية والسياسية عن المجزرة التي ما زال جرحها ينزف، رغم مرور واحد وستين عاما، مع ما يترتب على ذلك من تبعات واستحقاقات قانونية واخلاقية وسياسية ومادية.
منذ واحد وستين عاماً وفي مساء يوم الاثنين 29.10.1956، وقف قتلة حرس الحدود الإسرائيلي في مدخل كفر قاسم ينتظرون الضحايا من سكان هذا البلد الآمنين… في لحظة ارتفع تسعة وأربعون شهيداً ما بين شاب وشيخ وامرأة وطفل. الكل كان عائداً إلى قريته، إلى بيته، إلى زوجته وأولاده يحمل لقمة الخبز بعد يوم شاق من العمل المضني، كما يحمل بين ضلوعه الأمل بحياة أفضل وأكثر (أمنا !!!) واستقراراً، لكن المجرمين حصدوهم برصاص الغدر والحقد دون ذنب او جريرة!!! .
تأتي الذكرة ال – 61 لمجزرة كفر قاسم في ظل ظروف وأوضاع لا تبشر بخير على المستويات المحلية والإقليمية والدولية ..
مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل يعاني منذ قيام الدولة وإلى الآن من سياسات التمييز العنصري والقهر القومي التي أضَرَّتْ بقضاياه المصيرية مدنية كانت أم سياسية، فردية كانت ام جماعية، وجودية كانت ام خدماتية، كما اصابتْ أمْنَهُ الشخصي والجماعي في مقتل من خلال ازدياد عمليات القتل خارج القانون حصدت نحو 60 قتيلا/شهيدا منذ العام 2000 وحتى الان. يحصل هذا بالرغم من توصيات لجنة التحقيق الرسمية "اور" التي أشارت في توصياتها الصادرة عام 2003 إلى ان أجهزة الأمن الإسرائيلية تربي عناصرها على كراهية العرب وعلى التعامل معهم على اعتبارهم أعداء، الامر الذي تصبح معه عملية قتلهم مستساغة ومبررة، وطالبت بوقف هذه المنهجية فورا. واقع الحال يثبت ان إسرائيل وحكوماتها لم تنفذ ما أمرت لجنة التحقيق الرسمية، ولم تجر أي تحقيق جدي وعميق في عمليات اعدام 13 شابا عربيا في احداث هبة القدس والاقصى 2000، بل ازدادت وحشية في تعاملها مع الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل، الامر الذي يهدد بتقويض البناء الهش للعلاقة بين الدولة ومواطنيها العرب الفلسطينيين.
أما شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة فيواجه اكبر عملية نصب في تاريخه تسمى (عملية السلام) ، توشك أن تذهب بحلم الاستقلال والحرية في ظل سياسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يغتال الوطن ارضا وشعبا ومقدسات، ويدفع بالمنطقة إلى اتون صدام لا يمكن التنبؤ بنتائجه الكارثية، وهو وضع لن يستطيع الشعب الفلسطيني هزيمته الا من خلال أوسع واعمق وحدة وطنية يلتقي فيها الشعب بكل فصائله وتياراته على برنامج وطني واحد يصوغ الحالة الفلسطينية من جديد بما يتوافق مع التراجع الخطير والمستمر للقضية الفلسطينية.
تحمل الذكرى ال – 61 لمجزرة كفر قاسم مجموعة من الرسائل لكل المعنيين بإرساء قواعد العدل والحرية والمساواة في هذا العالم، ولكل الساعين لنيل الحقوق المشروعة، والمدافعين عن قيم الخير.
في ذكرى المجزرة ندعوا أولا، مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل بكل أطيافه وألوانه ومكوناته إلى تحقيق الوحدة الشاملة في وجه كل ما يهدد مجتمعنا العربي في الداخل والخارج ، لأن في ذلك الضمان لتحقيق النصر على سياسات إسرائيل العنصرية.. شعبٌ ضعيف ينخره سوس الفرقة، وتأكله نار النزاعات، وتفتك به وحوش الصراعات، لا يمكن ان ينتصر على التحديات الخارجية والداخلية. وعليه فلا بد من الثورة على كل عوامل الضعف والفرقة، ومحاربة كل أشكال العنف والاحتراب الداخلي..
في ذكرى المجزرة نطالب ثانيا، الإسرائيليين حكومة ومجتمعا على حد سواء، إلى وقف سياسات التمييز العنصري والقهر القومي، بما في ذلك وقف المجازر واعمال القتل التي ترتكبها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة في حق المدنيين العزل من أهلنا، مؤكدين ان هذه السياسات لن تردعنا أبدا عن المطالبة بحقوقنا المدنية والسياسية، الفردية والجماعية. لا خيار أمام اسرائيل إلا ان ترضخ لهذه المطالب المشروعة، وإلا فلن نكون الخاسرين الوحيدين في هذه المعركة العادلة .
في ذكرى المجزرة نطالب ثالثا، قادة دولة اسرائيل بالاعتراف الكامل بمسؤولية الدولة القانونية والأخلاقية والسياسية عن المجزرة وتبعاتها، بكل ما يحمل هذا الاعتراف من استحقاقات قانونية وسياسية واخلاقية ومادية .
في ذكرى المجزرة ندعوا رابعا، الشعب الفلسطيني الذي يكافح من اجل حريته واستقلاله منذ قرن من الزمان، إلى تحقيق (الوحدة الوطنية) والتي هي الضمان الوحيد لمواجهة تحديات الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لاغتيال الحُلُم الفلسطيني بالاستقلال وكنس الاحتلال. بالوحدة فقط نضمن صمود الشعب شامخا في مواجهة المؤامرة الدولية على قضيته التي يُرادَ لها ان تُمحى من قاموس المجتمع الدولي وان تسقط من على أجندته، خدمة لآخِرِ احتلال في العالم، الاحتلال الإسرائيلي ..
جُرْحُ مجزرة كفر قاسم ما زال ينزف ، وسيبقى ينزف ، ولا نظنه سيتوقف عن النزف إلى يوم القيامة، لأنها قصة ظلم فاحش وقع ضحيته مدنيون آمنون مسالمون، "حصدهم" رصاص الغدر والحقد الاسرائيلي في لحظة ظن فيها المجرمون ان جريمتهم ستمر هكذا كما مَرِّتْ جرائم أخرى وحشية شهدتها فلسطين على مدى عقود طويلة ..
ويبقى السؤال المهم .. هل تخلصت الأجيال الإسرائيلية من هذه العقلية المعقدة والدموية منذ المجزرة وحتى الآن ؟! مع الأسف ، لا.. فالأحداث التي وقعت منذ ذلك المساء الحزين وحتى اليوم ، تدل على ان العقلية التي ارتكبت المجزرة ما زالت هي التي تقود هذه الدولة على كل مستوياتها .
في الذكرى الواحدة والستين للمجزرة نذكر ولا ننسى الذين ساهموا بشكل حاسم في الكشف عن تفاصيل المجزرة ومتابعة قضيتها في مراحلها الأولى، كما نذكر ولا ننسى اجيالا من الشباب القسماوي الذي ضحوا بالغالي والرخيص في احلك الظروف في سبيل صون الذاكرة ونقل الشعلة عبر الأجيال، حتى أصبحت ذكرى المجزرة البوصلة التي توجهنا جميعا نحو الهدف المقدس.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار ..
الخزي والعار للقتلة المجرمين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اللجنة الشعبية لجنة احياء الذكرى ال-61 للمجزرة بلدية كفر قاسم
السبت: 28.10.2016
لجنة إحياء الذكرى: "موعدنا غدا الاحد، الذكرى ال - 61 لمجزرة كفر قاسم" ...
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
غدا الاحد الموافق 29.10.2017 سنكون على موعد مع الذكرى ال – 61 لمجزرة كفر قاسم ..
كما في كل عام وفي نفس الموعد، تلتحم الآلاف من جماهيرنا الفلسطينية في الداخل على ثرى كفر قاسم الذي روته دماء الشهداء المظلومين، يشاركنا العشرات من اليهود الذين كان لهم حضورهم على امتداد عمر ذكرى المجزرة، ومعنا كل الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، في إحياء مقدس لذكرى الشهداء، والذي يكرر الإدانة لدولة إسرائيل على جريمتها النكراء والوحشية في حق الأبرياء، من الرجال والنساء والأطفال، الذين سقطوا غدرا برصاصها الحاقد من جهة، ورفضها الممنهج والمتعمد الاعترافَ بمسؤوليتها الأخلاقية والقانونية والسياسية عن المجزرة التي ما زال جرحها ينزف، رغم مرور واحد وستين عاما، مع ما يترتب على ذلك من تبعات واستحقاقات قانونية واخلاقية وسياسية ومادية.
منذ واحد وستين عاماً وفي مساء يوم الاثنين 29.10.1956، وقف قتلة حرس الحدود الإسرائيلي في مدخل كفر قاسم ينتظرون الضحايا من سكان هذا البلد الآمنين… في لحظة ارتفع تسعة وأربعون شهيداً ما بين شاب وشيخ وامرأة وطفل. الكل كان عائداً إلى قريته، إلى بيته، إلى زوجته وأولاده يحمل لقمة الخبز بعد يوم شاق من العمل المضني، كما يحمل بين ضلوعه الأمل بحياة أفضل وأكثر (أمنا !!!) واستقراراً، لكن المجرمين حصدوهم برصاص الغدر والحقد دون ذنب او جريرة!!! .
تأتي الذكرة ال – 61 لمجزرة كفر قاسم في ظل ظروف وأوضاع لا تبشر بخير على المستويات المحلية والإقليمية والدولية ..
مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل يعاني منذ قيام الدولة وإلى الآن من سياسات التمييز العنصري والقهر القومي التي أضَرَّتْ بقضاياه المصيرية مدنية كانت أم سياسية، فردية كانت ام جماعية، وجودية كانت ام خدماتية، كما اصابتْ أمْنَهُ الشخصي والجماعي في مقتل من خلال ازدياد عمليات القتل خارج القانون حصدت نحو 60 قتيلا/شهيدا منذ العام 2000 وحتى الان. يحصل هذا بالرغم من توصيات لجنة التحقيق الرسمية "اور" التي أشارت في توصياتها الصادرة عام 2003 إلى ان أجهزة الأمن الإسرائيلية تربي عناصرها على كراهية العرب وعلى التعامل معهم على اعتبارهم أعداء، الامر الذي تصبح معه عملية قتلهم مستساغة ومبررة، وطالبت بوقف هذه المنهجية فورا. واقع الحال يثبت ان إسرائيل وحكوماتها لم تنفذ ما أمرت لجنة التحقيق الرسمية، ولم تجر أي تحقيق جدي وعميق في عمليات اعدام 13 شابا عربيا في احداث هبة القدس والاقصى 2000، بل ازدادت وحشية في تعاملها مع الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل، الامر الذي يهدد بتقويض البناء الهش للعلاقة بين الدولة ومواطنيها العرب الفلسطينيين.
أما شعبنا الفلسطيني في المناطق المحتلة فيواجه اكبر عملية نصب في تاريخه تسمى (عملية السلام) ، توشك أن تذهب بحلم الاستقلال والحرية في ظل سياسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يغتال الوطن ارضا وشعبا ومقدسات، ويدفع بالمنطقة إلى اتون صدام لا يمكن التنبؤ بنتائجه الكارثية، وهو وضع لن يستطيع الشعب الفلسطيني هزيمته الا من خلال أوسع واعمق وحدة وطنية يلتقي فيها الشعب بكل فصائله وتياراته على برنامج وطني واحد يصوغ الحالة الفلسطينية من جديد بما يتوافق مع التراجع الخطير والمستمر للقضية الفلسطينية.
تحمل الذكرى ال – 61 لمجزرة كفر قاسم مجموعة من الرسائل لكل المعنيين بإرساء قواعد العدل والحرية والمساواة في هذا العالم، ولكل الساعين لنيل الحقوق المشروعة، والمدافعين عن قيم الخير.
في ذكرى المجزرة ندعوا أولا، مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل بكل أطيافه وألوانه ومكوناته إلى تحقيق الوحدة الشاملة في وجه كل ما يهدد مجتمعنا العربي في الداخل والخارج ، لأن في ذلك الضمان لتحقيق النصر على سياسات إسرائيل العنصرية.. شعبٌ ضعيف ينخره سوس الفرقة، وتأكله نار النزاعات، وتفتك به وحوش الصراعات، لا يمكن ان ينتصر على التحديات الخارجية والداخلية. وعليه فلا بد من الثورة على كل عوامل الضعف والفرقة، ومحاربة كل أشكال العنف والاحتراب الداخلي..
في ذكرى المجزرة نطالب ثانيا، الإسرائيليين حكومة ومجتمعا على حد سواء، إلى وقف سياسات التمييز العنصري والقهر القومي، بما في ذلك وقف المجازر واعمال القتل التي ترتكبها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة في حق المدنيين العزل من أهلنا، مؤكدين ان هذه السياسات لن تردعنا أبدا عن المطالبة بحقوقنا المدنية والسياسية، الفردية والجماعية. لا خيار أمام اسرائيل إلا ان ترضخ لهذه المطالب المشروعة، وإلا فلن نكون الخاسرين الوحيدين في هذه المعركة العادلة .
في ذكرى المجزرة نطالب ثالثا، قادة دولة اسرائيل بالاعتراف الكامل بمسؤولية الدولة القانونية والأخلاقية والسياسية عن المجزرة وتبعاتها، بكل ما يحمل هذا الاعتراف من استحقاقات قانونية وسياسية واخلاقية ومادية .
في ذكرى المجزرة ندعوا رابعا، الشعب الفلسطيني الذي يكافح من اجل حريته واستقلاله منذ قرن من الزمان، إلى تحقيق (الوحدة الوطنية) والتي هي الضمان الوحيد لمواجهة تحديات الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لاغتيال الحُلُم الفلسطيني بالاستقلال وكنس الاحتلال. بالوحدة فقط نضمن صمود الشعب شامخا في مواجهة المؤامرة الدولية على قضيته التي يُرادَ لها ان تُمحى من قاموس المجتمع الدولي وان تسقط من على أجندته، خدمة لآخِرِ احتلال في العالم، الاحتلال الإسرائيلي ..
جُرْحُ مجزرة كفر قاسم ما زال ينزف ، وسيبقى ينزف ، ولا نظنه سيتوقف عن النزف إلى يوم القيامة، لأنها قصة ظلم فاحش وقع ضحيته مدنيون آمنون مسالمون، "حصدهم" رصاص الغدر والحقد الاسرائيلي في لحظة ظن فيها المجرمون ان جريمتهم ستمر هكذا كما مَرِّتْ جرائم أخرى وحشية شهدتها فلسطين على مدى عقود طويلة ..
ويبقى السؤال المهم .. هل تخلصت الأجيال الإسرائيلية من هذه العقلية المعقدة والدموية منذ المجزرة وحتى الآن ؟! مع الأسف ، لا.. فالأحداث التي وقعت منذ ذلك المساء الحزين وحتى اليوم ، تدل على ان العقلية التي ارتكبت المجزرة ما زالت هي التي تقود هذه الدولة على كل مستوياتها .
في الذكرى الواحدة والستين للمجزرة نذكر ولا ننسى الذين ساهموا بشكل حاسم في الكشف عن تفاصيل المجزرة ومتابعة قضيتها في مراحلها الأولى، كما نذكر ولا ننسى اجيالا من الشباب القسماوي الذي ضحوا بالغالي والرخيص في احلك الظروف في سبيل صون الذاكرة ونقل الشعلة عبر الأجيال، حتى أصبحت ذكرى المجزرة البوصلة التي توجهنا جميعا نحو الهدف المقدس.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار ..
الخزي والعار للقتلة المجرمين ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اللجنة الشعبية لجنة احياء الذكرى ال-61 للمجزرة بلدية كفر قاسم
السبت: 28.10.2016
اضف تعقيب